جبل الزيتون في مرمى التهويد: حدائق "قومية" وقبور وهميّة
الخميس 24 شباط 2022 - 2:12 م 1391 0 أبرز الأخبار، المسجد الأقصى، مشاريع تهويدية، تقرير وتحقيق | جبل الزيتون |
موقع مدينة القدس | كشف إعلام الاحتلال مؤخرًا عن استعدادات إسرائيلية للمضي قدمًا في مخطط توسيع الحديقة "القومية" في جبل الزيتون، لكنّ "سلطة الطبيعة" عادت لتعلن عن تجميد المخطط، وذلك على خلفية ضغوطات ومطالبات بوقفه.
لكن التجميد لا يعني بالضرورة أنّ الاحتلال سيصرف النظر عن المخطط، بل هو يفعل ذلك غالبًا لاستيعاب المواقف التي تعارض مخططاته، إلى أن تحين الفرصة لإعادة طرحها مجددًا.
المشاريع التهويدية في جبل الزيتون تحاصر الوجود المسيحي وتستنزفه، وفي الوقت ذاته فهي تهدف إلى محاصرة الأقصى من الجهة الشرقية، وتهويد محيط المسجد، لا سيّما ضمن ما يعرف بمشروع "الحوض المقدس".
توسيع "الحديقة القومية" في جبل الزيتون
كشف إعلام الاحتلال قبل أيام أن حكومة الاحتلال تستعد للمضي قدمًا في مشروع استيطاني وصفته بـ"غير المسبوق" لتوسيع حديقة تهويدية شرقي القدس المحتلة، على حساب أراضٍ مملوكة للكنيسة، وتعدّ من الأماكن المقدسة لدى المسيحيين.
وادعى موقع "تايمز أوف إسرائيل"، في 2022/2/20، أنّ هذه الخطوة لن تجرّد مالكي الأراضي من ملكيتهم، لكنها ستمنح حكومة الاحتلال بعض السلطة على ممتلكات خاصة تعود للفلسطينيين والكنيسة، ما دفع مسؤولي الكنيسة والجماعات الحقوقية إلى وصف الإجراء بأنه "استيلاء على السلطة، وتهديد للوجود المسيحي في الأرض المقدسة".
وأضافت الموقع أن معارضي المشروع يسلّطون الضوء أيضًا على الروابط التي تربط الهيئة الحكومية التي تقدم الخطة بالجماعات اليهودية الاستيطانية، والتي تعمل بدورها على ترسيخ الوجود اليهودي في شرقي القدس، بما في ذلك حي الشيخ جراح المضطرب أمنيًا، وفق تعبيرها.
ووفق الموقع، تعتقد مجموعات حقوقية أنّ التوسيع المخطط للمتنزّه جزء من استراتيجية قومية أكبر لتطويق القدس القديمة، عبر السيطرة على المناطق المجاورة لشرق القدس.
وأوضح أن الخطة التي أعطيت الرقم (101-674788) ستشهد توسيع حدود حديقة تدعى "أسوار القدس الوطنية" لتشمل جزءًا كبيرًا من جبل الزيتون، المطل على البلدة القديمة، إلى جانب أجزاء إضافية أخرى من المنطقة.
وأشار الموقع إلى أنّه من المقرر أن تُعرض الخطة أمام لجنة التخطيط والبناء المحلية التابعة لبلدية الاحتلال في القدس، للحصول على موافقة مبدئية في 2 آذار/مارس القادم، بعد أن كان من المقرر عقد جلسة الاستماع في 10 نيسان/أبريل القادم.
وقال إن التقدم بخطة توسيع المتنزه الوطني اليهودي جاء وسط توتر متزايد في العلاقات بين حكومة الاحتلال وقادة الكنيسة الذين قالوا إن مجتمعاتهم مهددة من قبل الجماعات الإسرائيلية المتطرفة.
وكان الاحتلال افتتح المرحلة الأولى من حديقة "أسوار القدس الوطنية" في السبعينيات، لكنه تجنب بعناية تضمين جزء كبير من جبل الزيتون حيث يوجد أكثر من 12 موقعًا تاريخيًا مقدسًا مسيحيًا.
الاحتلال يجمّد مخطّط التهويد في جبل الزيتون
في 2022/2/21، أعلنت سلطة الطبيعة والحدائق التابعة لحكومة الاحتلال عن تجميد المخطط الاستيطاني بسفوح جبل الزيتون الذي يستهدف أراضٍ فلسطينية خاصة، ومساحات تابعة للكنائس.
وقالت سلطة الطبيعة والحدائق، في بيان لها، إنها لا تنوي "الدفع بالمخطط في لجان التخطيط وليست جاهزة للمضي قدمًا فيه من دون تنسيق ومناقشات مع جميع الأطراف المعنية بما في ذلك الكنائس في المنطقة، بشأن الطريقة الأمثل للحفاظ على هذه المنطقة الخاصة".
وكان موقع "تايمز أوف إسرائيل" قال إنّ وفدًا ديمقراطيًا زائرًا من مجلس النواب الأمريكي اطّلع على الأمر، وأعرب أعضاؤه عن قلقهم بشأن المشروع في اجتماع عُقد مع رئيس حكومة الاحتلال نفتالي بينيت الخميس الماضي.
ونقل الموقع عن قادة في الكنيسة (لم يسمّهم) قولهم إنه "على الرغم من أنّ الخطة تم تقديمها رسميًا من قبل سلطة الطبيعة والحدائق اليهودية (هيئة حكومية)، إلا أنه - كما يبدو - تم طرحها ويتم تنسيقها وتطويرها والترويج لها من قبل كيانات يهودية، هدفها الوحيد الظاهر هو مصادرة وتأميم أحد أقدس المواقع المسيحية، وتغيير طبيعته، في إشارة إلى جبل الزيتون، حيث يعتقد المسيحيون أنّه موقع للعديد من الأحداث المهمة التي حدثت في حياة المسيح".
وأضافوا أن "هذا إجراء وحشي، يشكل هجومًا مباشرًا ومتعمدًا على المسيحيين في الأرض المقدسة، وعلى الكنائس وحقوقهم القديمة المضمونة دوليًا في مدينة القدس، تحت ستار حماية المساحات الخضراء"، لافتين إلى أن "الخطة تخدم أجندة إيديولوجية تنكر مكانة المسيحيين وحقوقهم في القدس".
ولفت الموقع إلى أنّ قادة الكنيسة وجهوا رسائل بهذا الخصوص إلى قناصل فرنسا وتركيا وإيطاليا واليونان وإسبانيا والمملكة المتحدة وبلجيكا والسويد في القدس، في محاولة واضحة لحشد الدعم الدولي لمعارضتهم.
المقابر اليهودية في جبل الزيتون: تزوير الهوية وتهويد التاريخ
تعدّ المقبرة اليهودية في سفوح جبل الزيتون أكبر وأبرز مقبرة يهودية، وتضم رفات شخصيات إسرائيلية دينية وسياسية بارزة مثل الكاتب أليعازر بن يهودا والحاخام أبراهام كوك. وفي المقبرة كثير من القبور الوهمية التي لا تضمّ أيّ رفات فيها، علاوة على أنّ شواهد بعض القبور جيء بها من قبور قديمة في الخارج ووضعت على المقابر لتبدو أثرية. كذلك، أقام الاحتلال قبورًا رمزية ليهود ماتوا خارج فلسطين لكن ذويهم دفعوا ثمن شاهد قبرٍ لـ"تخليد" ذكرى موتاهم في القدس.
يعزز الاحتلال جبل الزيتون المقابل للأقصى بالقبور اليهودية في مقابل مساعيه الحثيثة لطمس المقابر الإسلامية عبر الاعتداءات على مقبرة باب الرحمة ومقبرة اليوسفية، ومقبرة مأمن الله. والهدف من ذلك طمس الهوية العربية والإسلامية للقدس وتعزيز المزاعم الإسرائيلية حول يهوديتها.
وترتبط المقابر اليهودية في جبل الزيتون بـ "المعبد الثالث" الذي يدعي اليهود أنّ المسيح المنتظر سينزل من السماء وهو يحمله باتجاه جبل الزيتون وسيدخل به من باب الرحمة لإقامة المعبد الثالث في الأقصى.