10- 16 كانون الثاني/يناير 2018
الأربعاء 17 كانون الثاني 2018 - 2:06 م 8132 2065 القراءة الأسبوعية |
قراءة أسبوعية في تطورات الأحداث والمواقف في مدينة القدس
تصدر عن إدارة الأبحاث والمعلومات
10- 16 كانون الثاني/يناير 2018
شرطة الاحتلال تمنع أعمال التّرميم في المسجد الأقصى
يرفع الاحتلال من حدّة اعتداءاته على القدس المحتلة، ويقف المسجد الأقصى في قلب هذه الهجمة التهويدية القاسية، والتي وصلت حدّ منع أعمال الترميم والصيانة التي تجري في الأقصى، وتهديد العاملين فيها بالاعتقال، وهي خطوة متجددة لفرض المزيد من القيود على دائرة الأوقاف، والتدخل بشكلٍ أكبر في إدارة المسجد، وتأتي هذه الخطوة مع الاستمرار في اقتحام المسجد بشكلٍ شبه يومي. وعلى الصعيد الديموغرافي تتابع أذرع الاحتلال المصادقة على مئات الوحدات الاستيطانية في المناطق المحتلة. وترصد القراءة قرار المجلس المركزي لمنظمة التحرير بتجميد العمل بالاتفاقيات مع الاحتلال ووقف التنسيق الأمني، ومع أهمية هذه القرارات تظل حبيسة الأوراق، ولا يتم ترجمتها أبدًا.
التهويد الديني والثقافي والعمراني:
تتصاعد اعتداءات الاحتلال بحق المسجد الأقصى المبارك، ففي 15/1 أعلنت دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس المحتلة أنّ شرطة الاحتلال تمنع إصلاح تماس كهربائي في مسجد قبة الصخرة، والتي انطفأت أنوار القبة على إثره. ويأتي هذا المنع في سياق عرقلة مشاريع الترميم التي تقوم عليها الدائرة، مؤكدة بأن تدخل شرطة الاحتلال عرقل أبسط أعمال الإصلاح في الأقصى، وأعلنت أن مديريّة مشروعات إعمار الـمسجد باتت لا تستطيع إصلاح أو ترميم أيّ عطل يطال أبسط مرافق الـمسجد، بالإضافة لتعرض موظفّي الإعمار للملاحقة والاعتقال الـمتكرّر.
وفي سياق متصل، أبلغ ضابط في شرطة الاحتلال في 16/1 مكتب إعمار المسجد الأقصى، بأن العمل في الأقصى ومرافقه "ممنوع"، بما في ذلك أعمال الفسيفساء والسقف الخشبي في قبة الصخرة، وترميم أبواب المسجد القبلي والأعمال الأخرى. وجرت عادة شرطة الاحتلال على عرقلة إدخال المواد اللازمة للترميم، واعتقال موظفي الترميم.
وفي سياق آخر من الاعتداء على الأقصى، تستمر شرطة الاحتلال بفرض إجراءات مشددة على أبواب الأقصى، حيث تحتجز هويات المصلين، خصوصًا النساء، لضمان خروجهم وعدم رباطهم في المسجد ومواجهة اقتحامات المستوطنين، والتي تستمر بشكلٍ شبه يومي بحماية مشدّدة من شرطة الاحتلال.
وفي سياق مختلف من التهويد، كشفت صحفٌ عبرية بأن الاحتلال يعمل على حفر أنفاق ضخمة أسفل القدس المحتلة لحلّ مشكلة عدم كفاية المقابر اللازمة لدفن الموتى من المستوطنين. وتقوم على المشروع منظمة "هيفرا كاديشا" المتخصصة بالدفن، من خلال تطبيق نظام الدفن متعدّد الطبقات في 4 أو 5 مستويات أسفل المدينة المحتلة، على أن يبدأ استخدامه خلال عام من انطلاق العمل على المشروع. وإلى جانب هدفه الأساسي، يشكل المشروع استباحة جديدة للقدس، خصوصًا أنّ الاحتلال لا يراعي أيّ شروط لسلامة المقدسيين أو مناطقهم خلال أعمال الحفر.
التّهويد الديمغرافي:
قالت صحيفة "هآرتس" العبرية بأن "مجلس التخطيط الأعلى" صادق في 10/1، على مخططات بناء عددٍ كبير من الوحدات الاستيطانية، تشمل 200 وحدة في مستوطنة "أورانيت"، و50 وحدة في "بتسئيل"، بالإضافة لعددٍ من المشاريع الاستيطانية في مستوطنات أخرى. وفي سياق متصل، كشفت منظمة "السلام الآن" الإسرائيلية في 11/1، بأن الاحتلال سمح ببناء أكثر من 1100 وحدة استيطانية في الضفة الغربية المحتلة بما فيها شرق القدس، على أن تعلن حكومة الاحتلال عن مناقصات بناء هذه الوحدات الاستيطانية التي صودق عليها، والتي سيبدأ بناؤها بعد الإعلان عن المقاولين الفائزين في المناقصات.
التفاعل مع القدس:
انطلقت في 11/1، حملة عالمية تحت عنوان "يوم القدس الإلكتروني"، أطلقها المؤتمر الشعبي لفلسطينيي الخارج، ودعت إلى استمرار الحراك العربي والإسلامي والعالمي لأجل القدس، الرافض للإعلان الأمريكي حول المدينة المحتلة. وتم التغريد في الحملة بعدة لغات وهي: العربية والإنجليزية والتركية والمالاوية والأوردية، بالإضافة إلى فعاليات وأنشطة ميدانية حول العالم. وشهدت حملة التغريد على هاشتاغ #القدس_توحدنا، غرف تغريد في عدة دول منها: فلسطين، وتركيا، ولبنان، وقطر، وبريطانيا، والكويت، والجزائر، وتونس، والمغرب، وماليزيا.
وفي رام الله جرى اجتماع المجلس المركزي الفلسطيني الذي أعلن تكليف اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير "تعليق" الاعتراف بالدولة العبرية إلى حين اعترافها بدولة فلسطين على حدود عام 1967، وإلغاء قرار ضم شرقيّ القدس ووقف الاستيطان. وأعلن المجلس أن الفترة الانتقالية التي نصّت عليها الاتفاقيات الموقعة في "أوسلو" والقاهرة وواشنطن، بما تتضمنه من التزامات "لم تعُد قائمة"، وجدد المجلس قراره بوقف التنسيق الأمني بأشكاله كافّة. ويشير مراقبون إلى أنّه لا أهمية عملية لهذه القرارات، حيث تواصل السلطة الفلسطينية التنسيق الأمني مع الاحتلال، ولا تقوم بترجمة هذه القرارات على أرض الواقع.