خطيب الأقصى يُحذّر من ألاعيب جديدة للإيقاع بأصحاب المنازل المُهدّدة بالهدم في القدس
الجمعة 20 آذار 2009 - 8:07 م 2151 0 أرشيف الأخبار |
حذّر سماحة الشيخ الدكتور عكرمة صبري رئيس الهيئة الإسلامية العليا من ألاعيب جديدة تقوم بها سلطات الاحتلال لنصب الشرك والإيقاع بأصحاب المنازل المُهدّدة بالهدم في أحياء القدس عن طريق الاختباء خلف المؤسسات الأجنبية وتدّعي بأنها تُعنى بحقوق الإنسان، والتي تحاول أن تُغري أصحاب البيوت بالتعويض، أو بمنح عروضٍ خادعة بترحيلهم إلى أماكن أخرى أفضل من بيوتهم الحالية، وقال: "احذروا احذروا أي توقيع لهم".
وجدّد، في خطبة صلاة الجمعة بالمسجد الأقصى المبارك اليوم، على فتواه الشرعية المتعلقة بتحريم أخذ أصحاب المنازل المُهددة بالهدم، أي تعويض مالي أو عيني من مبانٍ أو أراضٍ مقابل بيوتهم التي هم فيها، لأن التعويض من الاحتلال هو بمثابة البيع.
وأضاف أن مدينة القدس المحتلة لم تشهد حملة شرسة مثل هذه الحملة في هذه الأيام، وقال إنها حملة عنصرية، تنمّ عن تطهيرٍ عرقي ضد السكان العرب المرابطين في بيت المقدس وأكناف بيت المقدس.
ولفت إلى أن رئيس بلدية الاحتلال الجديد بدأ عهده بفتح المعركة على مصراعيها بإصدار قرارات وإخطارات ظالمة بهدم البيوت وتشتيت مئات العائلات، حيث طالت هذه القرارات الجائرة عدة أحياء سكنية في مدينة القدس وضواحيها لتشمل: الشيخ جراح والبستان والعباسية بسلوان، وأحياء: الطور وبيت حنينا وشعفاط ووادي قدوم وصور باهر وأم طوبا وبيت صفافا وحي الثوري وجبل المكبر والعيسوية، وأخيراً برج اللقلق الواقع في البلدة القديمة من مدينة القدس المحتلة والمطل على المسجد الأقصى المبارك من الجهة الشمالية الشرقية.
وقال: "إن القائمة كبيرة ومستمرة، فضلاً عن مُلاحقة مضارب البدو من مكانٍ إلى آخر"، مُشيراً إلى ما حصل أمس من مُلاحقة السلطات المحتلة مضارب عشيرة الكعابنة في منطقة جبع شمال القدس، وهدم ثلاثة مساكن لعرب الجهالين في العيزرية وهدم منزل في بلدة العيزرية بحجة قربه من الطريق الالتفافي الذي يسمونه نسيج الحياة، وقال: "أي أنهم ينسجون حياةّ جديدة لهم وذلك على حساب تمزيق حياتنا".
وأوضح أنه تم زيادة عدد البيوت المهددة بالهدم وإخلاء أصحابها منها عن الثلاثمائة بيت، فيما أعلنت بلدية الاحتلال في القدس بأن ألفين وسبعمائة بيت هي على قائمة الهدم خلال ثلاث سنوات!.
وقال: "إنها من منجزات رئيس البلدية الجديد الذي أعدّ نفسه لهذه المهمة العدوانية غير القانونية وغير الحضارية وغير الإنسانية، فبدلاً من أن يُقيم المدارس والمستشفيات، وبدلاً من أن يهتم بالبنية التحتية للمدينة، وبدلاً من أن يهتم بنظافة أحيائها، وبدلاً من يعطي رخصاً للبناء فإنه جاء لينتقم من السكان العرب ويحرمهم المأوى والمسكن، وجاء ليُخليهم من بيوتهم".
وأكد سماحته أن هذه إجراءات تعسفية تأخذ الطابع السياسي تهدف لأن يكون عدد المواطنين الفلسطينيين أقلية في مدينة القدس، بالمقابل تسعى السلطات المحتلة بكل إمكانياتها إلى زيادة عدد اليهود في مدينة القدس وذلك بمصادرة الأراضي وتوسعة المستوطنات المحيطة بها بإنشاء 5700 وحدة سكنية بالضفة الغربية، وجلب آلاف المستوطنين اليهود إلى القدس وضرب الطوق حولها وعزلها عن محيطها.
وشدّد خطيب الأقصى قائلاً: "إن رئيس بلدية الاحتلال الجديد يتوهم بأن المقدسيين خانعون مستسلمون، فيريد أن يُباغتهم من بداية عهده الجديد، ولكنّ أهل بيت المقدس مرابطون متمسكون بأرضهم وبيوتهم وهم يقفون صفاً واحداً أمام الإجراءات التعسفية غير القانونية، نعم إنها غير قانونية لأن بلدية الاحتلال تمثل سلطة الاحتلال، ولا يحق لسلطة احتلال سنّ قوانين جديدة كما لا يحق لها أن التُغيّر من الواقع السياسي والتراثي والحضاري للبلد التي تحتلها، لذا فإن القرارات الصادرة عن بلدية الاحتلال هي غير قانونية بالإضافة إلى أنها غير إنسانية. وتساءل: أين الخدمات المدنية للمواطنين المقدسيين"؟!.
ووجه حديثه لرئيس بلدية الاحتلال الجديد في القدس: "نقول لك إن المقدسيين لم ينتخبوك ولم ينتخبوا غيرك لأنهم لا يعترفون بسلطة الاحتلال، ولأن المقدسيين هم أبناء العرب الذين كانوا في هذه الديار منذ سبعة آلاف وخمسمائة سنة قبل الميلاد، وهم أحفاد الفاتحين المسلمين منذ خمسة عشر قرناً، فهم أحفاد عمر وأبي عبيدة وعبد الرحمن بن عوف وخالد بن الوليد الذين فتحوا عهداً جديداً من الحرية والمساواة والعدالة، وأنشؤوا حضارة وتراثاً وتاريخاً مجيداً في جوانب الحياة كلها من تعليمية وثقافية وزراعية وتجارية وطبية وهندسية ومعمارية".
وقال: "أما الاحتلال فماذا جلب سوى الهدم والتشريد والتمييز العنصري، وسوى الحرب على التراث والآثار والحضارة، وتغيير الأسماء بهدف تهويد المدينة وطمس الوجه الحضاري العربي الإسلامي عنها."
وتساءل: "هل يحق لليهود أن يطلقوا على بلدة سلوان مدينة داود؟!! وهل يوجد دليل على أن داود عليه السلام سكن القدس؟!!.
وقال: "إننا كمسلمين نؤمن بأن داود عليه السلام هو نبي فقد ورد ذلك في القرآن الكريم، مع أن اليهود يعدّونه ملكاً فقط وليس نبياً، إلا لأن القرآن الكريم لم يخبرنا بأن داود عليه السلام دخل فلسطين، وما يتناقله الناس مجرد روايات إسرائيلية".
وأضاف إنه إذا افترضنا بأن داود عليه السلام دخل فلسطين فإن أهل سلوان أقدم منه في فلسطين لأن العرب كانوا في فلسطين قبل 7500 سنة قبل الميلاد فالعرب متجذرون في هذه البلاد وهم أقدم شعوب العالم في فلسطين.
وأكد أن مدينة القدس ستبقى كما كانت يتوارثها الخلف عن السلف ما دامت السماوات والأرض إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها وهو خير الوارثين.
من جهة ثانية، سخر سماحة الشيخ صبري من ادعاءات الاحتلال بأنه أفشل صفقة تبادل الأسرى بسبب عدم موافقتها على إطلاق سراح أسرى "تلطخت أيديهم بالدماء"، وتساءل: هل الذين يدعون هذه الادعاءات لم تتلطخ أيديهم بالدماء؟ّ! هل الذي يقتل العشرات من اليهود تكون أيديهم ملطخة بالدماء أما الذي يقتل الآلاف من الفلسطينيين لا تكون أيديهم ملطخة بالدماء؟!
وقال: "إن حملة الاعتقالات التي تمّت أمس لن تحل المشكلة بل تزيد الأمور تعقيداً، لافتاً إلى أن حكومة الاحتلال المُنصرفة تهدف إلى نقل موضوع الأسرى إلى حكومة الاحتلال الجديدة، وإن الأمر هو صراع إسرائيلي داخلي والضحية هم الأسرى."
وأشار سماحته في خطبته الثانية إلى الأنفاق التي تحفرها سلطات الاحتلال والجماعات اليهودية المتطرفة أسفل بلدة سلوان باتجاه المسجد الأقصى المبارك من الجهة الجنوبية، وأخرى من الجهة الشمالية من البلدة القديمة، وحمّل سلطات الاحتلال المسؤولية عن أي مسٍ بالأقصى أو ببنيانه
المصدر: خاص بالموقع - الكاتب: mohman