عشرات الآلاف يشاركون في مهرجان "طفل الأقصى" في المسجد الأقصى

تاريخ الإضافة الأحد 19 تموز 2009 - 10:27 ص    عدد الزيارات 3851    التعليقات 0    القسم أرشيف الأخبار

        


 

شارك عشرات الآلاف من الأطفال وعائلاتهم من مدينة القدس المحتلة وأهل الداخل الفلسطيني مساء أمس (18-7)، في مهرجان صندوق طفل الأقصى السابع، والذي جرى في صحن قبة الصخرة المشرفة بالمسجد الأقصى المبارك، بحضور شخصيات فلسطينية اعتبارية، وذلك تلبية لدعوة "مؤسسة البيارق" و "مؤسسة الأقصى"، وسط تشديدات وتضييقات من قبل سلطات الاحتلال ووجود شرطي مكثف.

 

وتزامن المهرجان مع ذكرى الإسراء والمعراج وتضمن المهرجان العديد من الفقرات والكلمات المُعبرة والمميزة، و تلا الشاب حسان سلامة آيات من الذكر الحكيم كانت الاستهلالة المباركة للمهرجان.

 

.
وأكد المتحدثون في المهرجان على أن المسجد الأقصى حق خالص للمسلمين وحدهم وأنه فوق المفاوضات والمساومات، في ما أكد الحضور جاهزيتهم واستعدادهم الدائم لحمل أمانة الدفاع عن المسجد الأقصى  المبارك.

 

وتولى عرافة المهرجان الشيخ محمد ماضي من مدينة عكا، والذي شدّ بكلماته المؤثرة والمباركة ونبرته المتوقدة وشبابه المتألق وحماسه المعهود انتباه الحضور، الذين قاطعوه بالتكبيرات وبالهتاف بصوت عال: "بالروح بالدم نفديك يا أقصى".

 

وقال: "إنه لشرف عظيم أن نكون وإياكم اليوم ممن ينال وسام الدفاع عن المسجد الأقصى المبارك، شرف عظيم أن نكون من يمسح دمعة عن المسجد الأقصى الذي يئن تحت وطأة الاحتلال، لما أراد الاحتلال أن ينال منه تارة بالحفر وتارة بالتضييق والحصار، وتارة بمنع دخول المصلين إليه".

 

وفي كلمة القدس، قال فضيلة الشيخ الدكتور عكرمة صبري رئيس الهيئة الإسلامية العليا في القدس وخطيب المسجد الأقصى المبارك: "إن حشدكم والله ليغيظ الأعداء، إنها لحظات يحتضن الأقصى أحبابه، يُسرّ الأقصى بوجودكم وأنقلها تحية إلى الآباء إلى الأمهات، إلى المعلمين، إلى المعلمات، إلى أئمة المساجد والوعاظ، ننقلها تحية لرعايتهم للأطفال، لنقل الأمانة من جيل إلى جيل، إن الأقصى أمانة الأجيال تلو الأجيال، وإن الأطفال الذين تعلقوا بالأقصى هم الجيل الصاعد جيل التحرير إن شاء الله".

 

وأضاف فضيلته: "واهم من يفكر أن الأجيال تنسى الأقصى، إن الأقصى في عقول وقلوب وأفئدة جميع المسلمين في فلسطين وأنحاء العالم، إنني انقل لكم رسالة الأطفال من دول أوروبا من كندا الذين يهتفون للأقصى هؤلاء الأطفال الذين يحفظون أناشيد الأقصى إن دل على شيء إنما يدل على أن جميع المسلمين تتعلق قلوبهم بالأقصى".

 

وثمن فضيلة الدكتور صبري جهود مؤسسة البيارق ومؤسسة الأقصى للوقف والتراث اللتين "تهتمان بالأجيال الصاعدة، لتنقلا الأمانة إلى هذا الجيل الذي لم يبخل بأن يتبرع للأقصى من مصروفهم اليومي، هذه التربية السليمة والتربية القويمة للأجيال الصاعدة".

 

وقال: "إنني إذ أشد على أيدي الأخوة القائمين على هذا المشروع ليكون دائماً المشروع السنوي حتى أن الأجيال تلو الأجيال تبقى متعلقة بالأقصى ، فالأقصى هو حبيب المسلمين في الداخل وفي الخارج، إن الأقصى هو أمانة لا يمكن أن نفرط فيها، الأقصى أسمى مما يتصور المتصورون والمتآمرون عليه، الأقصى فوق المحاكم، الأقصى فوق المؤامرات فوق المساومات، فوق المفاوضات، وسيبقى الأقصى هو الأقصى الذي قرره الله رب العالمين ليكون للمسلمين وحدهم ولن نسمح للمسّ بهذا المسجد المبارك، لن نسمح بالتعدي على هذا المكان ، إن المسجد الأقصى للمسلمين وحدهم وسنبقى جميعاً سدنة الأقصى صغاراً وكباراً، ذكوراً وإناثاً شيوخاً وشباناً سنبقى جميعاً سدنته وسنبقى جميعاً حراسه، فمزيداً من شد الرحال مزيداً من الرباط في المسجد الأقصى المبارك".

 

من جهته، قدّم ناصر خالد رئيس مؤسسة البيارق لإحياء المسجد الأقصى المبارك في كلمته الشكر والعرفان لهيئة الأوقاف الإسلامية في القدس ولجميع المرابطين من دعاة ومشايخ، ورحب بالأطفال وأهاليهم وكل من ساهم بإنجاح المهرجان.

 

ووجه كلمة إلى الآباء والأمهات والأبناء قال فيها :"نِعم الأهل أنتم لأنكم تجعلون حب الأقصى يسري في قلوب وعروق أبنائكم، فهذا الطفل الذي يقتطع من مصروفه اليومي ليسرج الأقصى ويخفف عن حزنه لم ولن يرضى حتى تحلق الحرية في ربوعه، هذا اليوم يومكم يا أطفال صندوق طفل الأقصى يكبر معكم عاماً بعد عام يرنوه الأمل ونحن نشهد معكم لحظة الزحف المبارك يوم تدخل جحافل التوحيد ساحات أقصانا الحزين،هو الآن بكم قد زاح الحزن والأنين".

 

وأوضح أن الرغبة كانت "أن يأخذ الأطفال دورهم الفاعل في دعم مشروع إعمار وإحياء المسجد الأقصى حتى نكون رجالا ونساء وأطفالاً سدنة وحراساً للمسجد الأقصى في ظل الحصار الخانق".

 

وقال: "إننا في ظل الظروف الصعبة المليئة بالكيد والتخطيط والمؤامرات على  المسجد الأقصى لا بد لنا من العمل على تنمية الثقافة العامة عند أطفالنا والتي تجعلهم على بصيرة بحقوقهم الدينية والوطنية ويستعدون بهذه الثقافة لمواجهة المستقبل، إن أطفالنا اليوم بهذا الحشد الكبير يؤكدون التحامهم مع القدس الشريف وجاهزيتهم الدائمة منذ الطفولة لنصرة قضية القدس والأقصى".

 

وألقى الطفل إسلام مصاروة كلمة باسم صندوق طفل الأقصى قال فيها: "من هنا حيث تفيض البركة في هذا الموقف واليوم المشهود أرحب بكم جميعاً رجالاً ونساءً وأطفالاً وتحيتي لكم خاصة أيها الأطفال أيها الأبطال أعضاء صندوق طفل الأقصى، أنتم قد تكونون أطفالاً في أجسادكم وأشكالكم لكنكم كبار بفكركم ومواقفكم وتواجدكم اليوم معنا وارتباطكم في المسجد الأقصى من خلال صندوق طفل الأقصى .. الذي يعني لنا أكثر من تقديم جزء من أموالنا لنصرة المسجد الأقصى، فهو يعني لنا علاقة عقدية دائمة مع المسجد الأقصى المبارك، والذي ينادي اليوم كل مسلم بل كل حر وشريف أن يقف وقفة مع نفسه ماذا فعل من أجل المسجد الأقصى ماذا فعلت لنصرته وهو يتعرض اليوم لاعتداءات وانتهاكات من قبل المؤسسة الإسرائيلية".

 

وقال: "إن قباب ومآذن المسجد الأقصى تشتكي ظلم الظالمين وتخاذل المتخاذلين و والله لو أتيح لأحجار الأقصى أن تعبر عن مشاعرها لعانقت كل طفل وطفلة شاكرة لكم جهدكم ومواقفكم المشرفة ولو أتيح للمسجد الأقصى أن يتكلم لقال: "ومن أظلم ممن منع مساجد الله أن يذكر في اسمه وسعى في خرابها أولئك ما كان لهم أن يدخلوها إلا خائفين".

 

وفي الكلمة الختامية، قال فضيلة الشيخ كمال خطيب – نائب رئيس الحركة الإسلامية في الداخل الفلسطيني: "نلتقي اليوم بمناسبة الإسراء والمعراج، مناسبة التقاء الحجاز بفلسطين ومكة المكرمة بالقدس والمسجد الحرام بالمسجد الأقصى، والتقاء الأرض بالسماء والإنسان مع الأنبياء لنؤكد حبنا وجاهزيتنا للدفاع عن المسجد الأقصى المبارك".

 

وتطرق الشيخ الخطيب إلى أيام الحداد التسعة التي يعتبرها "الإسرائيليون" أيام حزن على خراب هيكلهم المزعوم وتبدأ بعد ثلاثة أيام ، مضيفاً: "إذا ظنوا بأن هذا الحزن سينتهي وتبدأ بعده أيام الفرح متمثلة بهدم الأقصى وبناء هيكلهم، فنقول لهم إن حلمهم سيطول وأحزانهم ستدوم".

 

وقال: "إن المؤسسة الإسرائيلية تعمل هذه الأيام  بوتيرة  متسارعة وبرامج نشطه على غير العادة لإحداث تغيير في واقع المسجد الأقصى ومحيطه، مستغلين الظروف السياسية المحيطة به".

 

وأكد أن المسجد الأقصى للمسلمين ولن يقبلوا فيه شريكاً، وخاطب وزير الأمن الداخلي في حكومة الاحتلال قائلاً: "إننا في المسجد الأقصى سنبقى، وسيبقى للمسجد الأقصى رجال، كبار في العزم والإصرار والمعنويات، ولن يكون يوما إلا للمسلمين وحدهم".

 

وقال: "إننا في هذا اليوم المبارك والذكرى المباركة ذكرى الإسراء والمعراج، قبل أسبوع من هذا اليوم بعض الفلسطينيين ذهبوا للمحكمة الإسرائيلية من أجل أن تنصفهم لوقف أعمال الحفريات في باب المغاربة، وقد استصدرت المحكمة الإسرائيلية يومها قراراً مؤقتاً بوقفها، وقد طبّلوا وزمروا لذلك واعتبروه إنجازا". وأضاف: "بهذا التصرف وإن كان بحسن نية  فإنهم بذلك يوجهوا لقلب المسجد الأقصى طعنة نجلاء، فكيف يكون الخصم حكماً، هذا غير مقبول، ومن شارك في التوجه للمحكمة فهو مخطئ". وأكد أن المسجد الأقصى ومدينة القدس ما زالا تحت الاحتلال، ولن يحدث هناك عدل ولا إنصاف إلا بكنس الاحتلال عن القدس والمسجد الأقصى. ونوه أن محكمة التاريخ سبق وقررت أن يكنس الاحتلال عن المسجد الأقصى بل القرآن الكريم  قرر ذلك، وختم الشيخ خطيب قائلا: "أيها الاحتلال حتماً سترحل وتزول".

 

وتخلل برنامج المهرجان فقرات فنية متنوعة قدمها أطفال صندوق طفل الأقصى هدية للمسجد الأقصى ولجميع الحضور، فقد ألقت الطفلة بلقيس علي شوملي قصيدة شعرية بعنوان "ألا تسمعون صوت الأقصى"، في ما قدمت فرقة الأنوار الشبابية من أم الفحم  نشيدة "إليك يا أقصى" فيما أبدع أفراد فرقة الأخوة من جت بأنشودة "يا أقصى" وأنشودة "هو الحق يحشد أجناده"، فقرات فنية تفاعل معها الجمهور أطفال ونساء وشيوخ وشباب ورددوا بصوت واحد "بالروح بالدم نفديك يا أقصى".

 

وكان سبق المهرجان المركزي مهرجان لمواهب أطفال صندوق الأقصى  في المصلى المرواني بعد ظهر أمس، في ما شهدت أسواق مدينة القدس انتعاشاً ملحوظاً بسبب التواجد المكثف من أهل الداخل الفلسطيني وأهل القدس. 
 

 

 

 

 

 

 

 

 


المصدر: خاص بموقع مدينة القدس - الكاتب: mohman

منير شفيق

حرب التجويع

الثلاثاء 2 تموز 2024 - 10:40 ص

دخلت حرب الإبادة البشرية من خلال القتل الجماعي المستمر طوال تسعة أشهر حتى الآن، في مرحلة جديدة، وهي مرحلة التجويع العام الدائر دفعة واحدة، لكل أهالي القطاع. وبهذا لم يكفِ القتل الجماعي بالقصف، وهدم ال… تتمة »

علي ابراهيم

لنصنع جيلاً متعلقاً بالقدس و«الأقصى»

الخميس 6 حزيران 2024 - 3:02 م

شكلت الاعتصامات الطلابية في الولايات المتحدة الأمريكية خاصة، والغرب بشكل عام، ظاهرة جديدة في التضامن مع فلسطين، وانضمام شريحة جديدة للتفاعل مع قضية فلسطين، ورفض العدوان المستمر على القطاع. وفي سياق ال… تتمة »