أكد البطريرك ثيوفيلوس الثالث، بطريرك القدس والأراضي المقدسة والأردن، أن تضامن البطريركية المقدسية مع المسجد الأقصى المبارك في ظل ظروف محاولات الاعتداء عليه يأتي وفاءً للعهدة العمرية وتجسيداً للروابط الأخوية بين المسلمين والمسيحيين خاصة في الأراضي المقدسة.

وتوجه البطريرك بالدعوة من كنيسة القيامة إلى دعم جهود الحفاظ على المسجد الأقصى المبارك خلال قداس ديني أقامه البطريرك بمشاركة كبار رجال الدين الأرثوذكس، خصيصاً للفت انتباه الكنائس الأرثوذكسية حول العالم وأتباعها الذين يفوقون الخمسمائة مليون إنسان للمخاطر التي تهدد المقدسات في مدينة القدس.

وندد بطريرك القدس بحصار المسجد الأقصى المبارك ومنع المصلين المسلمين من الوصول اليه بحرية.  وشدد بأن حرية العبادة وممارسة الشعائر الدينية وزيارة الاماكن المقدسة يجب أن تكون مكفولة للجميع، وذكّر بالحواجز التي أقامتها شرطة الاحتلال في البلدة القديمة خلال شعائر يوم سبت النور ومنعت المصلين المسيحيين من الوصول الى كنيسة القيامة، مؤكداً أنه وباسم جميع أرثوذكسيي الأراضي المقدسة، يستنكر منع المصلين المسلمين من الوصول الى المسجد الأقصى المبارك بنفس القوة التي يستنكر بها منع المصلين المسيحيين من الوصول الى كنيسة القيامة.

ولفت البطريرك الى أن بطريركية الروم الأرثوذكس، من خلال عمرها الممتد لألفي عام في مدينة القدس، وقفت الى جانب الحق، وساهمت في تكوين والحفاظ على ثقافة وحضارة وتاريخ المدينة المقدسة، وقامت بدور ريادي في الدفاع عن المقدسات، وإن بطريركية الروم الأرثوذكس دفعت وما زالت تدفع ثمناً باهظاً بسبب مواقفها المشرفة هذه، معتبراً ذلك جزءاً لا يتجزاء من الإيمان المسيحي العميق بنصرة الحق.
 وأضاف بطريرك القدس أن الكنيسة الأرثوذكسية مستمرة في هذا النهج رغم استهدافها في بعض الأحيان.

أما الأب عيسى مصلح، الناطق باسم بطريركية الروم الأرثوذكس فأكد أن المجتمع الفلسطيني بمكوناته الدينية والاجتماعية وامتداداته التاريخية والحضارية لا يمكن أن يقبل بالانتهاكات التي تمارس ضد المقدسات خاصة المسجد الأقصى المبارك، وأوضح أن البطريركية ستنقل موقفها من مجريات الأمور، ومحاولات الاعتداءات على الأماكن المقدسة.