03 - 09 كانون الثاني/يناير 2018
الأربعاء 10 كانون الثاني 2018 - 3:07 م 8318 2107 القراءة الأسبوعية |
قراءة أسبوعية في تطورات الأحداث والمواقف في مدينة القدس
تصدر عن إدارة الأبحاث والمعلومات
03 - 09 كانون الثاني/يناير 2018
المشاريع التهويديّة تفتك بالقدس المحتلة
والمستوطنون يعقدون قرانهم تلموديًا في الأقصى بحماية شرطة الاحتلال
تتابع أذرع الاحتلال المختلفة استهدافها للمدينة المحتلة، وتعمل هذه الأذرع على مختلف جهات التهويد، عبر إقامة المشاريع التهويدية في البلدة القديمة، والعمل على استمرار اقتحام الأقصى وتنظيم المناسبات التهويدية فيه، وصولًا للمشاريع والعطاءات الاستيطانية الضخمة، وما يرافقها من تشريد للفلسطينيين وحرمانهم من مساكنهم. ويأتي استمرار الاحتلال بهذه الخطط في الوقت الذي تتسرب فيه مواقف عربية تروج للتنازل عن القدس، وتعمل على تهيئة الرأي العام العربي لتنازلات سياسية قادمة، تفرط بالقدس.
التهويد الديني والثقافي والعمراني:
لا تتوقف سلطات الاحتلال عن تهويد القدس المحتلة، وتحاول أذرعه المختلفة تغيير وتدمير الآثار العربية في المدينة، حيث قامت جرافات بلدية الاحتلال بهدم سور المقبرة اليوسفية الملاصق لباب الأسباط الخارجي، ويأتي الهدم في سياق عمليات حفرٍ في المنطقة، وصلت في 8/1 إلى مداميك أثرية قريبة من عتبة باب الأسباط، وتشهد هذه المنطقة حملة تهويدية خطرة، تتضمن إقامة قطار هوائي، وحدائق توراتية، ومراكز سياحية استيطانية، ومنظومة مراقبة أمنية متطورة.
وفي سياق المشاريع التهويديّة، كشف مركز معلومات وادي حلوة بأن طواقم مشتركة من بلدية الاحتلال و"سلطتي الآثار والطبيعة" الإسرائيليتين، اقتحمت حي وادي الربابة في سلوان في 8/1، وشرعت بأعمال حفر لإقامة جسر سياحي للمشاة، وسيقام المشروع بإشراف "سلطة تطوير القدس" الإسرائيلية، ويبلغ طول الجسر 197 مترًا، بارتفاع 30 مترًا، وسوف يقوم المشروع بقضم أراضٍ فلسطينيّة، بالإضافة لربطه بين البؤر الاستيطانية في المنطقة.
وعلى صعيد استهداف المسجد الأقصى، كشفت دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس، بأن مستوطنين عقدوا قرانهم تلموديًا في المسجد الأقصى في 3/1، بحماية من شرطة الاحتلال. وعلى وقع هذه الاعتداءات المتصاعدة، تستمر اقتحامات الأقصى، وكشفت دائرة الأوقاف بأن 67 مستوطنًا يهوديًا اقتحموا المسجد في 8/1، من بينهم 25 مستوطنًا من الطلاب اليهود، وأفادت الدائرة بأن قوات الاحتلال لا تحدد مسارًا محددًا لهؤلاء الطلاب، حيث يقومون بالتجول في جميع باحات المسجد.
التهويد الديمغرافي:
استمرت سياسات الاحتلال بهدم منازل ومنشآت الفلسطينيين طيلة عام 2017، وبحسب التقرير الصادر عن مركز "القدس للمساعدة القانونية وحقوق الإنسان" في 8/1، هدمت سلطات الاحتلال 132 منشأة سكنية وتجارية وزراعية في القدس المحتلة، من بينها 65 منزلًا سكنيًا، وأسفرت عن تشريد 240 فلسطينيًا نصفهم من الأطفال، وتقوم أذرع الاحتلال بهدم هذه المنشآت بناءً على ثلاث ذرائع، وهي البناء من دون ترخيص، والهدم لدواعٍ أمنية أو لأسباب عقابية.
وفي سياق آخر من التهويد الديموغرافي، أقرّ وزير الجيش في حكومة الاحتلال أفيغدور ليبرمان، خطة جديدةً لتوسيع البناء الاستيطاني في الضفة الغربية، من ضمنها مناقصات لبناء 900 وحدة استيطانية جديدة في مستوطنة "أرائيل"، المقامة على أراضي سلفيت. بالإضافة لخطط ليبرمان كشفت القناة العاشرة الإسرائيلية عن خططٍ استيطانية جديدة سيقرها "مجلس التخطيط الأعلى للإدارة المدنية" الإسرائيلي، تمنح من خلالها التراخيص اللازمة لبناء 225 وحدة استيطانية في عددٍ من المستوطنات، وإقرار مخططات لاحقة لبناء نحو 1145 وحدة استيطانية في مختلف مستوطنات الضفة الغربية المحتلة.
قضايا:
متابعة للقرار الأمريكي حول القدس، وكشف خلفيات مواقف بعض الدول، نشرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية تقريرًا في 6/1، يشير إلى تسجيلات صوتيّة لـ"ضابط مخابرات مصري"، يتواصل خلالها مع 3 من مقدمي البرامج الحوارية على القنوات المصرية، وتتمحور التسريبات على الترويج للقبول برام الله عاصمة لفلسطين بدلًا من القدس. وبحسب الضابط المصري فإن مصر وباقي الدول العربية، تستنكر القرار الأمريكي علنًا، في حين أنهم يريدون إنهاء معاناة الفلسطينيين عبر حل سياسي يتمثل برام الله بدلًا من القدس عاصمة لفلسطين، محذرًا من أن أي انتفاضة فلسطينية قد تضر بالأمن القومي المصري.
التفاعل مع القدس:
أوصى مؤتمر "القدس بين الحقائق التاريخية وأساطير الصهيونية"، الذي عقده المجلس الأعلى للثقافة في مصر بمضاعفة الأموال المقررة لصندوق دعم القدس، لتمكين المقدسيين من مواجهة التحديات والأعباء المادية والضرائب الباهظة التي يفرضها عليهم الاحتلال. وطالب العلماء والمؤرخون المشاركون بترجمة الوثائق التاريخية واللوحات الأثرية التي تؤكد عروبة القدس إلى اللغات العالمية، وإيداعها في المكتبات وأرشيف المعلومات بمنظمات الأمم المتحدة والدول الكبرى والاستفادة من وثائق المستشرقين المنصفين في هذا الصدد، لمواجهة الادعاءات الإسرائيليّة.
وفي القدس أكدت الهيئة الإسلامية العليا في 6/1، أنه لا تنازل عن المدينة المباركة، وأن أي خطوات أمريكية إسرائيلية مرفوضة، وقالت الهيئة إن مدينة القدس هي مدينة محتلة، وعليه فإنه تسري عليها القوانين الدولية المتعلقة بالمناطق المحتلة، وتلزم سلطات الاحتلال بعدم تغيير "الوضع القائم" في البلاد التي تحتلها، لذا فإن أي إجراء قامت به سلطات الاحتلال أو أي قانون تصدره باطل.