06 - 12 حزيران/يونيو 2018
الأربعاء 13 حزيران 2018 - 1:18 م 7189 2002 القراءة الأسبوعية |
قراءة أسبوعية في تطورات الأحداث والمواقف في مدينة القدس
تصدر عن إدارة الأبحاث والمعلومات
06 - 12 حزيران/يونيو 2018
دولٌ عربية تنتقل من التطبيع السريّ إلى المشاركة في تهويد القدس
وإجراءات الاحتلال تفاقم معاناة تجار القدس في شهر رمضان
لا تتوقف اعتداءات الاحتلال على المسجد الأقصى والقدس المحتلة، تستهدف فيها المقدسات في الزمان والمكان، ففي الأيام الأخيرة من شهر رمضان، تستمر اقتحامات المسجد الأقصى، وفرض الإجراءات المشددة في القدس، في محاولة لتثبيت الأمر الواقع، بأن المتحكم بالمقدسات هو المحتل وجنوده. وعلى الرغم من هذه الإجراءات شارك عشرات الآلاف من المقدسيين في إحياء ليالي رمضان في الأقصى، في تأكيد دائم بأن مواجهة الاحتلال يبدأ بعمارة هذا المسجد بشكل دائم وغير منقطع. ولم تقف اعتداءات الاحتلال عند الأقصى فقط، فقد تعرض تجار القدس لحملة مضايقات كبيرة، تحاول عبرها سلطات الاحتلال تخريب أبرز مواسم العمل لديهم في رمضان، في محاولة لإفراغ هذا القطاع المهم من المدينة.
ومع ما يعمل عليه الاحتلال، تتكشف المعلومات عن ولوغ أطراف عربية في محاولات تسريب عقارات في القدس المحتلة إلى الجهات الاستيطانية، في صورة مقززة بأن التطبيع السري والعلني مع الاحتلال لم يكن كافيًا، حتى يتحول لتطبيع لخدمة سياقات تهويديّة خطرة، ويعمل المقدسيون على مواجهة هذه المخططات من خلال تشكل لجان عدة.
التهويد الديني والثقافي والعمراني:
تستمر أذرع الاحتلال في اعتداءاتها على المسجد الأقصى المبارك، على الرغم من حلول الأيام العشرة الأخيرة من شهر رمضان، ففي 6/6 اقتحم 128 مستوطنًا باحات المسجد الأقصى، وفي 7/6 اقتحم 87 مستوطنًا متطرفًا باحات الأقصى مرتدين اللباس التلمودي، بحماية عشرات من قوات الاحتلال الخاصة، وعددٍ من عناصر مخابرات الاحتلال، وخلال قيام المقتحمين بجولاتهم الاستفزازية، اندلعت مواجهات بين المصلين وقوات الاحتلال داخل باحات المسجد، حيث أطلقت قوات الاحتلال الرصاص المطاطي باتجاه المصلين، الذين ردوا على جنود الاحتلال بالأحذية والحجارة.
وعلى الرغم من محاولات الاحتلال كسر إرادة المقدسيين، عبر استمرار الاقتحامات وإجراءاته المشددة على أبواب الأقصى وفي البلدة القديمة، ومع نشر سلطات الاحتلال الآلاف من عناصر الشرطة والوحدات الخاصة في جميع مناطق القدس المحتلة، بلغ عدد المصلين والمعتكفين خلال ليلة الـ 27 من رمضان في 11/6، نحو 350 ألف مصلٍ من سكان القدس والأراضي الفلسطينية المحتلة عام 48 والضفة الغربية.
وفي سياق تهويديّ مختلف، تتابع طواقم "سلطة الطبيعة الإسرائيلية"، اعتداءاتها على مقبرة "باب الرحمة" الملاصقة لسور المسجد الأقصى، حيث تقوم بمتابعة تسييج أجزاء من المقبرة، تمهيدًا لتحويلها لحدائق توراتية تخدم أجندات الاحتلال الاستيطانية والتهويديّة.
التهويد الديمغرافي:
تعمل سلطات الاحتلال على حصار المقدسيين في مختلف تفاصيل حياتهم، ففي 6/10 صادرت بلدية الاحتلال معدات لمحال تجارية لمقدسيين في البلدة القديمة، وادعت بلدية الاحتلال بأن أصحاب المحال، خالفوا القانون ووضعوا تلك المعدات بدون أخذ تراخيص من بلدية الاحتلال. وتأتي هذه الخطوة في سياق حصار القطاع التجاري في المدينة المحتلة، خاصة خلال شهر رمضان، الذي ينعش الحركة التجارية في القدس المحتلة، حيث تعمل بلدية الاحتلال على استهداف باعة القدس بشكلٍ يومي، وتصادر معداتهم وبسطاتهم، وتحرر بحقهم مخالفات مالية كبيرة، بالإضافة لمنعها النساء الفلسطينيات من قرى القدس من بيع منتجاتهم وأعمالهم الحرفية في أزقة البلدة القديمة.
وفي سياق آخر، أجّلت محكمة الاحتلال "العليا" في 10/6، إصدار قرار بشأن الالتماس المقدّم لها من أهالي حي بطن الهوى في بلدة سلوان جنوب القدس المحتلة، وتسعى جمعية "عطيرت كوهنيم" الاستيطانية الاستيلاء على نحو 5 دونمات في المنطقة، وتُهدد أوامر الإخلاء 1200 فلسطيني من الحيّ.
قضايا:
لم تعد المشاركة في تهويد القدس المحتلة حكرًا على أذرع الاحتلال، فقد كشفت مصادر فلسطينية عن مخطط عربي تقف خلفه دول خليجية، يهدف لشراء عقارات عربية في البلدة القديمة، لتحول لاحقًا لمصلحة المخططات الاستيطانية حول المسجد الأقصى. وأعلنت "الاتحادات الإسلامية والمسيحية" في القدس، عن تشكيلها لجنة من الخبراء والباحثين من داخل المدينة المحتلة، لرصد أي محاولة مشبوهة لشراء عقارات عربية في البلدة القديمة، ويتمثل عمل اللجنة "بحصر وتوثيق دفتري لكل العقارات العربية في البلدة القديمة من القدس ومعرفة أصحابها وملاكها وتاريخ شراء العقار".
وبحسب مصادر اللجنة ستعمل على رصد محاولات سماسرة أجانب لشراء عقارات في المدينة، على أن تقوم اللجنة القانونية بالتحري عن المشتري ومعرفة توجهاته السياسية، وإذا "ما كان يعمل لدول خليجية بعينها تحاول أن تطمس الإرث الإسلامي في المدينة بما يصب في مصلحة الكيان الإسرائيلي".
وقد كشف الشيخ كمال الخطيب نائب رئيس الحركة الإسلامية في الداخل المحتل، عن استهداف رجل أعمال خليجي مقرّب من دوائر السلطة وصناعة القرار، للبيوت الملاصقة للمسجد الأقصى المبارك، عبر أحد رجال الأعمال من القدس المحتلة. وقد أبدى المقدسيون مناعة أمام العروض المغرية لشراء عقاراتهم، والتي وصلت إلى ملايين الدولارات.
التفاعل مع القدس:
مع التفاعل الدائم مع قضايا القدس والأقصى، تستمر المحاولات التطبيعية مع الاحتلال من الظهور بين الحين والآخر، فقد زار وفد ديني إندونيسي دولة الاحتلال، للمشاركة في مؤتمر في مؤتمر العلاقات اليهودية الأميركيّة المنعقد في القدس المحتلة، ويتشكل الوفد من عددٍ من الشخصيات الإندونيسية، يترأسه الشيخ يحيى خليل ثقوف. وأثارت الزيارة ردود فعل رافضة عربيًا وإسلاميًا، ومن الشارع الإندونيسي.
وعلى صعيدٍ آخر، ونتيجة الحملات التي قامت بها حركة مقاطعة إسرائيل BDS))، ألغت الأرجنتين المباراة الودية التي كان من المقرر أن تجريها مع الدولة العبرية في القدس المحتلة، وقد رحبت الحركة بالقرار الأرجنتيني وكتبت في تغريدة على حسابها في تويتر باللغة العربية "نرحب بخبر إلغاء مباراة كرة القدم الوديّة لمنتخب الأرجنتين، استجابةً للضغوطات التي أطلقها نشطاء لإلغاء المباراة التي تعمل على تبييض الجرائم الإسرائيلية".
وفي سياق آخر، شهد يوم الجمعة في 8/6، مشاركة ضخمة من الغزيين في مسيرة "مليونية القدس"، التي دعت إليها الهيئة العليا لمسيرة العودة الكبرى وكسر الحصار، وشهدت هذه المسيرة على غرار سابقاتها تغول من قبل الاحتلال، حيث أطلقت قوات الاحتلال الرصاص الحي وقنابل الغاز على المشاركين، ما أدى لاستشهد أربعة فلسطينيين من بينهم طفل، وإصابة 618 بجروح وحالات اختناق.
وفي فاعلية يوم القدس العالمي، شهدت إيران مظاهرات ومسيرات في 900 مدينة، حمل المشاركون فيها لافتات توكد على نصرتهم للقدس، وضرورة إزالة الاحتلال وتحرير فلسطين والقدس الشريف. وتظاهر آلاف الباكستانيين في العاصمة إسلام آباد، عقب صلاة الجمعة، نصرةً للقدس، وضدّ الاحتلال ومن خلفه الولايات المتحدة الأمريكية. وشارك آلاف الإندونيسيين في مسيرات حاشدة، دعمًا لمسيرة العودة ومدينة القدس المحتلة. بالإضافة للعديد من المظاهرات والاعتصامات في عددٍ من الدول الأوروبية، شاركت فيها الجاليات الفلسطينية والعربية ومتضامنون أجانب.