أطلعت لجنة أهالي الأسرى والمعتقلين المقدسيين وفداً من بلدية سانت كولوما (إقليم كاتلونيا الإسباني) القريبة من برشلونة، وممثلة التعاون الدولي في الحزب الاشتراكي الحاكم، على واقع الأسرى بشكل عام والأسرى المقدسيين بشكل خاص.

جاء ذلك خلال اللقاء الذي جمع لجنة الأسرى بالوفد الضيف، استعرض خلاله أعضاء اللجنة الواقع المرير الذي يمر به الأسرى والمتمثل بحرمانهم من حقهم السياسي ومنع أي جهة فلسطينية التحدث باسمهم، كون أن "إسرائيل" تعتبرهم  "إسرائيليون"، وبالتالي ترفض الإفراج عنهم ضمن أي صفقة تبادل أو اتفاق، مما أدى إلى ارتفاع عداد أسرى القدس الذين مر على اعتقال عدد كبير منهم أكثر من عشرين عاماً.

كما تم التطرق إلى معاناة الأهالي خلال زيارتهم لأبنائهم الأسرى، والمراحل المعقدة التي تمر بها، وسوء التغذية والإهمال الطبي الممنهج والمتبع بحق الأسرى، والذي زاد من معاناتهم، وأدى إلى  سقوط شهداء داخل الأسر وكان آخرهم الشهيد محمد حسن أبو هدوان والشهيد جمعة موسى.

وأكد الحضور أن هذه الممارسات بحق الأسرى تعتبر خرقاً فاضحاً لأبسط الحقوق التي أقرتها اتفاقية جنيف.
واستمع الوفد إلى الكثير من القضايا الإنسانية التي تخص الأسرى، كقصة الأسير الضرير علاء الدين البازيان الذي مضى على اعتقاله 24عاماً، وفقد والده منذ عدة أيام ولم يستطع المشاركة بالعزاء، ومُنع كذلك من إجراء مكالمة هاتفيه مع والدته المريضة بالسرطان، كذلك الأمر بالنسبة لعميد الأسرى

فؤاد الرازم والذي مضى على اعتقاله 29 عاماً، وفقد والدته قبل عدة سنوات، إضافة إلى مجموعة كبيرة من الأسرى الذين مرّوا بنفس الظروف العصيبة والتي تعمدت فيها مصلحة السجون زيادة معاناتهم  في محاولة يائسة لكسر إرادتهم.

وأكد أعضاء اللجنة بأن أسرى القدسي مارسوا حقهم الطبيعي في الدفاع عن وطنهم وأرضهم، وهذا الحق كفلته لهم كافة المواثيق الدولية، وأكدوا أن أسرى القدس جزء لا يتجزأ من الشعب الفلسطيني.

وطلب أعضاء اللجنة من الوفد الإسباني بنقل هذه الرسالة إلى الشعب الإسباني من أجل المساعدة في تسريع إطلاق سراح الأسرى كي يتمكنوا من العودة إلى أسرهم و أهليهم ومدينتهم

من جانبه، أكد الناطق باسم الوفد ألكس حنو مدى تأثره والوفد بواقع الأسرى الفلسطينيين ومعاناتهم، وقال: إن الوفد سيعمل على فضح ونشر هذه الانتهاكات في كافة المحافل الإسبانية والإعلامية".

وفي ختام الزيارة، شكر أعضاء لجنة أهالي الأسرى أعضاء الوفد الضيف وقدموا لهم هدية عبارة عن جدارية يوم الأسير الفلسطيني التي تضم صور الأسرى المقدسيين.