الحركة الإسلامية في الداخل الفلسطيني تؤكد أن مدينة القدس تعيش أسوأ فترة في تاريخها المعاصر

تاريخ الإضافة الأحد 31 أيار 2009 - 11:31 ص    عدد الزيارات 2598    التعليقات 0    القسم أرشيف الأخبار

        


أكدت الحركة الإسلامية داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948م بأن مدينة القدس المحتلة تعيش هذه الأيام "أحلك الظروف وأسوأ فترةٍ في تاريخها المعاصر؛ وذلك لأن مؤسسة الاحتلال الجديدة جاءت لتلبي المشروع الصهيوني المتطرف، والتي تطالب به جماعات يهودية دينية بشكلٍ مباشرٍ وصريح.
وقالت الحركة الإسلامية  في تصريحات صحفية على لسان نائب رئيسها الشيخ كمال الخطيب: "إن خطورة هذا المشروع أنه لم يعد يعتمد على عنصر الزمن كما كان في السابق، وإنما يتحدث عن خلق واقع جديد لمدينة القدس، وليس أدل على ذلك من تصريحات رئيس الحكومة الصهيوني المتطرف بنيامين نتنياهو على بقاء القدس عاصمة موحدة وأبدية للكيان الصهيوني".
ولفت الخطيب أن ميزة المرحلة الجديدة هي الانسجام الكامل والتام بين المواقف السياسية والجماعات اليهودية المتطرفة خاصةً أن الجماعات المتطرفة الآن لم تعد جماعات سهلة بل أصبح لها نفوذ واسع داخل المطبخ السياسي ولهم نواب في البرلمان ووزراء في الحكومة أي أنها تعيش حالةً من "النشوة" وسخرت لها جميع الإمكانات والمحفزات للاستمرار في اعتداءاتها على القدس وأهلها، وعلى المسجد الأقصى.
وطالب الشيخ الخطيب المفاوض الفلسطيني بأن يعترف بفشله في إيجاد السلام للقدس خاصة ولفلسطين عامة، وأن يعتذر للشعب الفلسطيني عن "الطُّعم" الذي ابتلعه بسهولة من خلال موافقته على وضع القدس على جدول الحل النهائي في اتفاقية "أوسلو المشؤومة عام 1993"، مشيراً إلى أن المفاوض الفلسطيني "تسبب في خسارةٍ كبيرةٍ طيلة 16 عاماً من المفاوضات الوهمية أضاعت علينا الكثير من الفرص لاستعادة المدينة المقدسة".
وحذر من مصطلح يجري تداوله حالياً، ويتعلق بوضع المسجد الأقصى تحت وصاية دولية أو إشراف طرف ثالث لتسهيل التوصل إلى اتفاق سلام بين السلطة الفلسطينية و"إسرائيل"، كما يعلن المُروجون له، مشيراً إلى أن "قضية القدس تشكل أهم القضايا التي لا تزال تعيق التوصل إلى اتفاق".
كما حذر من مصطلح آخر يستبدل المسجد الأقصى بمصطلح الأماكن المقدسة معتبراً أن ذلك فيه "تضليل للشعب الفلسطيني والشعوب العربية والإسلامية"، مشيراً إلى أن المقصود من ذلك هو المسجد الأقصى فقط.
وقال الشيخ خطيب: "ليس عندنا إلا قناعة واحدة ، وهي أن المسجد الأقصى بكل مساحته، البالغة (144 دونم)، وبكل ساحاته وحيطانه وجدرانه وما فوق الأرض وما تحت الأرض، تشكل كلها المسجد الأقصى، ولا حق فيه لأحد من غير المسلمين أبداً."
وشدد على أن "المسجد الأقصى اليوم ليس تحت سيادة إسلامية، ولكن هذا لا يعني أننا نقبل بتدويل منطقة المسجد أي أن لا يكون تحت سيادة إسلامية، أو يهودية، فهذا لن يرضي الأطفال الصغار من أبناء شعبنا الفلسطيني الذين يعرفون أن مصطلح التدويل شعار خبيث للتملص من الحق الفلسطيني والعربي والإسلامي، في القدس الشريف والمسجد الأقصى المبارك".
ولفت نائب رئيس الحركة الإسلامية في الأراضي الفلسطينية المحتلة سنة 1948، إلى أن ما تقوم به سلطات الاحتلال من مشاريع تهويدية في القدس المحتلة، وما يدبر للمدينة وما يخطط لها، وما ينفذ من هذه المشاريع، هو كارثة للمدينة المقدسة.
وأضاف إن ما تتعرض له القدس ليس نكبة فقط، بل كارثة حقيقية، في ظل ما تنفذه مؤسسة الاحتلال، من مشروع تهويدي استيطاني للأرض والإنسان والتاريخ والجغرافيا وللحضارة في القدس المحتل في ظل الانقسامات العربية ومحاولات تعديل مبادرة السلام العربية وتغييب حق العودة، التي تأتي تحديدا في ذكرى النكبة، وذكرى النكسة عما قريب، كل ذلك من أجل أن ترضى "إسرائيل"، وبالمقابل توجه "إسرائيل" صفعات لكل هذه المبادرات ولا تلقي لها بالاً.

ولفت خطيب الانتباه إلى أن هناك تسارع في وتيرة هدم منازل الفلسطينيين في القدس المحتلة حيث كان الاحتلال يهدم بيتاً أو بيتين خلال شهر أما اليوم وخلال سنة 2009 أعطى الاحتلال إخطارات لما يقرب من 1900 منزل لهدمها، وهناك مصادرة وشراء العقارات بطرق ملتوية، والاحتفال بإقامة ما يسمى حديقة داوود التاريخية في حي سلوان، والإعلان عن مصادرة 12 ألف دونم، لخلق تواصل بين مستوطنة معاليه أدوميم ومدينة القدس، والإعلان عن وجود فجوة في المواليد بين الفلسطينيين واليهود، الأمر الذي جعل حكومة الاحتلال تعلن عن حزمة من التسهيلات لمن يسكن القدس من اليهود، والسعي لجلب آلاف اليهود إلى المدينة في السنوات القادمة.
وقال إن كل هذه المشاريع ملامح شاخصة، تعبر عن الخطر الحقيقي الذي تتعرض له مدينة القدس المحتلة.
وحول الاحتفالات "الإسرائيلية" بما يسمى "توحيد القدس"؛ قال: "إن "إسرائيل" حين أعلنت عن جعل القدس موحدة، وعاصمتها الموحدة، كان من منطلق حق القوة، وليس من منطلق قوة الحق، لأنه لا يوجد لها أي حق، وفي المقابل لم يعترض أحد على هذا القرار، فهي منذ 41 عاماً وهي تعلن أن القدس عاصمتها الموحدة".
وأضاف: "إن تأكيد مؤسسة الاحتلال خلال الأيام الماضية، على أن القدس ستبقى موحدة، وعاصمة أبدية موحدة، هي رد على مشروع الرئيس الأمريكي باراك أوباما، المتمثل في حل الدولتين، ضمن عاصمتين، القدس الشرقية والقدس الغربية، فتأكيد نتنياهو رفضه لحل الدولتين والتأكيد على أن القدس عاصمة موحدة لإسرائيل، صفعة لأوباما، ولمشروعه، وتأكيد على أن "إسرائيل" ليس لها وجهة نحو السلام، وإخراج المنطقة من واقع الاحتقان الذي تعيشه".
وشدد الرجل الثاني في الحركة الإسلامية، على أنه "مهما فعلت سلطات الاحتلال؛ فإن القدس ستبقى عربية مسلمة"، وأضاف: "نحن على قناعة بوعد الله، ووعد رسوله، بأن تكون القدس عاصمة الخلافة الإسلامية القادمة، ونمازج بين هذا الاعتقاد والأمل عبر صمود أهلنا في القدس المحتلة، في موجهة مشاريع التهويد والمصادرات".
وتابع قائلاً: "ولكن هذا لا يعني أن مستقبل القدس، ليس محفوفاً بالمخاطر، خاصة في ظل حكومة احتلالية ذات ملامح عدوانية شريرة، تريد أن تطرح برنامجها السياسي عبر رؤية دينية، وتسعى لبناء الهيكل المزعوم"، ولذلك نقول: "إن مدينة القدس تمر في هذه الأيام في مرحلة مميزة وحرجة، في ظل حالة من الفتور واللامبالاة، بل حالة من النسيان لمدينة القدس والمسجد الأقصى؛ حيث إنها أولى القبلتين فكيف يعقل أن تكون القدس بهذه المكانة بينما تُترك لتندب حظها بمفردها، حتى إنها لم تستحق من حكام العرب والمسلمين اجتماعاً خاصاً واحداً لبحث القضية، ومحاولة حلها وإنقاذ القدس الشريف من براثن الصهاينة المعتدين".
وحول ما يتردد عن نية الرئيس الأمريكي طرح مبادرة لحل الصراع في الشرق الأوسط، رأى الشيخ خطيب أن "على أوباما أن يقدم طرحاً جديداً واضحاً في أبجدياته، يختلف عما طرحه رؤساء أمريكا السابقون، يقوم على أساس أن تكون القدس كاملة تحت السيادة العربية والإسلامية، وزوال الاحتلال، وأن المسجد الأقصى، حق للمسلمين، ولا حق لليهود فيه، ويمكن عند ذلك، أن تكون لهذه الخطة نكهة، وذات مصداقية ومقبولة ".


المصدر: خاص بموقع مدينة القدس - الكاتب: mohman

منير شفيق

حرب التجويع

الثلاثاء 2 تموز 2024 - 10:40 ص

دخلت حرب الإبادة البشرية من خلال القتل الجماعي المستمر طوال تسعة أشهر حتى الآن، في مرحلة جديدة، وهي مرحلة التجويع العام الدائر دفعة واحدة، لكل أهالي القطاع. وبهذا لم يكفِ القتل الجماعي بالقصف، وهدم ال… تتمة »

علي ابراهيم

لنصنع جيلاً متعلقاً بالقدس و«الأقصى»

الخميس 6 حزيران 2024 - 3:02 م

شكلت الاعتصامات الطلابية في الولايات المتحدة الأمريكية خاصة، والغرب بشكل عام، ظاهرة جديدة في التضامن مع فلسطين، وانضمام شريحة جديدة للتفاعل مع قضية فلسطين، ورفض العدوان المستمر على القطاع. وفي سياق ال… تتمة »