كشفت دراسة أعدها الائتلاف الأهلي للدفاع عن حقوق الفلسطينيين في القدس حول الأبعاد السياسية والاجتماعية والاقتصادية والجغرافية للمخطط الهيكلي "القدس 2000" أن حكومات الاحتلال المتعاقبة تسعى إلى تحويل الفلسطينيين في القدس إلى أقلية في مدينتهم بعد تهجير غالبيتهم تحت ضائقة السكن وتحويل المدينة إلى مركز سياسي وجغرافي واقتصادي يهودي ومركزاً روحياً ليهود العالم.

كما يرسم تصور الاحتلال لمستقبل المدينة التي ستكون تحت سيطرة الاحتلال الكاملة، وتعزل فيها البلدة القديمة والحوض المقدس عن باقي مناطق القدس والضفة الغربية.

جاء ذلك خلال المؤتمر الصحفي الذي نظمه الائتلاف في فندق "الأمبسادور" بحي الشيخ جراح وسط مدينة القدس المحتلة، وتحدث فيه مجموعة من المختصين في هندسة المدن والقانون الدولي.

وافتتح المؤتمر الذي المحامي حسن جبارين الخبير في قوانين الاحتلال، ومحافظ القدس عدنان الحسيني الذي أشاد بجهود الائتلاف، وقال: "إنّه يُقدّم نموذجاً عن المؤسسات غير الرسمية الساعية إلى كشف مخططات الاحتلال وبخاصة بتلك التي توضح أساليب تهجير الأهل ومصادرة الأرض".

وقدمت المهندسة سعاد مخول المختصة بتخطيط المدن، إيجازاً عن المخطط الذي بادر لإعداده "إيهود أولمرت"، خلال توليه لرئاسة بلدية الاحتلال في القدس، وذلك بالاستعانة بالخرائط والإحصاءات وأجهزة العرض. وقالت: "بالرغم من عدم إيداع المخطط للاعتراض بسبب مطالبة وزير داخلية الاحتلال إدخال تعديلات عليه، إلا أن خطوات تنفيذه جارية على قدم وساق". وأشارت إلى أن المخطط خاضع للسياسات المختلفة لرئيس بلدية الاحتلال ووزير داخليته.

من جانبه، قال رئيس دائرة الخرائط ونظم المعلومات التابعة لجمعية الدراسات العربية، خليل التفكجي: "إن المخطط ديموغرافي بالأساس وجاري العمل به ضمن سياسة بدأت تتكشف في العديد من المناطق في القدس وبخاصة في حي البستان والشيخ جراح ومناطق أخرى من المدينة، ويهدف إلى تحويل القدس إلى قلب دولة الاحتلال".

وشدّد نزار أيوب الخبير في القانون الدولي على أهمية استثمار القانون الدولي في التصدي لمخططات الاحتلال في المدينة، كونه يعتبر كافة الممارسات والإجراءات التي تقوم بها سلطات الاحتلال باطلة وغير شرعية.