استنكار واسع لتطاول تلفاز الاحتلال على المسيح عليه السلام وأمه العذراء

تاريخ الإضافة الخميس 19 شباط 2009 - 11:48 ص    عدد الزيارات 3070    التعليقات 0    القسم أرشيف الأخبار

        


أثار البرنامج الساخر والتفوهات البذيئة التي أوردتها القناة العاشرة في تلفزيون الاحتلال ، بحق السيدة مريم العذراء وولدها نبي الله المسيح عليهما السلام موجة كبيرة من الاستنكار والتنديد والغضب بين أوساط العلماء والشخصيات الفلسطينية الاعتبارية في مدينة القدس المحتلة وداخل الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948م.
وفي هذا السياق، استنكر سماحة القاضي الدكتور أحمد الناطور رئيس محكمة الاستئناف الشرعية العليا في الداخل الفلسطيني المحتل بشدّة هذه التفوهات البذيئة،  وقال في بيان، تلقى الموقع نسخة منه، اليوم،: "لا بدّ للقناة العاشرة, التي أوشكت قبل أيام على الموت, أن تعلم أن جريان المياه العادمة في مجرى قناةٍ ما, قد يجعلها قناة للمجاري, لا تقوى إلا أن تنضح بما فيها."
وأضاف: "إن عنصرية هؤلاء التافهين ممن يعدّون أنفسهم مثقفين, وأصحاب فكر نيّر, هم الذين عَمِيَت أبصارهم فأعمى الله بصائرهم, حتى صاروا مسخاً من العنصرية والانحطاط, ولم يعودوا قادرين حتى على التشبه بأخلاق البشر".
ولفت إلى أن التطاول على نبي الله عيسى عليه السلام, وعلى أمه مريم التي اصطفاها رب العالمين وطهّرها واصطفاها على نساء العالمين, إنما هو سقوط في هاوية الرذيلة. والساقط لا يملك مصير نفسه, بل كلما ازداد سقوطاً, ازداد تسارعه في التدهور والانحدار.
وتابع قائلاً: "أما نحن فيحق لنا كمسلمين ومسيحيين بل وكمؤمنين بالله, أن نغضب وأن لا نمر على مثل هذه الاعتداءات بالسكوت, وكأنّ الأمر لا يعنينا, لأنه لا يجوز أن يتمادى هؤلاء في غيِّهم دونما رادع.
واستطرد قائلاً: "إن ما جاء به هذا البرنامج لم يكن زلّة لسان أو خطأ مرتجل, بل هو معدّ سَلَفًا من قبل هيئة التحرير, الأمر الذي يستفاد منه أنهم يُنَظِرون الرذيلة ويجعلونها فلسفة حياة كما يتخذون العنصرية والاستهتار بمشاعر الآخرين نهجاً وعقيدة."
 وأكد فضيلته أن الوقاحة ليست وجهة نظر, ولا يجوز أن تتستر بستار الثقافة وحرية التعبير.
وطالب بملاحقة القائمين على هذا البرنامج قضائياً وجماهيرياً, وقال: "نتوجه إلى أهلنا الأماجد المؤمنين بعيسى عليه السلام نبياً, بمزيد من الالتحام والالتئام لنكون على مستوى هذه التحديات التي لا تنقطع, حتى صارت جزءاً من قدرنا كمسلمين ومسيحيين, خاصة وأن أحداً من غير المسيحيين والمسلمين لم يكلّف نفسه عناء شجب هذا البرنامج وما فاح منه من عنصرية ورذيلة.
وكان كل من سماحة الشيخ الدكتور عكرمة صبري رئيس الهيئة الإسلامية العليا وخطيب المسجد الأقصى المبارك، وسماحة الشيخ تيسير التميمي قاضي القضاة استنكرا بشدة ما جاء في هذا البرنامج، وطالبا بملاحقة المسؤولين وتقديمهم للمحاكمة.
من جهتها، اعتبرت الحركة الإسلامية في الداخل الفلسطيني المحتل ما أقدمت عليه القناة العاشرة في تلفزيون الاحتلال جريمة نكراء تقشعر منها الأبدان وتشمئز منها النفوس, بل هي محاولة أقزام للنيل من شموخ وطهر نبي الله عيسى بن مريم عليه السلام وأمه الطاهرة العفيفة.
وقالت في بيان لها بهذا الخصوص: "إن الاعتداء والإساءة لسيدنا المسيح عليه السلام هو تماماً كالاعتداء على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم لأن الأنبياء كلهم أخوة, ولسان حالنا كمسلمين تجاههم هو ما عبر عنه القرآن الكريم على لسان الثلة المؤمنة (لا نفرق بين أحد من رسله)."
وتساءلت الحركة في بيانها: "إلى متى يستمر النيل من مقدسات كلِّ من هو ليس يهودياً تحت سمع وبصر مؤسسة الاحتلال، بل وبمباركتها بدليل العقوبات الهزيلة والأشبه بالتربيت على أكتاف الجانحين الذين نالوا وينالون من مقدسات "الجوييم" حتى اليوم؟."
وأضافت الحركة: "إزاء هذه العواصف العاتية والمتتالية من الاضطهاد الديني الرسمي والشعبي، لا بد لنا من الوقوف صفاً واحداً ,مسلمين ومسيحيين, لتُكسر على صخرة صمودنا ووحدتنا كل قرون الثئران الإسرائيلية الهائجة".
أمّا فضيلة الشيخ كمال خطيب نائب رئيس الحركة الإسلامية في الداخل الفلسطيني المحتل فقال: "نحن كمسلمين نعتقد أن المس والإساءة والتهكم والسخرية من أي نبي من الأنبياء عليهم السلام يُخرج المسلم إذا فعلها عن ملة الإسلام، بمعنى أنه يكون كافراً لأن قدسية الأنبياء إنما هي عقيدة يعتقدها المسلم وبالتالي أن يأتي هذا اليهودي بالتهكم على شخص السيد المسيح عليه السلام وعلى أمه مريم العذراء فهو إنما يؤكد على انحراف ليس في سلوكه الشخص فقط وإنما في العقيدة والدين الذي نشأ عليهما".
وأضاف: "ليس جديدا أن نسمع عما اتهموا عيسى عليه السلام وأمه البتول العذراء بتهم لا تليق لبشر عادي فكيف وأن يكون هو رسول الله عيسى وأمه مريم العذراء عليها السلام؟
 لكن يبدو أن هذا أصبح نهجاً وكيف لا يكون نهجاً وقد سبق وآذوا وانتهكوا ومسوا وسخروا من سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم؟
 ولا أقول أن هذا فعل ممثلين وإنما مع الأسف الشديد فعل وسلوك حاخامات ورجال دين يهود".
وتابع الشيخ خطيب: "إن طهر السيد المسيح عليه السلام وطهر مريم العذراء أسمى من أن تمسه حثالة من هؤلاء. وأقول للمسيحيين أن هذا السلوك يجب أن يوقفنا على حقيقة من نتعامل معهم وإذا كان هؤلاء قد أقاموا الدنيا وأقعدوها بسبب موقف لأحد كرادلة روما الذي عبر عن تشككه في المحرقة النازية وعدد من ماتوا فيها، فالأولى أن نسمع صوتاً يرفض هذا السلوك والانتقاص من شخص المسيح وهذا ما نتمنى أن نسمعه من القيادة المسيحية بشكل مباشر".
وختم خطيب بالقول: "أؤكد على أن هذا المساس بالمسيح ومحمد صلى الله عليه وسلم يجب أن يوقفنا نحن الفلسطينيين في الداخل أمام مرحلة جديدة من مراحل الاضطهاد الديني العنصري الذي لن نستطيع مواجهته إلا عبر موقف موحد ولحمة واحدة".
وعبر متروبوليت حيفا وعكا والناصرة وسائر الجليل للروم الكاثوليك المطران الياس شقور، رئيس طائفة أكبر كنيسة في الجليل، عن استيائه من الانفلاتات الأخلاقية واللادينية والتي "تنجم عن عنصرية عمياء ظهرت على شاشة القناة العاشرة في تلفزيون الاحتلال ضد أكبر مقدساتنا وضد شخصية السيد المسيح وأمه العذراء البتول."
وقال المطران شقور: "استغرب كل الاستغراب كيف نحن ننادي بالاحترام والانضباط وبعدم مس مشاعر أي طائفة، ونرى هذه القناة رسمياً تعطي المجال للإسهابات الكلامية التي تنم عن استهتار وعن عدم احترام للآخرين، ولو كان هذا الكلام من أي مسيحي ضد أي مشاعر يهودية أو ضد الكارثة اليهودية لما بقي يهودي إلا وعبر عن غضبه. أمّا نحن لا نغضب بل نعبر عن استيائنا. فبسبب جهلهم ونقمتهم نرى في الصحافة اليهودية احتقار عليائي لمقدساتنا وكأنهم لا يطيقون أن تكون الديانات الأخرى أكثر تسامحاً وأوسع أفقاً".


المصدر: خاص بالموقع - الكاتب: abdullah

منير شفيق

حرب التجويع

الثلاثاء 2 تموز 2024 - 10:40 ص

دخلت حرب الإبادة البشرية من خلال القتل الجماعي المستمر طوال تسعة أشهر حتى الآن، في مرحلة جديدة، وهي مرحلة التجويع العام الدائر دفعة واحدة، لكل أهالي القطاع. وبهذا لم يكفِ القتل الجماعي بالقصف، وهدم ال… تتمة »

علي ابراهيم

لنصنع جيلاً متعلقاً بالقدس و«الأقصى»

الخميس 6 حزيران 2024 - 3:02 م

شكلت الاعتصامات الطلابية في الولايات المتحدة الأمريكية خاصة، والغرب بشكل عام، ظاهرة جديدة في التضامن مع فلسطين، وانضمام شريحة جديدة للتفاعل مع قضية فلسطين، ورفض العدوان المستمر على القطاع. وفي سياق ال… تتمة »