مؤتمر اسطنبول الدولي ينتصر للأقصى ويدعو لإنقاذ القدس

تاريخ الإضافة الثلاثاء 28 نيسان 2009 - 10:06 ص    عدد الزيارات 3508    التعليقات 0    القسم أرشيف الأخبار

        


""

 

اختتم "منتدى اسطنبول الدولي" فعالياته بتركيا، مُندّداً بالصمت العالمي أمام مخطط تهويد مدينة القدس المحتلة وسعي الاحتلال لتغيير واقعها الجغرافي والسكاني قبيل عام 2020م.


وناقش المشاركون في المنتدى، الذي نظمته مؤسسة القدس العالميّة بالتعاون مع اتحاد السلام بإسطنبول، ودعم عدد من مؤسسات المجتمع الأهلي والمدني التركية -  على مدار يومين متتاليين- ملف تهويد القدس المحتلة في خمس ورقات خصصت لها جلسة بعنوان "المشروعات المنفذة في القدس والحفريات تحت المسجد الأقصى"، فضلاً عن مناقشة التحديات التي يواجهها المسجد الأقصى ومدينة القدس في ظل محاولات التهويد منذ عام 1967.


وشارك في فعاليات المنتدى نخبة من العلماء والمفكرين والسياسيين بهدف جذب الانتباه إلى خطط الاحتلال لهدم المسجد الأقصى وتهويد القدس.


ومن  أبرز المشاركين في المؤتمر وفدُّ كبير من الحركة الإسلامية في الداخل الفلسطيني برئاسة الشيخ رائد صلاح، ورئيس حركة النهضة التونسية الشيخ راشد الغنوشي والأمين العام لمؤسسة القدس الدولية الدكتور محمد أكرم العدلوني، وعدد من الشخصيات البحثية أبرزهم  الدكتور كامل الشريف (مركز ميزان لحقوق الإنسان) والدكتور حسن صنع الله (مركز البحوث المعاصرة) والدكتور محسن صالح (مركز الزيتونة للدراسات والاستشارات) والسيد إبراهيم جبريل (جمعية الأقصى بجنوب أفريقيا)، فيما شارك من تركيا - الدولة المضيفة - الدكتور أحمد أغير أقجا (مركز البحوث والدراسات، عضو اتحاد علماء المسلمين) والباحث الصحفي مصطفى أوزجان ومحمد دميرجى (جمعية تراثنا) والدكتور طوفان بُوزبينار (عضو اللجنة الفنية التركية التي أعدت تقريراً عن الحفريات أسفل المسجد الأقصى) وممثلون من الجمعيات المنضوية في اتحاد السلام وعدد آخر من الباحثين من فلسطين ولبنان وكندا والفلبين.


وكانت ندوة اليوم الأول من المنتدى عقدت بعنوان: "المسجد الأقصى وتاريخه.. الأمس واليوم" برئاسة الشيخ رائد صلاح ومشاركة د. رائد فتحى (مركز الدراسات المعاصرة–فلسطين) ود.محمد  أكرم العدلونى ود. أحمد أغير أقجا (عضو اتحاد العلماء المسلمين) والسيد محمد دميرجى، والسيد مصطفى أوزجان.


وفي معرض تقديمه للندوة، قال الشيخ صلاح: "إن الحديث لا يتعلق بمسجد وإنما المَعنىِ هو الأقصى المبارك وأرى ضرورة أن ينتصر كل مسلم للقرآن الكريم، فالأقصى والقدس لهما مكانة واضحة في آياته الحكيمة".


ولفت الشيخ صلاح إلى خطط مؤسسة الاحتلال لإنشاء خط قطار صغير تحت الأرض يقود إلى ساحة قرب حائط البراق في المسجد الأقصى، وأضاف أن هناك مخططاً  احتلالياً لاستغلال الأنفاق تحت الأقصى حتى تكون مدخلاً إلى مصلى البراق والمصلى المرواني والمصلى القديم.


ووجّه الشيخ صلاح نداءً إلى الشعوب العربية والإسلامية للتصدي للهجمات "الإسرائيلية المتواصلة بحق مدينة القدس المحتلة والمسجد الأقصى الأسير"، ودعا جميع المسلمين بكافة بقاع العالم للالتفاف حول المسجد الأقصى والقدس لما يتعرض له من انتهاكات متواصلة وقال إن قضية القدس الشريف والمسجد الأقصى هي قضية كل مسلم ومسلمة في كل العالم، مؤكداً أن القدس والمسجد الأقصى في خطر في خطر جراء استمرار الحفريات والاعتداءات والاقتحامات للمسجد وللبيوت بهدف تهويدها وإلغاء وطمس هويتها المقدسية الفلسطينية والعربية والإسلامية"..


واستعرض الشيخ صلاح مخططات الاحتلال للمس بالمسجد المبارك وتهويده، وأكد أن المؤتمر ستكون له دلالات واسعة بالمستقبل القريب لأنه سيحشد كل الإمكانيات الشعبية والمدنية والعلمية والإعلامية لنصرة الأقصى.


واعتبر أن الشعب التركي يقدم عطاءات طيبة لنصرة القضية، وما قام به من حشد مليون شخص بإسطنبول قبل أشهر لنصرة الأهل بغزة ورفض الحرب الوحشية ضدهم يدل على ذلك، معتبراً أن دور الشعب التركي كان مؤثراً في العالم كله حتى لدى مؤسسة الاحتلال وأن "نموذج اليوم للنصرة جاء أكبر مما توقعت ونجاحه كان كبيراً والحمد لله".


وقدم الشيخ الدكتور رائد فتحي قراءة تاريخية في القرآن الكريم وآياته باعتبارها المرجع الأساسي حول الأقصى والقدس، مذكراً الحضور بأن الاعتداء على الأقصى اعتداء على القدس وعلى مكة والمدينة أيضاً.


أما د. العدلونى فركز في كلمته على ضرورة وجود خطة لتدعيم صمود أهالي القدس وعدم السماح ببيع البيوت لليهود، ودعم المؤسسات القانونية للدفاع عن القدس وإعادة الاعتبار لقضيتها وتوفير دعم مادي ومعنوي لها وإيجاد إستراتيجية إسلامية متكاملة لحشد التضامن والإمكانيات.


وقال  د. العدلوني إن الدعوة للمؤتمر تأتي في سياق "إعادة الروح في مسألة المسجد الأقصى المبارك ولتؤكد أن له من الأنصار والمحبين الشيء الكثير"، وعبر عن اعتزازه بالموقف الأخير لرئيس الوزراء رجب طيب أردوغان، فهي مواقف "تترجم عزم الأتراك على مواصلة الدفاع عن القضايا الإسلامية وأولها القضية الفلسطينية".


كما تحدث أغير أقجا عن الأسماء المختلفة للقدس عبر تاريخ الحضارات المتنوعة وأهميتها في الإسلام، معتبراً أن أسرها واحتلالها لن يستمر.


أما رئيس هيئة الإغاثة والمساعدات الإنسانية التركية أكبر منظمي الندوة فأكد أن المسجد الأقصى قضية كل المسلمين، ومسألة عدم الاهتمام بوضعه دليل على نقص في الإيمان؛ فكما يتم الحفاظ والدفاع على المسجد النبوي والكعبة، يجب أن نعتبر الأقصى أيضاً بهذه المرتبة".


وأبدى بولنت يلدرم تخوفه من تعرض الأقصى للاعتداءات والتخريب على يد "الإسرائيليين" كما حدث في قطاع غزة.
يُذكر أن منتدى إسطنبول للسلام تأسس بداية عام ٢٠٠٩ من قبل مجموعة من مؤسسات المجتمع المدني المتمركزة بإسطنبول، ويهدف إلى إيجاد حلول للأزمات الإنسانية والصراعات ومظاهر الظلم بأنحاء العالم.


وأفادت مصادر إعلامية أن المجتمعين في المنتدى يسعون لإطلاق حركة شعبية عالمية لتوعية المجتمع الدولي بأن أي خطر قد يتعرض له المسجد الأقصى سيهدد الأمن والسلم في العالم أجمع.


وأشارت المصادر الإعلامية إلى أن المنتدى سيشكل لجنة لمتابعة الحفريات التي تنفذها مؤسسة الاحتلال تحت المسجد الأقصى بزعم إجراء دراسات وأبحاث أثرية دون أن تقدم أي معلومات عنها حتى للمنظمات الدولية المعنية.


وقال المنسق العام للمنتدى بولنت يلدرم "نريد من الشعوب أن تضغط على السياسيين في العالم لاتخاذ إجراءات عملية لحماية الأقصى، وعلى الجميع أن يعلم أن حماية القدس هي حماية للاستقرار في العالم أجمع".
 من جهته، قال المهندس زكي إغبارية رئيس " مؤسسة الأقصى للوقف والتراث" إن المساجد والآثار والمقابر الإسلامية بالقدس بحاجة لترميم دائم، بينما يمنع الاحتلال من إجراء أي صيانة في سعيه لتهويد المدينة المقدسة، ودعا إغبارية إلى وضع خطة مسح شاملة لتلك الآثار لحمايتها.


وبدوره، عاتب الدكتور كمال الشريف العلماء لعدم الانتفاض لنصرة الأقصى والقدس، بينما ذهبوا لأفغانستان لإنقاذ تمثال، وقال إن بريطانيا ساعدت الوكالة اليهودية عام 1948 بمنحها أراضي فلسطينية واليوم يواصلون الانتهاكات حيث "يهدمون المنازل ويشردون أصحابها ويحولون المواطن الفلسطيني إلى مقيم أجنبي بالقدس، فيما استوطن نحو 250 ألف يهودي حول القدس". ولفت إلى أن قوات الاحتلال تمنع الفلسطينيين من البناء فضلاً عن إغلاقها نحو 50 مؤسسة فلسطينية وقيامها بحملة تطهير عرقية في سياق خطة التهويد، وقال: "إذا كان العالم الظالم لا يحترم الضعفاء فعدالة قضيتنا أقوى، ووحدتنا تقضي على المخططات".
من جانبه، قال فاضل وشاحي، في كلمته باسم: "صندوق الإسراء للإغاثة والتنمية" بالداخل الفلسطيني إن حرب الاحتلال على قطاع غزة كانت "لجس نبض الأمة في حال احتلال القدس وهدم المسجد الأقصى"، مؤكداً أن مؤسسة القدس تسعى إلى تثبيت المقدسيين ومساعدتهم في منع تنفيذ خطة التهويد.


وبدوره، قال السيد  خليل تفكجي مدير دائرة الخرائط الفلسطينية في بيت الشرق إن كل "كيلومتر واحد حول الأقصى فيه 30 ألف فلسطيني، مقابل أربعة آلاف إسرائيلي، وهو ما يجعل الميزان يميل لصالح الفلسطينيين". كما نفى نجاح الحفريات أسفل الأقصى في العثور على أي دليل يثبت ادعاءات الاحتلال الكاذبة.


وانتقد الدكتور حسن صنع الله الباحث في "مركز الدراسات المعاصرة" من أم الفحم استخدام البعض عبارة "حائط المبكى" بدلاً من حائط البراق، قائلا إن الاحتلال يزيف الحقائق وإنه ليس له حق في جدران الأقصى ليجعلها له مبكى، كما أشار إلى أن الاحتلال ضاعف مساحة القدس ثلاث مرات وخرب الزراعة وبنى الجدار العازل تمهيداً لإعلان القدس عاصمة رسمية لدولة الاحتلال في 2020.


كما تحدث في الندوة السيد ناصر خالد "رئيس مؤسسة البيارق"  عن "مسيرة البيارق" إلى المسجد الأقصى ومساهمتها في الدفاع والحفاظ على المسجد الأقصى المبارك.


وفي الختام، قال رئيس الجلسة  السيد أحمد فاروق إن سكرتارية المؤتمر دعت غير المسلمين لإثراء النقاش وتوجيه رسائل مختلفة للعالم خاصة المسيحيين الذين يعانون أيضاً من الاحتلال، ودعا أوصال المسلمين للتوحد في المواقف التاريخية، مشيراً إلى أن الحل لن يتم بدون الوحدة الإسلامية كما دعا تركيا إلى مراجعة اتفاقياتها العسكرية مع دولة الاحتلال.

 

""

""

""

""

""

""

""


المصدر: خاص بالموقع - الكاتب: Mahmoud

منير شفيق

حرب التجويع

الثلاثاء 2 تموز 2024 - 10:40 ص

دخلت حرب الإبادة البشرية من خلال القتل الجماعي المستمر طوال تسعة أشهر حتى الآن، في مرحلة جديدة، وهي مرحلة التجويع العام الدائر دفعة واحدة، لكل أهالي القطاع. وبهذا لم يكفِ القتل الجماعي بالقصف، وهدم ال… تتمة »

علي ابراهيم

لنصنع جيلاً متعلقاً بالقدس و«الأقصى»

الخميس 6 حزيران 2024 - 3:02 م

شكلت الاعتصامات الطلابية في الولايات المتحدة الأمريكية خاصة، والغرب بشكل عام، ظاهرة جديدة في التضامن مع فلسطين، وانضمام شريحة جديدة للتفاعل مع قضية فلسطين، ورفض العدوان المستمر على القطاع. وفي سياق ال… تتمة »