نظم مكتب مؤسسة القدس الدولية في اليمن بالتعاون مع فرع رابطة علماء فلسطين يوم الثلاثاء 17-8-2009 مهرجاناً بمناسبة الذكرى الـ40 لإحراق المسجد الأقصى المبارك، وذلك في إطار الحملة الأهلية اليمنية للقدس عاصمة للثقافة العربية.

وفي كلمته في الاحتفال أكد القاضي حمود الهتار، وزير الأوقاف والإرشاد اليمني، على الموقف الدائم والثابت لليمن حكومة وقائداً وشعباً مع الشعب الفلسطيني، وقال إن حرصه على المشاركة في المهرجان رغم التزامه بحضور الاجتماع الأسبوعي الدوري لمجلس الوزراء دليلٌ على الأهمية التي تمثلها المناسبة.

وطالب الهتار الحكومات العربية والإسلامية بدورٍ أكثر فعالية خصوصاً من خلال منظمة المؤتمر الاسلامي لمنع الانتهاكات والأخطار المحدقة بالأقصى الشريف، وحذّر من خطورة الصمت عن التهديدات الحقيقية التي تلحق بالمسجد الأقصى على مرأى ومرأى أمة المليار .

ومن جانبه استعرض الأستاذ أحمد حرارة، المدير التنفيذي لمؤسسة القدس الدولية في اليمن، صوراً من الأخطار المحيطة بالمسجد الأقصى، وكذلك الانتهاكات التي تتعرض لها القدس والمقدسات والسكان المقدسيون بشكلٍ يوميٍ أبرزه إجراءات الهدم والتدمير والتجريف والتهديد بالطرد، وإخلاء المنازل، فضلاً عن أعمال الحفر والتخريب التي طالت أجزاء من المسجد الأقصى والأنفاق التي شملت أسفل ساحاته، وتجريف مقابر المسلمين دونما أي اعتبارٍ لحرمة الأموات الذين من بينهم صحابة وعلماء كرام. وأشار حرارة إلى تزامن ذكرى الإحراق هذا العام مع حلول شهر رمضان المبارك، مخبراً عن استعداد أهل القدس لرمضان بصدورٍ مفتوحةٍ ورغبةٍ في الشهادة في سبيل الدفاع عن مقدسات الأمة، متسائلاً في ذات السياق عمّا أعدّت الأمة لنصرة الأقصى، ودعم صموده ودعم المرابطين فيه .

وتحدث الشيخ علي مقبل، أمين رابطة علماء فلسطين في اليمن، عن محطاتٍ من تاريخ الأحداث التي شهدتها فلسطين والقدس، وأكد على ضرورة اضطلاع علماء الأمة بأدوارٍ أكثر أهمية، واستعرض بعضاً من الأخطار والمؤامرات التي يحيكها اليهود لهدم المسجد الأقصى.

وفي كلمته الهاتفية أثنى النائب د. أحمد أبوحلبية رئيس مؤسسة القدس بغزة على مواقف اليمن وشكر لها مواقفها الملموسة لنصرة ودعم القضية الفلسطينية. وأكد أبوحلبية في كلمته -التي حالت ظروف الحصار دون وصوله لحضور الفعالية- الجميع بإصرار وتمسك أهل فلسطين بكل شبرٍ من أراضيهم، وأنهم لن يتخلّو عن واجبهم في الدفاع والحماية لمقدسات الأمة التي يأتي المسجد الأقصى في مقدمتها .

وفي كلمته، باسم مجلس أمناء مؤسسة القدس، دعا عضو مجلس الشورى، عبدالحميد الحدّي، وزارة التربية والتعليم لإضافة الأحداث التاريخية المرتبطة بتاريخ فلسطين، ولا سيما القدس وفلسطين إلى مناهجها التعليمية، كما في كلمته عن الشيخ صادق الأحمر رئيس مجلس الأمناء وزارة الأوقاف بتحديد آخر جمعة من شهر أغسطس من كل عام لإحياء الذكرى الأليمة لجريمة إحراق المسجد الأقصى المبارك .

وكانت سهام محمد المسؤولة التنفيذية للقطاع النسوي لمؤسسة القدس في اليمن قد لخصت في كلمتها دواعي قيام القطاع النسوي، وتحدثت عن أبرز منجزاته وأنشطته التي لقيت قبولاً وترحيباً في الوسط النسوي اليمني.

وفي الفعالية قدمت فقرات فنية وأدبية قدمتها فرقتا الاتحاد وجمعية المنشدين اليمنيين إضافةً إلى وصلةٍ فلكلورية فلسطينية قدمها أشبال فرقة زهرة المدائن الفلسطينية، إضافةً إلى قصيدة للشاعر الفلسطيني محمد أبو مصطفى.

حضر المهرجان عددٌ من المسؤولين والدبلوماسيين في مقدمتهم سفيرا السودان والجزائر وممثلٌ عن السفارة الإيرانية ووكيلة وزارة الثقافة أ. نجيبة حدّاد، والشيخ أحمد محمد الأكوع –ممثلاً لرئيس جمعية علماء اليمن- وأ. سليمان السحاري مدير البرامج الدينية في الفضائية اليمنية، وأعضاء في مجلسي البرلمان والشورى، وجمعٌ من المواطنين والمهتمين.

جديرٌ بالإشارة أن الشيخ محمد المؤيد كان مقرراً حضوره كضيف شرفٍ على المهرجان، لكن ظروفه الصحيّة وسفره إلى الأردن حالا دون ذلك، وقد حضر زكريا المؤيد ممثلاً عن والده الشيخ محمد المؤيد الذي كان مقرراً حضوره ضيف شرفٍ على الفعالية وغاب بسبب ظروفه الصحية وسفره إلى الخارج.