مؤسسة الأقصى تكشف عن مخطط احتلالي خطير يستهدف المسجد الأقصى

تاريخ الإضافة الخميس 5 آذار 2009 - 1:23 ص    عدد الزيارات 2767    التعليقات 0    القسم أرشيف الأخبار

        


كشفت "مؤسسة الأقصى للوقف والتراث" ومقرها مدينة أم الفحم، عن عزم سلطات الاحتلال وأذرعها التنفيذية حفر نفقين أرضيين جديدين، أحدهما بطول 56 متراً والآخر وبطول 22 متراً  بهدف ربط "حي الشرف" الفلسطيني في البلدة القديمة بمدينة القدس المحتلة، والذي تم هدمه وتهجير سكانه وإطلاق تسمية "الحي اليهودي" عليه عام 1967م، وبين ساحة البراق غربي المسجد الأقصى المبارك.

 

كما كشفت المؤسسة، في تقريرٍ لها، وصل الموقع نسخة منه، اليوم، عن نية سلطات الاحتلال تركيب مصعد كهربائي في النفق العامودي وممر كهربائي في النفق الأفقي، في خطة هدفها تسهيل وصول المجتمع الصهيوني والسياح الأجانب من "حي الشرف" إلى حائط البراق والمسجد الأقصى، في مسعىً متواصل لتكثيف السيطرة التهويدية على حائط البراق والمسجد الأقصى المبارك.

 

وأضاف التقرير إن العمل في تنفيذ هذا المخطط سيبدأ قريباً، وبتكلفة 10 مليون شيقل، أي نحو 2،5 مليون دولار أمريكي، وذلك بالتعاون بين كل من بلدية الاحتلال في القدس وما يسمى بـ "شركة ترميم وتطوير الحي اليهودي" و "سلطة الآثار" و "مؤسسة التأمين الوطني"، وسيموّل المشروع بتبرع من الثري اليهودي " باروخ كلاين".

 

وذكر التقرير أن المؤسسة حصلت على معلومات ومخططات تُفيد بأنه سيتم المُباشرة قريباً بحفر نفقين في "حارة الشرف" من خلال ما يسمى بـ "شركة ترميم وتطوير الحي اليهودي". ولفت التقرير إلى أن النفق الأول عامودي بطول 22 متراً، وسيحفر في الصخر عند ملتقى نهاية ما يسمى "شارع تفئيرت يسرائيل" وما يسمى بـ  "شارع مسغاف لداخ" في الجهة الشرقية الجنوبية من "حارة الشرف"، ثم سيحفر نفق أفقي تحت الأرض موصولاً بهذا النفق بطول 56 متراً باتجاه مستوى أرضية ساحة البراق. وسيكون موضع النفق الأول نقطة تجميعية لكل من يدخل إلى "حارة الشرف" من السياح الأجانب والمجتمع الإسرائيلي وملتقى عدة أماكن أثرية تحاول من خلالها المؤسسة الإسرائيلية إضفاء صبغة يهودية على تاريخ المنطقة، كما سيتم تركيب مصعد كهربائي عامودي في النفق العامودي، وممر كهربائي أفقي في النفق الأرضي يشبه المصاعد الكهربائية في المطارات، وسيكون كلاهما مكملين لبعضهما.

 

وبحسب المعلومات المتوفرة فإن هذا المخطط  يهدف إلى تشجيع المجتمع الإسرائيلي والسياح الأجانب للوصول إلى ساحة البراق والمسجد الأقصى، عن طريق تسهيل وصولهم من "حارة الشرف" إلى حائط البراق والمسجد الأقصى.

 

وتُصعّب الفوارق الطبوغرافية بين ساحة البراق وحارة الشرف وصول أعداد كبيرة من الذين زوار "حارة الشرف" من اليهود والسياح الأجانب من التقدم نحو ساحة البراق والمسجد الأقصى، مما أدى إلى إقرار حفر النفقين المذكورين وتركيب المصعد والممر الكهربائيين المذكورين لتسهيل تنقل الزوار اليهود والسياح الأجانب بين حارة الشرف وساحة البراق والمسجد الأقصى المبارك. وقررت سلطات الاحتلال تسمية المصعد  باسم "مصعد باروخ" على اسم الثري اليهودي "باروخ كلاين" الذي تبرع بتمويل المشروع، وهو من أصل أمريكي استوطن مؤخراً في "حارة الشرف".

 

من جانبها، قامت "مؤسسة الأقصى للوقف والتراث" بعد حصولها على هذه المعلومات والمخططات، بزيارة ميدانية للمواقع التي سيحفر فيها النفقان، ووقفت على واقع الحال في "حارة الشرف" وعلى ما يمكن استقراؤه من هذا المخطط وموقعه.

 

وقال المؤسسة في بيانها "إن هذا المخطط يضاف إلى شبكة الأنفاق التي تحفرها المؤسسة الصهيونية بواسطة أذرعها التنفيذية المتعددة، والتي تهدف من خلالها إلى طمس المعالم العربية والإسلامية في البلدة القديمة بالقدس، وبناء ما يمكن أن يسمى بمدينة يهودية تحتية، فيما يشكل هذا النفق خطراً إضافياً على حائط البراق والجدار الغربي للمسجد الأقصى المبارك والمسجد الأقصى بشكل عام، وهو تكريس للسيطرة الاحتلالية الإسرائيلية لأحد الأحياء الفلسطينية المقدسية وتكريس المصادرة والاستيطان".

 

وأوضحت المؤسسة أنه إن أرادت المؤسسة الصهيونية تهويد الحجر والمكان من مخططها هذا فإنها تريد كذلك تكثيف التواجد التهويدي البشري في البلدة القديمة في القدس على وجه العموم، وتكثيف التواجد اليهودي في ساحة البراق وداخل المسجد الأقصى المبارك على وجه الخصوص. وقالت: "لقد بتنا نرى مدى تسارع الاقتحامات شبه اليومية من قبل الجماعات اليهودية للمسجد الأقصى المبارك من وإقامة الشعائر التلمودية في المسجد الأقصى، وكذلك دخول آلاف السياح الأجانب يومياً إلى المسجد الأقصى بلباس فاضح لا يليق بحرمة المسجد الأقصى، ثم إن المؤسسة الصهيونية تريد أن تنهي أي وجود إسلامي في منطقة حائط البراق والمنطقة الواقعة جنوبي غرب المسجد الأقصى المبارك، وإحلال تواجد يهودي مطلق في هذه المنطقة ، خاصة انه في موقع النفقين الجديدين يوجد عدد من الكنس اليهودية التي بنيت على حساب بيوت حي الشرف".

 

وخلصت المؤسسة بالقول: "إن هذا المخطط التهويدي لا يمكن رؤيته من زاوية منفردة ، بل لا بد من رؤية هذا المخطط التهويدي كجزء من مخطط شامل لتهويد محيط المسجد الأقصى المبارك، والبلدة القديمة بالقدس، وتهويد كامل للمنطقة الأقرب إلى المسجد الأقصى من الجهتين الغربية والجنوبية، ولا شك أن المؤسسة الإسرائيلية ستقوم بربط هذين النفقين الجديدين بشبكة الأنفاق الموجودة تحت وفي محيط المسجد الأقصى المبارك، وربطها كذلك بشبكة الأنفاق في حي سلوان، وهو على بعد  أمتار من مخطط  لنفق يربط بين ساحة البراق وحي سلوان في مدخل وادي حلوة يصل إلى منطقة عين سلوان وحي البستان، وهنا يبرز الربط بين مخطط حفر النفقين الجديدين وبين مخطط  هدم حي البستان وبناء حديقة تلمودية  مكانه".

 

وطالبت مؤسسة الأقصى الحاضر الإسلامي والعربي والفلسطيني بضرورة العمل السريع والتصدي العاجل لكل هذه المشاريع التهويدية، وقالت: "إننا اليوم بتنا نلمس تصاعداً أكبر في المشاريع التهويدية الاحتلالية للمسجد الأقصى والقدس الشريف، ومن منطلق المسؤولية تجاه القدس والأقصى فلا نجد وقتاً اليوم للبيانات والاستنكارات، ولا بد من وضع مخطط عملي استراتيجي فوري التنفيذ لإنقاذ القدس والأقصى".

 

كما وجهت المؤسسة نداءً خاصاً لعلماء الأمة بتركيز خطابهم على قضية القدس والمسجد الأقصى، وقالت إنه لا بد للفعاليات الشعبية الجماهيرية أن تتحرك بزخم لنصرة القدس والمسجد الأقصى المبارك. ودعت أبناء الداخل الفلسطيني إلى تكثيف تواجدهم وزيارتهم ورباطهم في المسجد الأقصى والبلدة القديمة بالقدس من خلال "مسيرة البيارق"، والتي تسيّرها "مؤسسة البيارق" وتنقل من خلالها المصلين من كافة قرى ومدن الداخل الفلسطيني إلى المسجد الأقصى ومدينة القدس.

 

كما دعت أهل القدس إلى الوجود اليومي في المسجد الأقصى، وتكثيف وجودهم في البلدة القديمة بالقدس وفي محيط المسجد الأقصى، والمشاركة الفعالة بكل نشاط مناصر وداعم لقضية القدس والأقصى، وأكدت أنه مهما وضعت المؤسسة الصهيونية من مخططات ونجحت في تنفيذ بعضها، فلا يمكن بحال من الأحوال طمس إسلامية وعروبة القدس، وسيظلّ المسجد الأقصى حقاً خالصاً للمسلمين: ما تحت الأرض وما فوق الأرض.   

 

يذكر أن  حي الشرف هو حي إسلامي يقع داخل حدود البلدة القديمة وتبلغ مساحته أكثر من 133 دونم، وقع تحت الاحتلال الإسرائيلي عام 1967، وهو ملاصق لحي المغاربة الذي هدمته سلطات الاحتلال في 11/6/1967م. و تم طرد آلاف الفلسطينيين من الحي بعد وقوعه بيد الاحتلال، كما تمت مُصاردة البيوت والعقارات والأرض بعد طرد السكان الفلسطينيين من الحي، وأنشأت شركات صهيونية خاصة أبنية جديدة أخرى في الحي وأطلق عليه اسم "الحي اليهودي"، وتم وإسكان المستوطنين اليهود فيه، ولم يبق في الحي إلا أفراد قلائل من الفلسطينيين، ومسجدين أحدهما مغلق والآخر تُصلى به صلاتي الظهر والعصر ويمنع رفع الآذان فيه .

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 


المصدر: خاص بالموقع - الكاتب: Mahmoud

علي ابراهيم

عام من "الطوفان" وما شجن في النفس والعالم!

الثلاثاء 8 تشرين الأول 2024 - 10:54 م

لو سألنا في السادس من أكتوبر/ تشرين الأول 2023 أيَّ خبير إستراتيجي أو محلل سياسي، عن التغييرات الكبرى في العالم، والصراعات القادمة فيه، لتحدث عن ملفات عديدة، ابتداء بالصراع الروسي والأوكراني، وتحجيم ا… تتمة »

منير شفيق

حرب التجويع

الثلاثاء 2 تموز 2024 - 10:40 ص

دخلت حرب الإبادة البشرية من خلال القتل الجماعي المستمر طوال تسعة أشهر حتى الآن، في مرحلة جديدة، وهي مرحلة التجويع العام الدائر دفعة واحدة، لكل أهالي القطاع. وبهذا لم يكفِ القتل الجماعي بالقصف، وهدم ال… تتمة »