محضر حلقة نقاش: القدس في الخطاب السياسي والإعلامي للقوى والفصائل الفلسطينية خلال الحرب الأخيرة على غزة، وانعكاسات الحرب على القدس
الخميس 27 تشرين الثاني 2014 - 3:34 ص 18022 1444 تقارير أخرى |
محضر حلقة نقاش: القدس في الخطاب السياسي والإعلامي للقوى والفصائل الفلسطينية خلال الحرب الأخيرة على غزة، وانعكاسات الحرب على القدس
عقدت مؤسسة القدس الدولية في 14/10/2014 في مركزها ببيروت حلقة نقاش بعنوان "القدس في الخطاب الإعلامي والسياسي للقوى والفصائل الفلسطينية خلال الحرب الأخيرة على غزة، وانعكاسات الحرب على القدس". وقد شارك في الجلسة ممثلون عن أبرز القوى والفصائل الفلسطينية في لبنان وعدد من الباحثين والأكاديميين المهتمين بالشأن الفلسطيني.
الافتتاح والجلسة الأولى:
بداية رحب الأستاذ حمود بالمشاركين مستعرضًا أبرز النقاط التي ستتم مناقشتها في الحلقة. واستهلت الجلسة الأولى التي تناولت "القدس في الخطاب السياسي والإعلامي للفصائل والقوى الفلسطينية خلال الحرب على غزة" باستعراض قدمه د. محسن صالح، مدير عام مركز الزيتونة للدراسات والاستشارات في بيروت.
وقد بين صالح أن العدوان على غزة الذي امتد من 8/7/2014 إلى 26/8/2014 أتى في وقت كان الاحتلال مطمئنًا إلى وجود بيئة استراتيجية وقال إن المقاومة الفلسطينية أظهرت المقاومة الفلسطينية خلال الحرب على غزة أفضل أنواع العمل المقاوم منذ عام 1948 ولكنها في الوقت ذاته شهدت اسوأ بيئة إقليمية منذ عام 1948 وثمة حاجة ماسة إلى إعادة ترتيب البيت الفلسطيني ولكن ذلك غير ممكن في ظل مسارين أو برنامجين متعارضين أحدهما يتمسك بالتسوية والآخر يصر على خيار المقاومة. كما أن الحاجة ماسة إلى برنامج وطني توافقي يحدد أولويات المرحلة ويستطيع الاستفادة من طاقات الشعب الفلسطيني في الضفة وغزة كما في دول اللجوء. والخطر الحقيقي يتمثل في تآكل الأداء المقاوم وضياعه في البيئة الإقليمية الضيّقة ومن ثمّ انسحاب الوضع القائم في الضفة، من حيث منع المقاومة، على القطاع عوضًا من إسقاط البيئة الحاضنة للمقاومة في غزة على الضفة.
وقال الأستاذ جمال قشمر، عضو المجلس الثوري لحركة فتح، إن القدس لها مكانة استثنائية وبدونها لا دولة، والحضور الطاغي لغزة في الإعلام والسياسة خلال العدوان على القطاع لا ينتقص من أهمية القدس ومكانتها. وقال قشمر إن الاحتلال أراد بعدوانه على غزة ضرب مشروع التوافق الوطني، لكن الفصائل توحدت في الميدان، والسياسة، والمفاوضات حيث كان الوضع الفلسطيني واحدًا في تشكيلته وورقة عمله وهو الأمر الذي يجب أن يستمر وفاءً للشهداء ووفاء للقدس التي تتطلب منا حفظ البيت الفلسطيني بالمحافظة على الوحدة الوطنية الفلسطينية.
أما الأستاذ علي فيصل، مسؤول الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين في لبنان، فقال إن القدس كانت حاضرة باستمرار خلال الحرب على غزة لأن معركة غزة هي جزء من الكفاح الوطني الفلسطيني والقدس حاضرة دائمًا باعتبارها القضية المركزية وعاصمة فلسطين و"إسرائيل" تعمل على تهويد القدس وتسعى من خلال المفاوضات إلى إسقاطها من الأراضي الفلسطينية المحتلة لتصبح جزءًا من المشروع التهويدي الصهيوني.
وأشار الأستاذ وسام الحسن، الكاتب والإعلامي الفلسطيني، إلى نقطة مفادها أنه كلما ابتعدنا بالقدس عن التجاذب كلما أصبحت جاذبة لنا، ولكنها تصبح محل تنازع فيما لو قاربناها ضمن الإطار المحدود. والقدس في حالة نزيف خطير جدًا تحتم علينا إعادة النظر في استراتيجيتنا لمواجهة الأخطار المحدقة بها حيث إننا متأخرون عن اللحاق بوتيرة الأحداث اليومية التي تعصف بالمدينة المحتلة.
ثم تحدث الأستاذ على بركة، ممثل حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في لبنان فقال إن القدس والأقصى جزء من عقيدتنا ولا مجال للتنازل عنها أبدًا ومعركة غزة، كما عبر عنها أبو عبيدة، هي المعركة ما قبل الأخيرة لأن المعركة الأخيرة هي معركة تحرير القدس. وأضاف بركة أن القدس حاضرة على أجندة حماس، ولا سيما في صفقة الوفاء للأحرار حيث أصرت حماس على أن تشمل الصفقة إطلاق سراح أسرى مقدسيين بعد أن كان الاحتلال يصر على استثنائهم من أي صفقة تبادل. وفي معركة غزة ربطت المقاومة عملياتها بقصف القدس كي تؤكد أنها أرض محتلة. والقدس لنا هي قدس المسيحيين والمسلمين على حد سواء وهي قدس الأقصى كما قدس كنيسة القيامة.
وقال مدير مركز دراسات فلسطين والعالم الأستاذ خالد أبو حيط إن القدس ليست مجرد مدينة بل هي قبلة المسلمين والمسيحيين ويجب أن تطرح على مستوى الأمة جمعاء. واعتبر أن القدس ما لم يتعزز حضورها في الوجدان العربي والإسلامي فستتحول إلى قضية باهتة تقتصر على عمليات هدم المنازل ومصادرة الأراضي وغيرها. وما جرى في غزة فتح الطريق أمام صياغة استراتيجية فلسطينية موحدة أما عملية إعادة إعمار غزة فهي أخطر معركة قادمة حيث يحاول العدو أن يوقعنا في فخ لم يتمكن من جرنا إليه خلال العدوان.
وقال د. حسين أبو النمل، الباحث في المجالات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية، إن ما جرى في غزة يحمل أهدافًا استراتيجية وهي كسر آخر معقل للمقاومة في فلسطين وقد شنت الحرب لتدمير غزة وإلهائها بإعادة الإعمار وهي عملية تتم ضمن اشتراطات سياسية. والحرب الحقيقية هي "الحرب الناعمة" التي تتمثل في إعادة إنتاج المجتمع ذاته. وأضاف أبو النمل أنه على الرغم من مرور 20 عامًا على اتفاقية أوسلو إلا أن أننا لم نستطع إيجاد بديل أو بلورة ردة فعل على واقع أنا خسرنا فلسطين. وإن قضية القدس لا يمكن أن ينظر إليها من زاوية ضيقة بل لا بد من وضعها في إطار الصراع العربي-الإسرائيلي لفهم واقعها وإنقاذها.
وقدم الأستاذ أيمن مسعود، نائب مدير عام مؤسسة القدس الدولية، مداخلة قال فيها إن القدس في حالة تدهور جديد فالاحتلال يفرض سيادة الشمعدان على سيادة الهوية العربية والإسلامية، ولا بد من شجاعة لتحديد المسؤول عن هذا التدهور والأمر ينسحب على كل الجهات. واعتبر مسعود أنه بالإمكان القول إن القدس موجودة في التصريحات ولكن ليس في برامج العمل، وحتى عندما تحضر في التصريحات فهي أحيانًا تعطي شرعية شكلية للاحتلال لاستكمال مشروع التهويد.
أما رئيس قسم الأبحاث في مؤسسة القدس الدولية الأستاذ هشام يعقوب فقال إن خطاب الفصائل تطغى عليه العمومية والرتابة فالكلام ذاته يعاد بصرف النظر عن طبيعة الاعتداءات التي تتعرض لها القدس. كما يكتفي خطاب الفصائل بالتوصيف دون أن يقدم توجيهات ولا مقترحات لمواجهة الواقع وقد باتت الخطابات تتماهى مع الخطاب الرسمي العربي من حيث مطالبة الأمم المتحدة ومجلس الأمن بالتحرك وتحمل المسؤولية. وأشار يعقوب إلى أن خطاب الفصائل عمومًا ذو سقف منخفض ولا يشمل الأبعاد المختلفة للصراع مع الاحتلال.
واعتبر مدير الإعلام في المؤسسة الأستاذ محمد أبو طربوش أن خطاب الفصائل ليس له ترجمة فعلية على الأرض ما يدعو إلى التساؤل عما إذا كانت القدس حاضرة بشكل جدي على أجندة الفصائل. ويمكن القول إن الفصائل تفتقر إلى رؤية استراتيجية أو برنامج عمل واضح تجاه القدس وهذا يخلق حالة تناقض واضح بين الخطاب السياسي والإعلامي للفصائل وبين الواقع حيث تتغنى تحضر القدس في الخطابات بينما لا ينعكس ذلك بشكل فعلي على واقع المدينة المحتلة وأهلها.
الجلسة الثانية:
الجلسة الأخرى انعقدت تحت عنوان "انعكاسات حرب غزة على القدس" واستهل الكلام فيها الأستاذ مروان عبد العال، مسؤول الجبهة الشعبية في لبنان، حيث قال إنا نشهد اليوم تآكل الحركة الوطنية الفلسطينية والمشروع الوطني الفلسطيني بما ينعكس على البنية المجتمعية. والمعركة على القدس ليست فقط معركة أسرلة المدينة وتهويدها بل ثمة حالة إحباط يعيشها المقدسيون. كما أن المشكلة الكبرى تكمن في غياب عنوان وطني حول القدس فتتعدّد المرجعيّات، وهي ذات طابع وطني، ولكن هذا التعدد يؤدي إلى ضياع الجهود وبعثرتها. ويبقى من المهم، وفق عبد العال، وضع استراتيجية شاملة للدفاع عن المدينة وحمايتها تتخطى حدود حضور القدس في الخطاب السياسي والإعلامي.
وتساءل الأستاذ أيمن مسعود عن أجندة النضال لحماية المجتمع من النواحي الفكرية والعلمية والقانونية وغيرها. وتطرق إلى محاولات الاتحاد الأوروبي دمج المجتمع الفلسطيني بذلك الإسرائيلي من خلال تكريس أمر واقع والتماهي مع السياسات الإسرائيلية التي تفرض حربًا شعواء على الإنسان. وأشار مسعود إلى ضياع الهوية العربية في القدس عبر سلخها عن محيطها في الضفة الغربية مؤكدًا أهمية بناء قدرة المقدسيين ليواجهوا الاحتلال لا ليتعايشوا معه.
واعتبر الأستاذ علي بركة، ممثل حماس في لبنان، أنّ التهويد هو لب المشروع الصهيوني وجزء من مشروع كبير، ووتيرة ستتزايد بعد الحرب ولن تتراجع. وقال بركة إن العدو يدرك أن المقاومة هي أحد أهم عوامل هدم دولته وأحد أهم العوامل في الدفاع عن القدس ولذلك يعمل على القضاء عليها وإنهائها وإلهاء الفلسطينيين بالإعمار. ورأى بركة أن الهدف التكتيكي هو تقسيم المسجد الأقصى وصولاً إلى السيطرة الكاملة عليه وتهويد كامل القدس. فالتصعيد في الاعتداءات الذي شهدته القدس قبل بدء الحرب على غزة سيستمر بعدها مع احتمال اشتعال انتفاضة في ظل هذه الاعتداءات عنوانها القدس.
واعتبر د. حسين أبو النمل أن حرب غزة كان لها انعكاسات على التكوين النفسي للمجتمع والحرب الحقيقية هي "الحرب الناعمة" المتمثلة في إعادة إنتاج المجتمع نفسه. واعتبر ابو النمل أن الفلسطينيين باتوا مشغولين بنتائج أوسلو وليس بقضية الأرض حيث أعيد إنتاج منظومة قِيمه.
وقال الأستاذ أبو حيط إن فعل المقاومة كان له أثر مهم لجهة حيث إن "إسرائيل" لم تعد تسعى إلى التمدد خارج حدود فلسطين التاريخية بل إنها سوّرت نفسها بجدار الفصل، ما يعني تراجعًا عما كانت تخطط له من تمدد. وقد بدأت "إسرائيل" الحرب على غزة ولها مصلحة فيها لكنها لم تتمكن من تحقيق أهدافها. ووفقًا لأبو حيص فإن معركة الإعمار هي أخطر معركة قادمة وهي حتمًا تخفي أهدافًا أمنية ينبغي التنبه لها. وفي ضوء مخططات العدو فإن السؤال الذي يطرح هو: هل أعددنا الاستراتيجيات المضادة؟
ثم تحدث الأستاذ أسامة حمدان، مسؤول العلاقات الدولية في حركة حماس، فقال إننا نعاني أزمة حقيقية في موضوع القدس. واعتبر أن أزمتنا الحقيقية في موضوع القدس تكمن في غياب رؤية استراتيجية مبادِرة تجاه القدس والأمر ينسحب على الفصائل كافة. فنحن نلاحق الفعل الإسرائيلي المبني على رؤية استراتيجية دون أن يكون لدينا استراتيجية متكاملة. وعلاوة على ذلك، ثمة مشكلة في القضية الفلسطينية في أفهامنا حيث تختزل القضايا في ملفات من ذلك اختزال قضية القدس في ملف القدس عوضًا عن التعاطي معها على أنها جزء من المسألة الفلسطينية الكلية. واعتبر حمدان أن الاحتلال يعمل في سياق استراتيجي فعلى سبيل المثال في موضوع تفريغ القدس من أهلها فقد ضرب في الموضوع المسيحي حيث تناقص عدد المسيحيين من 72 ألف إلى 7000 بسب سياسات الاحتلال الذي نجح في شراء أملاك الكنيسة المسيحية، أيضًا في سياق مشروعه الاستراتيجي. وقال حمدان إن الحرب على غزة تأتي في إطار الرؤية الاستراتيجية لإنهاء المشروع الوطني الفلسطيني حيث عمل على ضربه سياسيًا من خلال إلغاء التحرير والعودة ويعمل على ضرب قاعدته العسكرية في غزة.
واعتبر أبو عماد الرفاعي، ممثل حركة الجهاد الإسلامي في لبنان، أنّ قضية القدس ليست للفصائل وحدها والتعاطي معها على أنها قضية فلسطينية حصرًا يجعلنا نخسر قضيتنا. وأضاف أن قضية القدس هي الوحيدة القادرة على إعادة جمع الأمة على قضية واحدة مركزية، وقد شغلتنا عن القدس أولويات أخرى كحصار غزة والتنسيق الأمني في الضفة ومن ثم إغراق المنطقة بالصراعات حيث أثر كل ذلك على مستوى اهتمامنا بالقدس. ووفقًا للرفاعي، فإنه ثمة تحديات كبرى لا تواجه القدس والأقصى فحسب بل كل المشروع الفلسطيني وكل القضية الفلسطينية. وإن كان الاحتلال فشل على المستوى العسكري في العدوان على غزة إلا أنّ الخوف يبقى من أن نفشل في السياسة ونعجز عن البناء على ذلك الصمود الأسطوري الذي شكله الشعب بمواجهة العدوان.
التوصيات:
- ضرورة تعزيز حضور القدس في الخطاب السياسي والإعلامي للفصائل الفلسطينية وتطوير هذا الخطاب بما يلامس همّ القدس ويؤكد مركزيتها وعدم التفريط بها.
- نشر الوعي والمعرفة بقضية القدس وتكثيف الجهود التثقيفية بما يبقي هذه القية حاضرة في أذهان ووجدان الشعوب العربية والإسلامية.
- يلعب الإعلام اليوم دورًا كبيرًا في تشكيل الثقافة والقناعات ولا شك في أهمية الاستفادة من وسائل الإعلام في طرح قضية القدس وما تتعرض له من انتهاكات على أيدي الاحتلال، إلا أن الظهور الإعلامي ينبغي ألا يتحول إلى هدف بحد بذاته والمطلوب هو مراكز أبحاث تسلط الضوء على قضية القدس بعمق وتضعها في إطار الصراع العربي-الإسرائيلي كما تستفيد من الخبراء في مجال القضية الفلسطينية والصراع العربي الإسرائيلي للوقوف عند جذور المشروع التهويدي والانطلاق منها لتأطير سبل المواجهة.
- من اللازم تحديد نظرتنا إلى القدس وما تعنيه لنا فقضيتها ليست مسألة خبز وماء بل هي النقطة التي تجمع الأمة، كما أنه ليس من الممكن اختزال القدس في ملف والتعامل معها على هذا الأساس بل ينبغي النظر إليها ضمن مجمل القضية الفلسطينية
- المطلوب من المؤسسات العاملة للقدس أن ترسم استراتيجية لدعم القدس وتدعو الناس إليها وتسخر الطاقات لخدمتها
- لا يغيب عن بالنا الدور الذي يمكن أن يلعبه الشباب في دعم قضية القدس ولذلك لا بد من إعداد الشباب والناشئة للاضطلاع بهذا الدور عبر مراعاة اهتماماتهم ومن ذلك تكريس إنتاجات تراعي اهتمامات الشباب وتقدم ثقافة تربط ربطًا حقيقيًا بالقدس مع ضرورة توسيع دائرة الخيارات والتوجه إلى كل فئة عمرية
- يحاول الاحتلال جعل التقسيم في الأقصى أمرًا واقعًا وهو يصعّد من إجراءاته التي تخدم هذا الهدف. ولذلك، لا بدّ من أن يكون حجم التصدي مناسبًا للجم هذه الهجمة التهويدية على مختلف المستويات.
- من المهم وضع استراتيجية شاملة لدعم القدس وصمودها ولكن أي استراتيجية لن تنجح إذا وضعت فقط لترقيع ما أفسدته إجراءات الاحتلال الذي يعمل على تهويد القدس ضمن رؤية استراتيجية
- إن السلطة الفلسطينية مدعوة إلى التصدي لمشروع التهويد وصياغة استراتيجيتها على أساس أن ما بيننا وبين الاحتلال هو صراع وليس سلامًا يخدم مصالح الاحتلال، كما أنه من الواجب عليها التفكير ببدائل وطنية عن خيار المفاوضات الذي أثبت عقمه.
- لا بد من دعم المقاومة الشعبية في القدس وهذه المسؤولية تقع أولاً على عاتق الفصائل الفلسطينية المطالبة بالانخراط في دعم ميداني عملي للمقدسيين في مواجهتهم للاحتلال. والفصائل مطالبة بإعادة بناء بنيتها داخل القدس لتكون داعمة لصمود المقدسيين. كما أن السلطة مطالبة بإطلاق يد المقاومة في الضفة الغربية ووقف التنسيق الأمني مع الاحتلال. وهذه المقاومة الشعبية تحتاج بلا شك إلى حاضنة عربية وإسلامية.
- إعادة الاعتبار لمشروع المقاومة بعد الانتصار الذي حققته المقاومة في غزة مؤخرًا، وتدعيم البيت الفلسطيني بالوحدة الحقيقية والشراكة بما يعزّز أركان المشروع الداخلي الفلسطيني ويمنع تآكله وانهياره.
- على المستوى العربي والإسلامي: إن الوضع المتأزم الذي تشهده الدول العربية والإسلامية بعد محاولات التغيير التي شهدتها بعض الأقطار ساهم في حرف الأنظار عن قضية القدس والأقصى والمطلوب هو إعادة إحياء القدس في الوجدان العربي والإسلامي.