25 نيسان/إبريل - 01 أيار/مايو 2018
الأربعاء 2 أيار 2018 - 3:27 م 6895 1841 القراءة الأسبوعية |
قراءة أسبوعية في تطورات الأحداث والمواقف في مدينة القدس
تصدر عن إدارة الأبحاث والمعلومات
25 نيسان/إبريل - 01 أيار/مايو 2018
"باب الرحمة" في عين التهويد مجددًا
ودولٌ هامشية تحتذي بالولايات المتحدة لنقل سفاراتها إلى القدس
تتابع آلة الاحتلال التهويديّة عملها في تهويد القدس المحتلة، مستهدفةً السكان والمقدسات على حدٍ سواء، وخلال الأسبوع المنصرم شهد المسجد الأقصى استمرارًا للاقتحامات بشكلٍ شبه يومي، وهي تأتي بالتزامن مع استهداف مقبرة باب الرحمة، ومحاولة الاحتلال اقتطاع أجزاء منها، لمصلحة مشاريعه التهويديّة وعلى رأسها الاعتداء على الأقصى. وعلى الصعيد الديموغرافي تتصاعد قرارات الاحتلال القاضية بسحب هويات المقدسيين، وقد استهدفت خلال هذا الأسبوع نواب القدس ووزيرها السابق، بالإضافة لوالدة الشهيد بهاء عليان، ومع استمرار عمليات الهدم في قرى وبلدات القدس، كشفت الصحف العبرية عن مخطط لبناء حيّ استيطاني جديد في منطقة صور باهر. ومع اقتراب موعد نقل السفارة الأمريكية إلى القدس المحتلة، أعلنت كل من التشيك وباراغواي عن نقل سفاراتهم إلى القدس، وهو دليل على فشل الولايات المتحدة في جذب أيّ من الدول المحورية لصفها، ومتابعتها في اعترافها بالقدس عاصمة للاحتلال.
التهويد الديني والثقافي والعمراني:
تستمر أذرع الاحتلال التهويديّة اقتحامها للمسجد الأقصى المبارك، ففي 25/4 اقتحم 57 مستوطنًا و17 عنصرًا من مخابرات الاحتلال باحات المسجد الأقصى. وفي 26/4 اقتحم الأقصى أكثر من 100 مستوطن، من بينهم عدد من طلاب المعاهد التلمودية. وفي 29/4 اقتحم المسجد 62 مستوطنًا تابعًا "لسلطة الآثار الإسرائيلية". وفي 1/5 اقتحم أكثر من 70 مستوطنًا باحات الأقصى بحراسة مشددة من قوات الاحتلال.
وفي سياق آخر من التهويد، أعاد الاحتلال استهدافه لمقبرة باب الرحمة الملاصقة للمسجد الأقصى، ففي 29/4 قامت طواقم الاحتلال بنبش قبور في المقبرة، وفي 30/4 قامت طواقم "سلطة الطبيعة" الإسرائيلية بحماية قوات الاحتلال، باقتحام المقبرة وخلعت أشجارًا معمرة تحيط بها، ونفذت عمليات حفر داخل سور المقبرة الداخلي، وهي خطوات تمهد لاقتطاع أجزاء كبيرة من المقبرة، واستمرت اعتداءات الاحتلال في 1/5، مع استجلاب معدات وأجزاء من سورٍ حديدي إلى المكان. ويشير مراقبون إلى أن الاحتلال يحاول السيطرة على الواجهة الشرقية للمقبرة، التي تتمتع بأهمية دينية كبيرة، فهي تضم قبور صحابة وشهداء، بالإضافة لأهمية موقعها، حيث سيحاول الاحتلال الاستفادة من المساحة التي سيسيطر عليها، في إطار استهدافه للمسجد الأقصى المبارك.
التهويد الديمغرافي:
تتصاعد استفادة الاحتلال من قانون سحب هويات المقدسيين الذي أقرّ في شهر آذار/مارس الماضي، ففي 29/4 أعلن وزير داخلية الاحتلال أرييه درعي، عن سحب بطاقات الهوية من نواب القدس الثلاثة محمد أبو طير، ومحمد عطون، ومحمد طوطح، بالإضافة لوزيرها الأسبق "خالد أبو عرفة". وتأتي هذه الخطوة بعد سنوات من الإبعاد والاعتقال الذي طال هذه الشخصيات الرمزية والقيادية في مدينة القدس، وكان أدرعي قد أصدر قرارًا جديدًا يقضي بسحب إقامة والدة الشهيد بهاء عليان، وأتى القرار بعد سحب تصريح دخولها إلى مدينة القدس قبل عام كامل.
وعلى صعيدٍ آخر من التهويد، يستمر الاحتلال في التضييق على المقدسيين في منازلهم، حيث هدم المقدسي إياد رمضان مرآب سيارات خاصًا به في حي وادي حلوة ببلدة سلوان، ليتلافى دفع تكاليف الهدم من قبل الاحتلال التي قد تصل لـ60 ألف شيكل. وفي 1/5 أخلت قوات الاحتلال بناية سكنية في بلدة العيسوية تمهيدًا لهدمها، وهدمت آليات الاحتلال منشأة تجارية في المنطقة المجاورة لحاجز مخيم شعفاط، بالإضافة لهدم سور وتجريف موقفٍ للشاحنات تقدر مساحته بـ4 دونمات، يعود للمواطن أشرف إدريس، في بلدة قلنديا شمال القدس المحتلة.
وعلى صعيد البناء الاستيطاني، كشفت صحيفة "هآرتس" العبرية عن تحضيرات لإنشاء حيّ استيطاني جديد على أراضي صور باهر شرقي القدس المحتلة، وسيخصص الحيّ للجنود المسرّحين من الخدمة في جيش الاحتلال، ويخطط الاحتلال لبناء 180 وحدة استيطانية جديدة. وتقع الأرض التي صادرتها قوات الاحتلال في السبعينيات بجانب حي "قصر المندوب السامي" على أراضي بلدة صور باهر، وشرعت قوات الاحتلال باقتلاع عشرات أشجار الزيتون التي زرعها الفلسطينيون هناك.
وعلى صعدي مختلف، صادق "الكنيست" في 1/5 على "القانون الوطني" بالقراءة الأولى، ويهدف مشروع القانون لتعزيز "يهوديّة الدولة"، حيث ينص على أن اللغة العبرية هي لغة البلاد، ويسمح بإنشاء أحياء وبلدات مخصصة لليهود فقط، ويمنع أصحاب الديانات الأخرى من العيش في تلك الأحياء والبلدات.
قضايا:
ما زال قرار نقل السفارة الأمريكيّة إلى القدس المحتلة يلقي بظلاله على المدينة، خاصة مع اقتراب موعد افتتاحها، ففي 27/4 أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب بأنه "قد يتوجه إلى القدس لافتتاح السفارة الأميركية الجديدة هناك". وهو ما ينافي تصريحات سابقة بأنه لن يشارك في الافتتاح. وسيشكل الافتتاح، تصعيدًا جديدًا من قبل إدارة ترامب وتحديًا للشرعية الدولية التي لا تعترف للاحتلال بأي سلطة على القدس، وقد رُفض القرار الأمريكي بإجماع في الأمم المتحدة.
وفي سياق متصل، وعد الرئيس التشيكي ميلوش زيمان بقرب نقل سفارة بلاده في الدولة العبرية من "تل أبيب" إلى القدس المحتلة، وخلال الاحتفال بالذكرى السبعين لقيام دولة الاحتلال، أعلن زيمان بأنه سيتم افتتاح قنصلية فخرية في الشطر الغربي من القدس في أيار/مايو القادم، يليه افتتاح مركز ثقافي تشيكي، على أن تفتح السفارة التشيكية في مرحلة لاحقة. وفي 29/4 نقلت صحيفة "يسرائيل هيوم" العبرية، عن رئيس باراغواي هوراسيو كارتس قوله: "إن بلاده ستنقل سفارتها إلى مدينة القدس"، واتخذ كارتس هذه الخطوة على عجل، لكي ينفذها قبل انتهاء ولاية حكمه في حزيران/يونيو المقبل.
وبذلك يصبح عدد الدول التي أعلنت بأنها ستنقل سفاراتها إلى القدس المحتلة أربع دول، وهي "باراغواي والتشيك وغواتيمالا وهندوراس"، ومع أن هذه الدول لا تمتلك تأثيرًا كبيرًا، وليس لها دورٌ محوري، ولكنها تساهم في رفع سقف طموحات الاحتلال، بإقناع دولٍ أخرى لنقل سفاراتها. بالإضافة لكونه دليل فشل للولايات المتحدة، فلم تستطع أن تجذب أيًّا من الدول المحورية لصفها، ومتابعتها في اعترافها بالقدس عاصمة للاحتلال، عدا عن هذه الدول الهامشية.
وفي سياق الصلف الأمريكي المتزايد، كشفت مصادر صحفية، أن سفير الولايات المتحدة لدى الاحتلال ديفيد فريدمان يعمل لإقناع البيت الأبيض لتبني الاسم التوراتي للضفة الغربية والذي يستخدمه الاحتلال، وهو مصطلح "يهودا والسامرة"، على الأقل في تصريحات وبيانات البيت الأبيض الرسمية. وقد نجح فريدمان سابقًا في إزالة صفة "الأراضي المحتلة" عن الضفة الغربية وشرقي القدس وغزة في تقرير وزارة الخارجية الأمركية السنوي لحقوق الإنسان حول العالم.