20- 26 حزيران/يونيو 2018
الأربعاء 27 حزيران 2018 - 2:54 م 6574 1775 القراءة الأسبوعية |
قراءة أسبوعية في تطورات الأحداث والمواقف في مدينة القدس
تصدر عن إدارة الأبحاث والمعلومات
20- 26 حزيران/يونيو 2018
تساؤلات عن دور مشبوه لمدير أوقاف القدس في الأقصى
والقدس مسرح لهدم عددٍ من منازل الفلسطينيين
تشكل الهجمة التهويديّة على القدس والأقصى خطًا ثابتًا وخططًا لا تنتهي، فخلال الأسبوع الماضي استمرت اقتحامات الأقصى شبه اليومية بحماية من شرطة الاحتلال، وعلى خطٍّ موازٍ حيث شهد أحد هذه الاقتحامات عرقلة لعمل حارسات الأقصى من قبل مدير أوقاف القدس عزام الخطيب كما أظهر تسجيل تم تداوله على شبكات التواصل الاجتماعي، وأثار التسجيل موجة رفضٍ واستنكار كبيرة. وعلى الصعيد الديموغرافي تابعت سلطات الاحتلال هدم منازل الفلسطينيين في القدس المحتلة، وإجبارهم على الهدم الذاتي تحت طائلة تحميلهم غرامات الهدم الكبيرة، في مقابل استمرار المشاريع الاستيطانية في القدس المحتلة. وعلى صعيد التفاعل أكدت لجنة التراث العالمي التابعة لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة "اليونسكو" بإجماع أعضائها قراراتها السابقة بإدراج القدس وأسوارها على لائحة التراث العالمي المهدد بالخطر.
التهويد الديني والثقافي والعمراني:
تستمرّ اقتحامات المسجد الأقصى بشكلٍ شبه يوميّ، ففي 20/6 اقتحم 67 مستوطنًا باحات الأقصى، وأدى المقتحمون صلوات تلموديّة في عدة مناطق من ساحات المسجد. وفي 24/6 اقتحم 73 مستوطنًا المسجد الأقصى، بحماية مشددة من قوات الاحتلال. وفي 25/6 استطاع حراس الأقصى إحباط محاولة عقد زواج تلمودي خلال اقتحام المستوطنين للمسجد. وفي 26/6 اقتحم أكثر من 70 مستوطنًا باحات الأقصى، من بينهم 30 طالبًا في معاهد الاحتلال التلمودية، بحراسة مشددة من قوات الاحتلال.
وفي سياق متصل باقتحامات الأقصى، تدول نشطاء على شبكات التواصل الاجتماعي في 21/6، مقطعًا مصورًا يظهر مدير عام أوقاف القدس وشؤون المسجد الأقصى عزام الخطيب، وهو يطرد حارسات الأقصى من مكان وجود المستوطنين، عقب محاولتهن التصدي لاقتحام عشرات المستوطنين لباحات المسجد. ويظهر التسجيل تجول عددٍ من المستوطنين بحرية تامّة في باحات المسجد بحماية قوات الاحتلال، بينما يقوم الخطيب بالصراخ على الحارسات طاردًا إياهنّ من المكان. وأظهر التسجيل رفض الحارسات طلب الخطيب، ما أثار غضب الأخير. وأصدرت دائرة الأوقاف بيانًا حول التسجيل، مبررةً ما قام به الخطيب بأنه في سياق "الحفاظ على سلامة موظفي وموظفات المسجد الأقصى"، واعتبرت ردات الفعل المستهجنة لما قام به الخطيب جزءًا من "التحريض الإعلامي"، وتبنيًّا لروايات "المتطرفين اليهود ومنشوراتهم". وأثارت تصرفات الخطيب تساؤلات كثيرة عن تغيّر في دور الأوقاف الإسلامية في القدس، ومن خلفها الأردن الوصيّ على المقدّسات الإسلاميّة والمسيحيّة.
وفي سياقٍ آخر، تتابع طواقم الاحتلال اعتداءاتها على مقبرة باب الرحمة، حيث تقوم بوضع جسورٍ حديدية لفصل جزءٍ من المقبرة، لإقامة حديقة تلمودية. ومع محاولة رئيس لجنة رعاية المقابر الإسلامية مصطفى أبو زهرة التصدي لطواقم الاحتلال، تعرض للتهديد بالاعتقال من قبل جنود الاحتلال.
التهويد الديمغرافي:
لا تتوقف آلة الاحتلال التهويديّة عن استهداف منازل الفلسطينيين ومنشآتهم، ففي 25/6 حاولت قوات الاحتلال السيطرة على عقارين في حي الشيخ جراح في القدس المحتلة، ولكن تصدي السكان لها أفشل هذه المحاولة. وتحاول عدة جمعيات استيطانية بدعمٍ من سلطات الاحتلال وضع يدها على أكثر من عقار في المنطقة، بزعم ملكيتها قبل عام 1948م.
وعلى صعيد هدم منازل الفلسطينيين، هدمت جرافات الاحتلال في 20/6، منزلًا في قرية قلنديا شمال القدس المحتلة بحجة البناء من دون ترخيص، على الرغم من حصول صاحب المنزل على قرارٍ يمنع الهدم من قبل محكمة الاحتلال العليا. وفي اليوم نفسه هدمت جرافات الاحتلال منزلًا في قلنديا شمالي القدس المحتلة، بحجة البناء من دون ترخيص. بالإضافة إلى هدم منزلٍ في بلدة أبو ديس في حي واد الجوز، ما أدى إلى تشريد أسرة مكونة من 9 أفراد. وفي 26/6 هدمت جرافات بلدية الاحتلال منزلًا في حي بيت حنينا شمال القدس المحتلة، ومنعت قوات الاحتلال السكان من الاقتراب من محيط عملية الهدم. وفي اليوم نفسه هدمت آليات بلدية الاحتلال مبنًى سكنيًا مكونًا من ثلاث طبقات في قرية العيسويّة شمال شرق القدس المحتلة. وفي حي "دير العمود" في قرية صور باهر، أجبر مقدسيّ على هدم منزله، إضافةً إلى هدم عائلة الشوبكي منزلين قيد الإنشاء في سلوان، تفاديًا لدفع غرامات مالية وتكاليف أجرة الهدم لطواقم بلدية الاحتلال، التي تتجاوز 90 ألف شيكل.
وفي سياق البناء الاستيطاني، كشفت مصادر عبرية أن إدارة الرئيس الأميركي ترمب أعطت مجددًا الضوء الأخضر للبناء الاستيطاني في الأراضي المحتلة، حيث نشرت "وزارة الإسكان والبناء" الإسرائيليّة مناقصة لبناء 459 وحدة استيطانية في مستوطنة "معاليه أدوميم"، وأشارت أسبوعية "يروشاليم" العبرية إلى أهمية وخطورة هذا القرار، فقد اتصل رئيس حكومة الاحتلال نتنياهو برئيس بلدية "معاليه أدوميم" وأبلغه شخصيًا بالموافقة على بناء هذه الوحدات الاستيطانية.
التفاعل مع القدس:
اعتمدت لجنة التراث العالمي التابعة لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة "اليونسكو" في 26/6، خلال اجتماعها الـ42 في العاصمة البحرانية المنامة، قرارين مهمين حول مدينتي القدس والخليل بإجماع أعضاء لجنة التراث العالـمي الـ21، ومن دون الحاجة إلى التصويت.
وينص القرار الأول المتعلق بحالة الحفاظ على بلدة القدس القديمة وأسوارها، حيث يطالب القرار سلطات الاحتلال بالكفّ عن الانتهاكات التي من شأنها تغيير الطابع المميز للمدينة، وأكدت قرارها القديم بإدراج القدس وأسوارها على لائحة التراث العالمي المهدد بالخطر. وحاولت سلطات الاحتلال إسقاط القرارين، ولكنها عجزت عن ذلك.