رغم كل إجراءات الاحتلال، التي فرضها منذ ساعات الليلة الماضية وفجر اليوم في البلدة القديمة من مدينة القدس المحتلة ومحيط المسجد الأقصى المبارك، إلا أن طلائع المواطنين الفلسطينيين من مختلف مناطق وأحياء وبلدات وضواحي مدينة القدس المحتلة وداخل الأراضي الفلسطينية المحتلة عام  1948م بدأت بالوصول إلى مدينة القدس، وتُواجههم عقبات كبيرة في الوصول إلى البلدة القديمة والتوجه إلى الأقصى المبارك بسبب سماح سلطات الاحتلال فقط للمواطنين الذين تزيد أعمارهم عن الخمسين عاماً بدخول البلدة القديمة والمسجد الأقصى المبارك.

وذكر مراسلنا في مدينة القدس المحتلة بأن تجاوب المواطنين مع الدعوات التي وجهتها القيادات الفلسطينية الوطنية والدينية كان لافتاً منذ ساعات فجر اليوم، مؤكداً وصول عشرات الحافلات من داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة في العام 1948 عبر مسيرة البيارق فيما شهدت أحياء وبلدات القدس نشاطاً ملحوظاً بعمليات نقل المواطنين إلى محيط البلدة القديمة، وذلك للتصدي لقطعان الجماعات اليهودية المتطرفة التي أعلنت عزمها تنظيم مسيرة هي الأكبر نحو القدس لاجتياح المسجد الأقصى المبارك وإقامة الشعائر والطقوس التلمودية في باحاته وساحاته الطاهرة، ولم تنجح كل محاولات الضغط على شرطة الاحتلال لدفعها باتخاذ قرارٍ لإلغاء مسيرة اليهود المتطرفين مما فتح الباب مشرعاً أمام حدوث ما تحمد نتائجه.

وكانت سلطات الاحتلال أغلقت منذ ساعات الليلة الماضية البلدة القديمة من مدينة القدس المحتلة بوجه المواطنين الفلسطينيين ممن تقل أعمارهم عن الخمسين عاماً وفرضت الإجراء نفسه على بوابات المسجد الأقصى المبارك، ودفعت بأعداد هائلة من حرس حدودها وشرطتها ووحداتها الخاصة إلى البلدة القديمة ومحيطها وانتشروا في الشوارع والطرقات والأحياء والأسواق المؤدية إلى المسجد الأقصى المبارك.

كما وضعت سلطات الاحتلال متاريس شرطية وعسكرية على بوابات البلدة القديمة وخاصة بوابات العامود والساهرة والأسباط، وأغلقت المدخل الرئيسي لبلدة سلوان جنوب المسجد الأقصى المبارك من جهة بابي المغاربة ووادي حلوة.

ويتجمع المئات من المواطنين الآن بالقرب من بوابات البلدة القديمة للضغط باتجاه دخول القدس القديمة والوصول إلى المسجد الأقصى المبارك، فيما أغلقت شرطة الاحتلال مركزاً يتخذه السائقون لإيقاف حافلاتهم القادمة من داخل الأراضي الفلسطينية، وتحاول الآن منع دخول كافة الحافلات والمركبات الفلسطينية إلى محيط البلدة القديمة.

وتسود مدينة القدس وخاصة بالقرب من بوابات البلدة القديمة ومحيط المسجد الأقصى المبارك أجواء مشحونة بالتوتر الشديد قد تنفجر في أي لحظة خاصة مع سماح شرطة الاحتلال للحافلات التي تقل اليهود المتطرفين بالوصول بحرية إلى باب المغاربة والتوجه إلى حائط البراق والتي من المتوقع أن تخرج بمسيرة كبرى من هناك باتجاه المسجد الأقصى.

وكانت بعض القيادات المقدسية وصلت باحات الأقصى ومنها سماحة الشيخ الدكتور عكرمة صبري رئيس الهيئة الإسلامية العليا وخطيب الأقصى المبارك وقيادات من مدينة القدس المحتلة ومن الحركة الإسلامية داخل أراضي العام 1948م، فيما رفعت الأوقاف الإسلامية حالة التأهب القصوى في صفوف موظفيها داخل باحات الأقصى المبارك، وينتشر حرس وأذنة وسدنة المسجد الأقصى في مختلف الساحات والبوابات وخاصة جهة باب المغاربة التي عادةً ما يتم اقتحام المسجد الأقصى منه حيث يسيطر الاحتلال على مفاتيحه منذ احتلال شرقي القدس عام 1967م.