17- 23 كانون الثاني/يناير 2018
الأربعاء 24 كانون الثاني 2018 - 3:19 م 8268 1940 القراءة الأسبوعية |
قراءة أسبوعية في تطورات الأحداث والمواقف في مدينة القدس
تصدر عن إدارة الأبحاث والمعلومات
17- 23 كانون الثاني/يناير 2018
تصاعد اعتداءات الاحتلال على المسجد الأقصى
ونائب الرئيس الأمريكي يفتخر بوجوده في القدس "عاصمة إسرائيل"
يصعد الاحتلال من اعتداءاته على الأقصى، فبعد منع ترميم وصيانة أبنية المسجد، تعمل أذرعه الأخرى على تدنيس الأقصى عبر أداء المستوطنين لصلوات تلموديّة خلال الاقتحامات بحماية من شرطة الاحتلال. ومع عودة العلاقات الإسرائيلية الأردنية لطبيعتها، قال مسؤولون أمريكيون إن نقل السفارة الأمريكية إلى القدس المحتلة، سيتم قبل نهاية عام 2019، وهو ما أكده نائب الرئيس الأمريكي في كلمته أمام "الكنيست" الإسرائيليّ. ويستمر الرفض العربي والإسلامي للقرارات الأمريكية، ولكنه رفض يفتقد للعمل على أرض الواقع، ويظل حبيس القرارات والبيانات.
التهويد الديني والثقافي والعمراني:
أمام منع الاحتلال إصلاح الأعطال في المسجد الأقصى، كشفت دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس عن تصعيد آخر، حيث سمحت شرطة الاحتلال للمستوطنين بأداء طقوسٍ تلمودية علنية في المسجد الأقصى خلال الاقتحامات، وهي خطوة في سياق تحويل الأقصى لمكانٍ يستوعب صلوات المستوطنين وأنشطتهم التهويديّة. وفي سياق هذا الاعتداء التهويديّ، أعلنت جماعات يهودية متطرفة عن توجهها لمحكمة الاحتلال "العليا" للسماح لها أن تتصرف بحرية تامة في الأقصى. وأعلنت "منظمات المعبد" عن "اقتحام مركزي طارئ" للأقصى صباح 25/1، على خلفية طرد مستوطنين أدوا طقوسًا تلمودية علنية في الأقصى، ودعت هذه المنظمات المقتحمين إلى "الصلاة" في الأقصى للتخلص من الأوقاف و"لتقديس اسم الرب" داخله. وفي سياق اقتحام الأقصى، كشف وسائل إعلام فلسطينيّة عن اقتحام مجموعة يهوديّة للمسجد بشكلٍ متكرر، يقوم خلالها المستوطنون بإطلاق هتافات عدائية ضد العرب والمسلمين، إلى جانب تأديتهم لشعائر وصلوات تلموديّة أمام باب الرحمة، بحماية من شرطة الاحتلال.
التهويد الديمغرافي:
كشفت وسائل إعلام إسرائيلية، عن إعداد حكومة الاحتلال خطّة سريّة، تقضي بالمصادقة على بناء أكثر من 70 بؤرة استيطانية في الضفة الغربية المحتلة. ويشرف على إعداد هذه الخطة نائب وزير الجيش في حكومة الاحتلال، من خلال إنشاء جهاز خاص يعمل على تحويل هذه البؤر إلى مستوطنات قانونية وفق القانون الإسرائيليّ. وتأتي هذه الخطوات في سياق الخطوات القانونية التي عملت عليها أذرع الاحتلال لشرعنة المستوطنات.
وفي سياقٍ آخر من التهويد، كشفت صحيفة "هآرتس" العبرية في 17/1، عن تخطيط جيش الاحتلال لفرض "سيادته" العسكرية ومسؤوليته الأمنية على جميع المناطق الفلسطينيّة الواقعة خارج الجدار العازل في القدس المحتلة، بما في ذلك مخيم شعفاط للاجئين وكفر عقب. وتبرّر أجهزة الاحتلال الأمنية هذا الإجراء بما ما وصفته "بالعنف" واتساع دائرة المواجهات، وضرورة تشديد التعاون بين الشرطة والجيش في القدس المحتلة، خصوصًا في الأحياء الواقعة خارج الجدار وفي منطقة مستوطنة "هار أدار". ويشير مراقبون إلى أن هذه الخطوة ستسمح للاحتلال بفرض مزيدٍ من الإجراءات العقابية بحق الفلسطينيين، وتسهيل مصادرة العديد من الأراضي تحت بند الحاجات العسكرية.
قضايا:
أثار توقيت "الاعتذار" الإسرائيلي للحكومة الأردنية عن حادثتي السفارة الاسرائيلية في عمّان، وحادثة قتل القاضي رائد زعيتر، عددًا من علامات الاستفهام، فبحسب الأردن، تعهّدت حكومة الاحتلال بمتابعة وتنفيذ الإجراءات القانونية المتعلقة بالحادثة، وتعويض ذوي الشهداء. حيث يأتي "الاعتذار" في ظل تصاعد العدوان على القدس والأقصى، وبعد أيامٍ من اقتحام مقر لجنة إعمار الأقصى ومنعها من العمل، ما يجعل القبول الأردني للاعتذار تشجيعًا للاحتلال على استئناف عدوانه، بالإضافة لتدني سقف التفاعل الأردني مع الأحداث الأخيرة في الأقصى، قبيل زيارة نائب الرئيس الأمريكي للمنطقة.
وفي سياق الموقف الأمريكي من القدس، ونقل مقرّ السفارة الأمريكي إليها، كشفت صحيفة "نيويورك تايمز" نقلاً عن مسؤولين أمريكيين، عن أن إدارة ترمب ستقوم بنقل السفارة بحلول عام 2019. وخلال الأسبوع الماضي صرحت وزارة الخارجية الأمريكية بأن نقل السفارة إلى القدس سيستغرق سنواتٍ عدة، ولكن الوزارة تراجعت عن هذا الموقف في 22/1، وأعلنت أنها تسارع في الإجراءات من أجل نقل السفارة قبل نهاية عام 2019.
وحول زيارة نائب الرئيس الأميركي مايك بنس إلى المنطقة، اجتمع بنس مع رئيس وزراء الاحتلال في القدس المحتلة في 22/1، وقال بأنه يفتخر بوجوده في القدس "عاصمة إسرائيل"، معتبرًا أن الاعتراف بالقدس "عاصمة" للدولة العبرية سيساعد في تحقيق "السلام"، بالإضافة لتعهده أمام "الكنيست" الإسرائيلي بأن السفارة الأميركية ستفتح أبوابها في القدس قبل حلول نهاية العام المقبل. وأثارت زيارة بنس رفضًا فلسطينيًا واسعًا.
التفاعل مع القدس:
اختتمت في العاصمة الإيرانية طهران، أعمال مؤتمر اتحاد مجالس الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي في 18/1، وأصدر المؤتمر بيانًا تحت عنوان "إعلان طهران"، أكد رفض ممثلي الدول الإسلامية اعتراف ترامب بالقدس "عاصمة" لدولة الاحتلال ونقل سفارة بلاده إليها، معتبرًا القرار الأمريكي لاغيًا لتعارضه مع الوضع القانوني لمدينة القدس. وأكد "إعلان طهران" أن قضية فلسطين والقدس هي القضية المحورية الرئيسة التي تستوجب على الجميع التعاون والتنسيق حولها في المحافل الدولية والإقليمية، وأكد أن القدس عاصمة روحية للأمة الإسلامية وخطًا أحمر لا يمكن تجاوزه.
وفي العاصمة المصرية القاهرة، اختتم الأزهر المؤتمر العالمي لنصرة القدس في 18/1، الذي أعلن بأن عام 2018 هو عام القدس، وشدد المؤتمر على أن القدس هي العاصمة الأبدية لدولة فلسطين، وبأنها "حرم" إسلامي مسيحي مقدس، وقضية عقدية إسلامية-مسيحية، ورفض بشكلٍ قاطع القرارات الأميركية الأخيرة حول المدينة المحتلة، وإلى ضرورة استنهاض الدول والمنظمات الدولية لمواجهة هذا القرار، بالإضافة لتبني الأزهر تدريس مقررٍ دراسي عن القدس في المعاهد الأزهرية وجامعة الأزهر.