سلّمت سلطات الاحتلال عائلة فرحان، في حي الشيخ جراح وسط مدينة القدس المحتلة، أمراً بإخلاء منزلها لصالح جماعات يهودية متطرفة.
وبات خطر الترحيل والاستيلاء على منازل الحي وعددها 28 منزلاً أمراً جدياً، خاصة بعد إخلاء عائلة محمد كامل الكرد، وإصدار أوامر بإخلاء عائلات حنون والكرد والغاوي.
وتدفع عائلة فرحان الإيجار لما يسمى بـ"لجنة الطائفة الشرقية" اليهودية، وتدفع ما يترتب عليها من رسوم كهرباء وماء وضرائب.
وذكرت العائلة أنها تلقت أمر الإخلاء بدعوى أن العائلة لا تسكن هذا البيت (بيت مهجور)، رغم إقامتها فيه بشكل طبيعي، ووجود كافة مقومات الحياة فيه من أسرّة وكهربائيات وأدوات مطبخ وأثاث وملابس.
وتبلغ مساحة المنزل 26 متراً مربعاً ومكوناً من غرفة وصالة ومطبخ وحمام وتعيش به الحاجة نعمت فرحان وابنها إبراهيم وزوجته وأبنائه الأربعة.
من جانبه، دحض محامي العائلة محمد دحلة الادعاءات "الإسرائيلية" بأن المنزل مهجور، مؤكداً أن العائلة تعيش به ومنفذة لكافة الواجبات المترتبة عليها فهي تدفع الإيجار، وتعتبر مستأجر محمي بالعقار لا يمكن إخلاءها منه بموجب القانون، وقال: "لم تخرق العائلة عقد الإيجار، سواء بعدم الالتزام بالدفع أو هجرها للمنزل، ولم تؤجره"، لافتاً إلى أن هناك جلسة أخرى في المحكمة في الرابع من الشهر القادم للنظر في قضية الإخلاء.
وقال المواطن إبراهيم فرحان أن دعوة لمحكمة الإخلاء صدرت وعلقت على باب المنزل وهي باللغة العبرية، وكانت القضية مرفوعة ضد شقيقه عيسى وزوجته لبنى، علما أنهما يقيمان في حي بيت حنينا، وقال: "هذا ما أثبته المحامي بأن قضية الإخلاء ضد شخصين غير موجودين في المنزل أصلاً".  وعقب ذلك صدر قرار آخر ضد إبراهيم ووالدته إضافة إلى شقيقه وزوجته، وعلق هذا القرار على باب المنزل منتصف ليلة المحكمة (الثلاثاء الماضي)، وخلال جلسة المحكمة صدر قرار احترازي يمنع بموجبه عيسى وزوجته من التواجد أو زيارة البيت، وفي حال مخالفتهما للقرار سيتم سجنهما أو دفع غرامة مالية.
وأوضح أن هذا البيت تعيش العائلة به منذ عام 1948 حيث تم استئجاره من الحكومة الأردنية من لجنة حارس أملاك العدو، وبعد احتلال المدينة واصلوا دفع الإيجار للجنة الطائفة الشرقية، بداية في مكتبهم في شارع يافا، أما منذ بداية التسعينات أصبح دفع الإيجار عن طريق البريد، مؤكداً احتفاظه بكافة الوصولات والأوراق التي تثبت صحة كلامه.
وبجوار عائلة الحاجة نعمة فرحان يعيش المواطن خليل مصطفى فرحان، والذي استلم كذلك أمر إخلاءٍ لمنزله بدعوى إضافة بناء له، ويعيش في المنزل 15 مواطن منهم ابنتان مقعدتان.
وأفاد المواطن خليل فرحان أنه حصل على أمر الإخلاء بعد توجهه إلى محامي لجنة الطائفة الشرقية بطلب يمكنه من إصلاح أسلاك الكهرباء وإمدادات المياه لأنها تالفة وقال: "بالفعل حصلت على إذن بذلك إلا أني فوجئت بعد أيام بقرار إخلاء بدعوى إضافة بناء"، مؤكداً أنه لم يضف أي بناء على المنزل منذ أن سكنه عام 1948، مشيراً أنه سيكون هناك محكمة في 6-4-2009 للبت في القضية.
وأشار إلى أنه تم مصادرة أرض تابعة له في الشيخ جراح حولت إلى متنزه صغير لاستعمال الأطفال اليهود، وأدى ذلك إلى إصابته بجلطة.