أعلنت مُحافظة القدس عن تضامنها الكامل مع الأهل المكلومين في قطاع غزة، وأرسلت، اليوم، أول قوافلها من شاحنات الإغاثة إلى وكالة الغوث ليتم إدخالها إلى غزة.

وقال القائمون على الحملة أن القافلة تتكون من عدة شاحنات مُحمّلة بالمواد العينية التي تم جمعها من مختلف أنحاء المحافظة، وبمشاركة المؤسسات والجمعيات الأهلية والتجار والمواطنين.
وكان مركز التجميع المركزي في مدرسة حسني الأشهب في بلدة الرام شمال مدينة القدس المحتلة، شهد اليوم، حركة نشطة في استلام وتغليف وتحميل المواد العينية من مواد غذائية وألبسة وغيرها، شارك فيها المُهندس عدنان الحسيني مُحافظ القدس، ونائبه عبد الله صيام، والمُربية اعتدال الأشهب نائبة مدير التربية والتعليم، ومحمد زياد صب لبن مدير مديرية الرياضة والشباب في المحافظة، وسرحان السلايمة رئيس مجلس الرام المحلي وأعضاء المجلس، وسعيد قريع مدير دائرة الاقتصاد الوطني بمحافظة القدس، وعدد من المتطوعين ورؤساء وممثلي المؤسسات المحلية.

وشملت عملية التجميع فرز المواد وتغليفها وتحميلها إلى الشاحنات، وتحضير أمكنة إضافية لاستقبال المواد التي تم تجميعها بالمراكز المؤقتة في الأندية والجمعيات والمدارس المختلفة في المحافظة.

وأوضح محافظ القدس أن الحملة انطلقت منذ ما يزيد عن الأسبوعين، وتم اليوم، إرسال أول كمية من المواد العينية التي تم جمعها وفق مواصفات وكالة الغوث، في ما يجري الآن العمل على تجميع المزيد من هذه المواد من مختلف مناطق المحافظة، وتغليفها حسب الأصول، من أجل إرسالها إلى مراكز التجميع المركزية ليتم إرسالها إلى الأهل في القطاع.

 وأوضح محافظ القدس أن هذه المساهمة تعتبر رمزية، وتُعبّر عن المحبة والوحدة بين أبناء الشعب الواحد في الضفة وغزة، وبالذات مع أهل القدس، والمصير المشترك، وأشاد بتجاوب المواطنين ومشاركتهم، غير المسبوقة، واللافتة والواسعة والتي شملت كل بيت ومؤسسة وجمعية.

وأكد الحسيني أن هذه الحرب الظالمة، وهذه المجزرة التي تمت، هي صفحات سوداء بتاريخ الاحتلال وبتاريخ الإنسانية، وقال: "إن شعبنا عظيم وكبير وسيتجاوز محنته وسيحافظ على وجوده بأرضه ووطنه، ومعاناة أهل غزة هي معاناة الجميع من أبناء فلسطين.

أما رئيس مجلس الرام المحلي فأعرب عن رضاه الكامل والتام عن تجاوب المواطنين ومختلف الشرائح السكانية المقدسية في الحملة.

 وقال : "إن التجاوب فاق التصور والمتوقع"، وأكد أن مجلس الرام وضع كافة إمكانياته وأطقمه لخدمة حملة الإغاثة، لافتاً إلى أن نقابة الصيادلة اجتهدت وجمعت الكثير من الأدوية الضرورية والتي تم تجميعها بمجلس الرام ليتم إرسالها بالوقت المناسب.

كما ونظمت المؤسسات المقدسية حملة جمع تبرعات تم فيها جمع كميات كبيرة من المواد، منها نحو ثلاثة آلاف حرام شتوي وأغطية وأكثر من عشرين طنٍ من المواد الغذائية، وما يقارب من ألف كرتونة ملابس جديدة بالإضافة لمواد أخرى مثل الشمع والأحذية.

ولفت نائب محافظ القدس عبد الله صيام إلى أن الحملة انطلقت في القدس منذ اليوم الأول للعدوان على غزة، وتمثل ذلك بالهبة الجماهيرية والتظاهرات التي عمت مختلف مناطق المحافظة، وأدت إلى سقوط العشرات من الجرحى، وما تبع ذلك من اعتقال نحو 350 مواطناً من كافة أرجاء محافظة القدس.