تخريب أفق القدس
الأربعاء 4 كانون الأول 2019 - 3:52 م 5590 655 تقدير موقف |
تخريب أفق القدس
مشروع حكومة الاحتلال لإنشاء قطار هوائي في محيط البلدة القديمة للقدس
ورقة موقف صادرة عن مؤسسة القدس الدولية
3-12-2019
إعداد: زياد ابحيص
ملخص
طُرح مشروع قطار القدس الهوائي لأول مرة عام 2007 في مخطط "القدس القديمة" الذي هدف إلى تحقيق تكامل بين حكومة الاحتلال ومنظمات الاستيطان اليمينية، وطُور ليعرض عام 2013 على لجان التخطيط لكنه لم يحظَ بالمصادقة، فأُقر لأجله تعديل قانوني سمح باعتباره مشروعاً ذا أولوية وطنية لتُقر مرحلته الأولى في شهر1-2019، ثم أقرته اللجنة الوزارية للإسكان في 4-11-2019 بعد تأخير فرضته الأزمة السياسية الصهيونية.
حسب المشروع المقترح سينطلق القطار الهوائي من محطة القطارات العثمانية غربي القدس وصولاً إلى مركز "كيدم" التهويدي الذي تشرف عليه جمعية "إلعاد" اليمينية على أرضٍ مصادرة في سلوان، بطول 1.4 كم وتسير فيه 40 عربة معلقة على 15 عموداً، وتنحصر احتمالات تنفيذه بين شركتي دوبلماير النمساوية ولايتنر الإيطالية.
يسعى المشروع إلى تخريب أفق البلدة القديمة، وتهميش التاريخ الماثل في شوارعها وأبنيتها ومقدساتها لمصلحة الرواية التاريخية الصهيونية المصنّعة في المراكز التهويدية والأنفاق إضافة إلى تشكيل عنصر طردٍ لأهل سلوان، وهو أخطر مشروعات تغيير هوية المدينة منذ احتلالها.
يمكن مواجهة المشروع عبر بناء إجماع الدول ذات الغالبية المسلمة باعتباره يدمر أفق المسجد الأقصى المبارك، والدول ذات الغالبية المسيحية باعتباره مشروع تخريب لأفق المدينة بحضورها المسيحي التاريخي، والتحرك ضده عبر اليونيسكو والأمم المتحدة باعتباره اعتداء غير مسبوق على موقع مصنف على لائحة التراث العالمي، كما يمكن شن حملة مقاطعة واسعة ضد الشركة المنفذة بعد التأكد من هويتها، وتبني مقاومة شعبية لأعمال بنيته التحتية باعتباره خطراً محدقاً بسلوان وجميع المقدسيين، ما يجعله في الخلاصة مخطط تخريبٍ لمدينة مقدسة يمكن إسقاطه وإفشاله في حال أُحسن التحرك ضده.
هذه الورقة تسعى إلى الإضاءة على خلفيات المشروع ومساره للاعتماد وتفاصيله التقنية ومن ثم تقييم أثره على مدينة القدس برمزيتها الدينية والتاريخية وفرادة الإرث الإنساني المخزون في معمارها ونسيجها، وتنتهي إلى اقتراح السبل المتاحة للتعامل مع هذا المشروع.