حوّلت شرطة وحرس حدود الاحتلال حي وادي حلوة في بلدة سلوان جنوب المسجد الأقصى المبارك إلى ثكنة عسكرية، وأحاطت البؤرة الاستيطانية المُسماة "مدينة داوود" في مدخل الحي، والتي لا تبعد عن أسوار المسجد الأقصى من الجهة الجنوبية سوى بضع عشرات من الأمتار بعدد كبير من عناصرها وآلياتها، وحوّلت حركة سير المواطنين وسياراتهم من الطريق الرئيسي إلى طريقٍ فرعية.

ويترقب سكان الحي والأحياء المجاورة في البلدة لحظة بلحظة أية أخبار عن حالة المواطن أحمد قراعين الذي يرقد الآن في مشفى "هداسا" ببلدة العيسوية في القدس والذي أُصيب الليلة الماضية برصاص أحد جنود الحراسة على البؤرة الاستيطانية، ووُصفت حالته بالخطيرة والحرجة.

وكانت الجماعات اليهودية المتطرفة، التي أثارت الأعداد الضخمة الوافدة على المسجد الأقصى، حنقها وغيظها، حاولت اقتحام حي وادي حلوة والتحرش بسكان الحي الذين تصدوا لهم واشتبكوا معهم بمواجهات عنيفة تدخل على أثرها جنود الحراسة على البؤرة الاستيطانية وأطلقوا الرصاص الحيّ على المواطنين الفلسطينيين وأصابوا المواطن قراعين وصبياً.

وقال شهود عيان في القدس المحتلة أن الاحتلال أرسل تعزيزات عسكرية وشرطية إلى الحي لتعزيز الحراسة على اليهود المتطرفين في البؤر الاستيطانية المتعدّدة في الحي والأحياء المجاورة تحسّباً من أي ردّات فعلٍ لسكان الحي.

من جهة ثانية، أمّ منزل قراعين طوال الساعات الماضية عدد كبير من سكان الحي ومن مختلف مناطق القدس للتضامن مع العائلة وسكان الحي، وتمنى الجميع للمواطن قراعين الشفاء العاجل من إصاباته البليغة التي أفقدته الوعي.

ولا زالت حالة التوتر الشديد المصحوب بالغضب هي سيدة الموقف في بلدة سلوان بصفة عامة، وبحي وادي حلوة على وجه التحديد.