في مؤتمر جماهيري في القدس:

القيادات الدينية تُحيي المقاومة في غزة وتحذر من استمرار الانقسام

تاريخ الإضافة الأربعاء 21 كانون الثاني 2009 - 11:28 ص    عدد الزيارات 2978    التعليقات 0    القسم أرشيف الأخبار

        


""

حيّت القيادات الدينية الإسلامية والمسيحية والدرزية في بيت المقدس وداخل الأراضي الفلسطينية المحتلة العام 1948م والجولان السوري المحتل، المقاومة الفلسطينية، ووجهت تحية إعزازٍ وإكبار إلى صمود غزة العزة وأهلها الأبطال الأحرار في وجه العدوان الاحتلالي الغاشم، وأكدت أن المقاومة وهي تتصدى للاحتلال الغاشم الإرهابي في قطاع غزة فإنها تقوم بذلك نيابة عن الأمة الإسلامية والعالم العربي والحاضر الإنساني.
جاءت هذه الدعوات في المؤتمر الجماهيري، الذي دعت إليه، أمس، الهيئة الإسلامية العليا، والقيادات الدينية في بيت المقدس وأكنافه، في فندق "ماونت سكوبس" بحي الشيخ جراح وسط مدينة القدس المحتلة، تحت شعار: "بوركت يا غزة النصر"، بحضور القنصل التركي العام، وجمعٌ كبير من فعاليات القدس، وداخل أراضي العام 1948م المختلفة.
وتحدث في المؤتمر كل من: سماحة الدكتور الشيخ عكرمة صبري رئيس الهيئة الإسلامية وخطيب المسجد الأقصى المبارك، والمطران عطا الله حنا رئس أساقفة سبسطية للروم الأرثذوكس، والشيخ رائد صلاح رئيس الحركة الإسلامية داخل أراضي العام 1948م، ونمر نمر عن المبادرة الدرزية في الجولان السوري المحتل، والدكتور مهدي عبد الهادي رئيس مؤسسة "باسيا" في القدس، فيما أدار اللقاء وقدّم له الشيخ جميل حمامي من الهيئة الإسلامية العليا.
ودعت القيادات الدينية مؤسسات حقوق الإنسان الرسمية والشعبية محلياً ودولياً إلى مطاردة كل من وقف من قيادات صهيونية مجرمة وراء الحرب الدموية، والمجازر الإرهابية التي ارتكبتها قوات الاحتلال في قطاع غزة، بهدف محاكمتهم وإنزال أقصى العقوبات عليهم التي لن تكون مهما كانت أقصى من جرائمهم الدموية.
ووجه المتحدثون تحية إعزاز وإكبار إلى صمود غزة العزة وأهلها الأبطال الأحرار في وجه العدوان الاحتلالي المتوحش، وأكدت أن المقاومة الفلسطينية، وهي تتصدى للاحتلال الإرهابي في قطاع غزة، فإنها تقوم بهذا الدور الباسل نيابة عن الأمة الإسلامية والعالم العربي والحاضر الإنساني.
وباركت القيادات الدينية لغزة العزّة صمودها ومقاومتها وكرامتها التي أجبرت الاحتلال على إعلان وقف الحرب من جانب واحد، والتي كشفت عن مدى ما يعاني منه هذا الاحتلال من هلع جنوده وفزعهم، لافتةً إلى أن بعض وسائل الإعلام أكدت أنها سمعت صوت صراخهم الخائف وبكائهم المرعوب عندما سولت لهم نفوسهم الشريرة اقتحام غزة العزة.
وأدانت هذه القيادات العدوان الاحتلالي الذي هدم المساجد والبيوت والمؤسسات، والذي أهلك الزرع والضرع وقتل مئات الأطفال والمسنين والنساء والعُزّل وجرح الآلاف منهم وملأ سماء غزة وأغرق أرضها بالدخان الذري القاتل.
وناشدت القيادات الدينية المسؤولين الفلسطينيين والفصائل الفلسطينية ودعتهم إلى السعي الفوري الجاد والصادق لتعزيز الوحدة ورأب الصدع في المسيرة الفلسطينية، وطالبت بانسحاب قوات الاحتلال من أراضي شعبنا الفلسطيني، وبإنهاء الحصار على قطاع غزة فوراً، وفتح كل معابرها البرية والبحرية وفي مقدمتها معبر رفح.
وباركت القيادات الدينية الهبّة الجماهيرية الغاضبة العالمية التي لا تزال يتداعى لها كل الأحرار وكل ذوي الضمائر الحية على الصعيد الفلسطيني والعربي والإسلامي والإنساني نصرةً لأهلنا في غزة الصمود والكرامة والرجولة والشهامة.
وباركت المصالحة التي تمت في مؤتمر الكويت بين سوريا وقطر ومصر والسعودية طامعة أن تصب هذه المصالحة في نصرة القضية الفلسطينية.
وشدد المتحدثون على أن العلاج الجذري لهذه المأساة الكارثية، التي أوقعها الاحتلال السفاح على أهلنا في قطاع غزة هو بزوال الاحتلال وقيام الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس.

""

واستهل الشيخ حمامي المؤتمر بكلمةً، قال فيها:

 

 "مرحباً بكم يا من لبيتم النداء، نداء غزة أم الأبطال، جئتم إلى غزة التي تصنع التاريخ من جديد، غزة التي تُسطّر مجدّداً تاريخ هذه الأمة". وقال: "من الذي قال أن هذه الأمة أصبحت في سباتٍ عميق؛ فقد نهضت غزة لتقول لم تنم هذه الأمة ولم تمت هذه الأمة فهي أمة حيّة كريمة، أُمّة حسُنَ تاريخها وتحسن صياغة التاريخ مجدداً، وإذا كانت دماء غزة ثمناً لتوحيد الأمة وتوحيد طاقاتها فليكن، ونحن أهل فلسطين أهل غزة وأهل القدس دماؤنا فداء لديننا وعقيدتنا وتاريخنا وحضارتنا ومجدنا وعزتنا وكرامتنا".
وأضاف: "نحن الذين نحسن صناعة التاريخ، نقول للبشرية جمعاء، وليعلم القاصي والداني أن الدبابة لا تصنع نصراً، وأن الطائرة لا تحسم معركة، إن الذي يصنع النصر ويحسم المعركة هو ذلك الإنسان الذي يصرُّ على البقاء في أرضه ويتشبث فيها وبتاريخه، وإن هذه الدماء التي سالت، وهذه الأشلاء التي تمزقت، وهؤلاء النسوة اللواتي صرخن وامعتصماه فلم يجدن جواباً إلا طائرات مجرمة ودبابات قاتلة وصواريخ مُدمرة، لن تضيع هباءً".
ووجه الشيخ حمامي رسالة إلى غزة، قال فيها: "رسالتي إلى غزة هاشم، غزة الشافعي، غزة الأبطال، غزة الشيخ القعيد الذي أقام الدنيا، غزة الدماء الزكية الطاهرة بكل أطياف وألوان الشعب الفلسطيني، بمسلميه ومسيحييه، كل أطيافه وألوانه، وقفوا جميعاً بصدورهم العارية بوجه الدبابة الصهيونية، نقول لهم: بوركت سواعدكم، بوركت أياديكم، بوركت دمائكم، بورك صمودكم الأسطوري وثباتكم، فقد علمتمونا كيف يصنع المجد، وكيف يكتب التاريخ".
وأضاف: "شتان شتان بين من يكتب التاريخ بدمه ويسطّر التاريخ بأشلائه، وبين من يكتب التاريخ من وراء أريكة؛ فالذي يكتب التاريخ بدمه صادق أمين مؤتمن على هذه الأمة وعلى هذا الشعب".
كما وجه رسالة إلى الأمة قال فيها: "قدركم وقدرنا أن نكون في هذا الزمن، فإذا كانت دماء غزة هي الطريق إلى وحدتكم بوركت هذه الوحدة، فلا تُخيّبوا آمالنا ولا تخيّبوا رجاءنا، لا تتركونا وحدنا بالميدان، فأنتم ضعفاء أقوياء بنا، ونحن ضعفاء أقوياء بكم.
وجاء في فحوى رسالته للسلطة الوطنية ولكافة الفصائل الفلسطينية: "من القدس، من مسرى رسول الله صلى اله عليه وسلم، نقول لكم لم يعد أمامكم إلا حلُ واحد، وهو الجلوس للحوار وللحوار فقط والاجتماع على مصالح وقضايا هذا الشعب، ولنرتفع ولندوس على جراحاتنا، ولنتحمل ونصبر ونحتسب ذلك عند الله سبحانه وتعالى.
أمّا رسالته لسلطات الاحتلال فجاء فيها: "ليسمع الاحتلال؛ إنك إلى زوال مهما تغطرست مهما قتلت مهما دمرت فأنت تنتصر على ماذا؟ تنتصر على حجارة، تنتصر على أطفال أبرياء، لم تنتصر وأنت إلى زوال، ونقول لك اقرأ التاريخ. وكنت أظن أن هناك عقول تفكر عندكم إلا أنه ثبت أنه ليس لديكم عقول تفكر إلا بلغة الدم لغة الرصاص والقتل والغدر والتدمير والخراب والدمار، فأنت، أيها الاحتلال البغيض، إلى زوال، وهذه الأرض الطيبة تلفظ الخبث وترفض النجس، فالاحتلال خبث والاحتلال نجس".
وأضاف: "غزة اجتمعت قبل أن نجتمع، اجتمعت على قلب رجل واحد والتقت على سواعد واحدة، غزة قررت قبل أن نقرر فحسمت المعركة، بوركت غزة وبورك رجالها الأبطال الذين صنعوا مجد هذه الأمة. صوتنا لم يتأخر، وإنما هو استمرار لأصوات خرجت في تركيا، ذلك الموقف العظيم المشرف الذي يعبر عن أصالة وتحد، فبوركت تركيا ورجالها بورك ساستها وعظمائها هذا الصوت خرج مع أهلنا في المغرب العربي وخرج من أهلنا في بقاع الدنيا انتصروا للمظلومين فما عدنا وحدنا في الميدان".

""


 
وقال نمر نمر من المبادرة الدرزية في الجولان السوري المحتل: "جئنا مع الأهل من كل مكان لنقول معاً: لا للاحتلال الصهيوني، لا للعدوان، لا للجريمة، أوقفوا سفك دماء أطفالنا في غزة هاشم الصامدة غزة العزة الأسطورة التاريخية".
وأضاف: "من قدس العروبة، وقدس الأقداس، من قدس البراق والإسراء والمعراج قدس العهدة العمرية نضم صوتنا إلى هذه الأصوات التقية النقية اكنسوا الاحتلال وموبقاته صفقوا لتشافيز وأردوغان".

""

وفي كلمته الرئيسية، أكد سماحة الدكتور الشيخ عكرمة صبري أن هذا الحشد يدل على حب القدس لغزة وعلى تقدير أهل القدس لبطولات غزة، وقال: "حينما تقرّر عقد هذا المؤتمر كنا في شدة، وكانت الأمور غامضة والأصوات تتعالى وكنا نقرر الاعتصامات والإضراب عن الطعام، لكن جاء الانفراج بثبات شعبنا بغزة الصمود والعزة والكرامة بعد توفيق الله سبحانه وتعالى، وإن الدعوات التي انطلقت من الأيتام ومن الثكالى والأرامل قد استجاب الله سبحانه وتعالى لها".
وأضاف: "إن ما حصل على أرض غزة، سيسجله التاريخ، وسيذكر هذه الجرائم وهذه الأحقاد التي تجسدت في تمزيق أجساد الأطفال والنساء والرجال، خاصة أن الذين استشهدوا جميعهم من المدنيين والأطفال والنساء والمسنين، وإن عدد المقاتلين الذين يحملون السلاح لم يتجاوز عدد الشهداء منهم المائة فقط".
وتساءل قائلاً: "إذاً أين كان القصف؟ إنه قصف إجرامي  لم يسجل التاريخ مثيلاً له، لقد تلطخت صفحة الاحتلال، والعالم بات يعرف حقيقة هذا الكيان العنصري الإجرامي، كانت الشعوب في العالم كله مخدوعة مغشوشة من الإعلام الصهيوني، لكن سقط القناع وبان المجرمون الذين يقتلون الأبرياء ويهدمون المساجد ويقصفون الجامعات والمعاهد والمدارس على حقيقتهم، هذه بربرية هذه محرقة وليست حرباً متكافئة".
وأوضح أننا الآن أمام مرحلة جديدة ألا وهي مرحلة الإصلاح والصلاح، مرحلة الحوار مرحلة التفاهم والاتفاق على مبادئ أولية وقواسم مشتركة، مؤكداً أننا اليوم أمام قواسم مشتركة يجب أن نعمل ونتوحد من أجل تحقيقها، وقال: "كنا ولا زلنا دعاة وحدة، نحن نترفع عن الخلافات ونترفع عن المنازعات والمناكفات وعن الاتهامات، إننا نسير بهدي نبينا الأكرم، صلى الله عليه وسلم، وديننا الإسلامي العظيم الذي يدعونا لوحدة الصف والى المحافظة على الأرواح والممتلكات، وإننا الآن أمام مرحلة جديدة لا يجوز أن نبتعد عن هذه المرحلة، علينا أن نواجهها بجرأة وصراحة ونترفع عن الخلافات الفصائلية لتكون المصلحة العليا هي الأساس".
ولفت سماحته إلى أن هذا المؤتمر يهدف لمخاطبة جميع المتنازعين على الساحة الفلسطينية، وقال: ندعوهم بأن يجعلوا المصلحة العامة فوق المصلحة الخاصة، وهذا ما يجب أن نسير عليه، ولا نقبل بأي تفسّخ بعد الآن. وأوضح أن شعوب العالم متعاطفةٌ معنا الآن، ولم نكن نتصور هذا التعاطف الشعبي الجماهيري في العالم كله، وباتوا يدركون الحقيقة، وما دامت الأمور قد تكشفت فإن المؤامرات تسقط وتُحبط وسيبقى شعبنا هو المعادلة القوية، وستبقى قضيتنا هي القضية العادلة التي لا يمكن لأحد أن يتجاوزها، إنها قضية القدس والمقدسات وفلسطين، ولا يمكن التخلي عنها.
وثمّن سماحته موقف الدول التي وقفت إلى جانب شعبنا وقفة رجل واحد، وخاصة تركيا رئيساً وحكومة وشعباً وفنزويلا، ودعا إلى إعادة بناء غزة بشكل مُوحّد وبموقف واحد.

""

وفي كلمته التحليلية حول ما بعد غزة، قال الدكتور عبد الهادي إنه قد يكون هذا المؤتمر وهذا اللقاء واحداً من سلسلة لقاءات وفعاليات عقدت في بيت المقدس، وقد يكون البيان المُعد أحد البيانات المتسلسلة التي تُسجل ضمير المقدسيين لما يتم في غزة، وقد يكون الحديث عن مؤتمرات القمة والمصالحة وبداية العناق مدخلاً آخر للبعد القومي العربي وجمع الخطاب الديني مع الخطاب الوطني.
ولفت إلى أن الزلزال الأول كان في العام 2002م باقتحام قوات الاحتلال لجنين وتدمير جنين، واقتحام رام الله وسائر مدن الضفة الغربية، والاعتداء على كل المؤسسات الوطنية الرسمية، وحصار الرئيس الراحل ياسر عرفات، ثم القضاء عليه.
وأضاف: لكن جاء الرد مرة أخرى عام 2006م من هذا الشعب واضحاً وصريحاً بزلزالٍ سياسي يُعبر عن الرغبة في التغيير السياسي وإلى انتخاب حركة "حماس" شريكاً وطنياً للحركة الوطنية، والتي انتُخبت لتحكم، "لكن شاركنا جميعنا، بلا استثناء، بحصارها وشاركنا أيضا في حصار غزة، 18 شهراً كانت أتعس وأصعب وأشقى وأقسى حصار على أي إنسان عادي في قطاع غزة، لا وقود لا ماء لا كهرباء لا طعام لا دواء، لكن بقي الكبرياء وبقي الصمود والإيمان".
وأوضح أنه وبعد الانفجار الثالث، بمعنى الزلزال العسكري المجنون الذي قامت به قوات الاحتلال بزلزال كامل ضد قطاع غزة، دمرت خلاله غزة بالكامل، وقال: صحيح دُمّر الحجر والمؤسسات، لكن لم يدمر الإنسان، وبنى أهل غزة الخيم للمرة الخامسة في وطنهم، وهذا هو الشموخ والكبرياء الفلسطيني، وهذه هي الوحدة الوطنية التي سطّرها الأهل في غزة.
وقال: اجتمعت القمم من أجل الدم الفلسطيني ومن أجل مصالح إقليمية عليا، فهل ننتظر أن يهدم المسجد الأقصى المبارك حتى يجتمعوا من أجله، وهل ننتظر حتى تُهوّد كل مؤسساتنا في بيت المقدس ليجتمعوا، وغزة ليست ببعيدة عن القدس أو العكس، وهناك حصار سبق حصار غزة تمثل بحصار القدس وتقطيع أوصال الضفة الغربية، لافتاً إلى وجود أكثر من 650 حاجزٍ عسكري، وكل المدن في الضفة الغربية معزولة عن بعضها البعض فضلاً عن عزل الغور الذي يمثل ما نسبته 26% من مساحة الضفة الغربية.
وأضاف: "رسالتنا إلى الشعب الفلسطيني، إلى من يدّعي قيادة هذا الشعب الفلسطيني، إلى من يقبل أن يكون ممثلاً مسؤولاً في هذه المرحلة التاريخية الحاسمة للشعب، ليس هناك إمكانية حل الدولتين حالياً على الأرض ولن يكون حلاً قائماً على دولة واحدة بمعنى أن ننصهر بالدولة العبرية، لا نستطيع ولا نرضى ولا نقبل أن ننصهر، الهوية القومية لن تنصهر لا بالبعد القومي ولا بالبعد العالمي، بقي الفلسطينيون متمسكون بهذا الانتماء وبهذه الأرض.
الاحتلال لم ينته بغزة، وهو يحاول تنفيذ "سيناريوهات" أولها يتمثل بما نشاهده الآن وهو استمرار احتلال أرض في غزة، وتحويل قطاع غزة إلى كيان منفصل تحت إدارة دولية تخدمها وكالة الغوث كحكومة فعلية إغاثية لأكثر من ثمانين بالمائة من سكان غزة، شعب بدون نضال سياسي وبدون وفاق وطني وبدون أجندة وطنية أمر واقع مفروض أصبحوا لاجئين تحت مظلة وكالة الغوث الدولية للمرة الخامسة، فيما الضفة الغربية ستستمر بنزيفها الحالي، مؤكداً أنه ما بعد غزة يعمل الاحتلال على فرض أمر واقع في القطاع واعتبار المسالة هناك مسألة ومشكلة وأزمة مصرية بالدرجة الأولى جغرافياً وديموغرافياً وعقيدةً وتنقلاً وتجارةً،  وفي نفس فتحوا الخيار الأردني أكثر من مرة وقيل أن هناك مؤامرة تُعد لهذا "السيناريو" بمعنى نقل ما تبقى من الفلسطينيين للبعد العربي، أصبحنا مشكلة عربية وهماً عربياً: لا أرض لا وطن لا دولة، أما "السيناريو" الآخر الذي ما زالوا يعملون عليه وتطويره بشكل واضح بدأ بحصار غزة، وأرادوا من خلال ذلك استفزاز سماحة السيد نصر الله وحزب الله لمقابلة هذا التحدي، ثم أرادوا الوصول إلى طهران وتحدي طهران في هذا البعد لأنهم طلبوا أكثر من مرة رسمياً وعملياً وعسكرياً ضرب طهران ورُفض الطلب من واشنطن، وسارعوا الآن لإبرام اتفاقية غير مسبوقة بين ليفني ورايس في البعد الإقليمي لأنهم لا يريدون للدم الجديد القادم إلى البيت الأبيض، الذي يريد الحوار والتواصل والانسحاب من العراق، ويرغب بعقد مؤتمر دولي لحل القضية الفلسطينية بأرضه ووطنه ومستقبله، أرادوا إغلاق هذا الباب بتسخين المنطقة.

""

من جهته، سخر المطران عطا الله حنا من ترديد الاحتلال عبارات انتصرنا على العرب، انتصرنا على الفلسطينيين، وقال: إذا كان قتل الأطفال انتصاراً، إذا كان هدم البيوت والمساجد على من فيها انتصاراً فاللعنة على هذا الانتصار، وليكن هذا الانتصار ملعوناً.
وأضاف أن هناك إضافة للأبعاد السياسية، بعد إنساني لهذه القضية والذي حرك العالم بأسره وجعل العالم ينتفض على هذه العنصرية، وكل الأرض انتفضت وقالت لا لهذا العدوان والعنصرية، وبات العالم بأسره يدرك قبل أي وقت مضى أن احتلال الأرض الفلسطينية وما تقوم به سلطات الاحتلال هو جريمة نكراء ليس بحقنا فحسب بل بحق الأمة العربية والإنسانية وإرهاب بحق الإنسانية.
وأكد أن واجبنا يقتضي أن نتوحد ونوحد صفوفنا لمواجهة العدو الصهيوني المشترك، وقال إن
الذي يظن أن "إسرائيل" ستتحول إلى دولة سلام ووئام مخطئ، فهي لا تريد السلام وهو ليس في مصلحتها، مؤكداً أن مجازر الاحتلال في جنين وغزة وحصار القدس والجدار العنصري وقتل الأطفال والنساء وهدم المساجد والمدارس والبيوت يمثل الوجه الحقيقي للاحتلال.
وقال: أنقل لكم تحيات الكنائس المسيحية في القدس والمسيحيين الفلسطينيين في هذه الديار الذين هم جزء لا يتجزأ من الأمة العربية والشعب الفلسطيني، داعياً إلى ترسيخ العلاقات الإسلامية والمسيحية لخدمة قضايانا الوطنية حتى تتحرر القدس والأقصى والقيامة وإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس.

""

وبدوره، اختتم الشيخ رائد صلاح الكلمات، وقال: مبروك يا شعبنا الفلسطيني انتصارك في غزة، مبروك يا عالمنا العربي والإسلامي انتصارك في غزة، ولفت إلى مشهد تاريخي حدث في العام 656 للهجرة حيث ارتفع حينها شعار تردد على ألسن الملايين من حاضرنا الإسلامي والعربي، يومها كان الواحد يقول للآخر إذا سمعت أن التتار قد هُزموا فلا تُصدق تلك الأقوال"
وأضاف: أتدرون ما حصل وكيف بدأت مرحلة التغيير، التي بدأت في أول معركة انتصرنا بها على التتار وكانت في غزة، وكانت بداية أثمرت في التاريخ ذاك الموقف الكريم المهيب الذي نعرفه بعين جالوت حيث أزيل للأبد الهجوم التتري عن أرضنا ومقدساتنا.
وأضاف: اليوم يتكرر المشهد فقد حققت غزة النصر للأمة كما كان بالأمس، ولعل انتصار غزة اليوم يكوم مقدمة لزوال هذا الاحتلال عن القدس والمسجد الأقصى وعن مقدساتنا.
وخاطب فضيلته الاحتلال قائلاً: أيها الاحتلال، انتهى شهر العسل، وها هي غزة بأرضها وسمائها وبيوتها ومقدساتها وببطولة رجالها ونسائها، ها هي غزة العزة تقول لك أن للحق أهله، إن لراية العزة أهلها ولموقف الكرامة جنده، ها هي راية الحق الفلسطيني لا تزال وستبقى ترفرف بغزة، ولن تسقط حتى تمتد وترفرف في سماء القدس.
وأضاف إن نصر غزة اليوم حفظ الكرامة للقضية الفلسطينية التي كانت على وشك أن تضيع، وقال أي عاقل ينكر أن نصر غزة اليوم قد رفع لواء المقاومة في وجه الاحتلال الظالم.
وفي ختام المؤتمر، توجه الحضور للتوقيع على بيان القيادات الدينية لنصرة غزة.

""


المصدر: خاص بالموقع - الكاتب: abdullah

علي ابراهيم

عام من "الطوفان" وما شجن في النفس والعالم!

الثلاثاء 8 تشرين الأول 2024 - 10:54 م

لو سألنا في السادس من أكتوبر/ تشرين الأول 2023 أيَّ خبير إستراتيجي أو محلل سياسي، عن التغييرات الكبرى في العالم، والصراعات القادمة فيه، لتحدث عن ملفات عديدة، ابتداء بالصراع الروسي والأوكراني، وتحجيم ا… تتمة »

منير شفيق

حرب التجويع

الثلاثاء 2 تموز 2024 - 10:40 ص

دخلت حرب الإبادة البشرية من خلال القتل الجماعي المستمر طوال تسعة أشهر حتى الآن، في مرحلة جديدة، وهي مرحلة التجويع العام الدائر دفعة واحدة، لكل أهالي القطاع. وبهذا لم يكفِ القتل الجماعي بالقصف، وهدم ال… تتمة »