الفصل الرابع| عين على الأقصى 2020
الأحد 27 أيلول 2020 - 6:19 م 8856 487 عين على الأقصى |
يراقب الشارع العربي والإسلامي من كثب ما يجري في الساحة الفلسطينية، لكنه منشغل بأزماته المتعددة، ومثقل بأعبائه المتشعبة، إضافة إلى الأزمات والمشاكل المفتوحة في عدد من دوله، وأخيرًا انشغاله بتفشي فيروس كورونا (كوفيد-19).
ويرجع ضعف التفاعل في الشارع العربي مع ما يحدث في فلسطين والقدس والمسجد الأقصى إلى أن مساحات الحرية ضاقت كثيرًا في البلدان العربية، وبشكل خاص بعد الربيع العربي وما بعده، إذ خضع التفاعل الشعبي لسطوة الأنظمة وأجهزة المخابرات والتوجيه الإعلامي. وبالرغم من ذلك تبقى القضية الفلسطينية هي البوصلة للشارع العربي والإسلامي.
ولم يسبق للمواقف العربية والإسلامية الرسمية من القضية الفلسطينية أن كانت بهذا المستوى من الخذلان، لا سيما إن تعلق الأمر بالمسجد الأقصى. وبلغت من الانحدار قاعًا لم يكن متصوّرًا في السابق. واستمرت حالة الضّعف في مواقف جامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي، مع تصاعد موجات التطبيع مع الاحتلال، وبشكل خاص من بعض دول الخليج العربي، التي تساوقت مع التوجّهات الأمريكية لحلّ القضية الفلسطينية.
وبالمقابل، أظهر الأداء الفلسطيني تمسّكًا بالقدس والمقدسات والمسجد الأقصى، ورفضًا لـ"صفقة القرن" الأمريكية، ومخططات الضمّ الإسرائيلية، وسعت الفصائل الفلسطينية إلى إنهاء الانقسام الداخلي، لمواجهات هذين المشروعين اللذين يسهمان في تصفية القضية الفلسطينية. وكان لاستمرار مسيرات العودة في قطاع غزة، واستمرار العمل المقاوم في الضفة الغربية، بالرغم من استمرار التنسيق الأمني، أبرز الأثر في تمسك الشعب الفلسطيني بخيار المقاومة لاستعادة الحقوق.
ونحاول في الفصل الأخير من تقرير عين على الأقصى تسليط الضوء على أبرز المواقف حيال التطورات في المسجد الأقصى، وذلك على مستوى الفصائل والسلطة الفلسطينية والأردن والمستوى العربي والإسلامي والدولي.