04 - 10 تموز/يوليو 2018
الأربعاء 11 تموز 2018 - 2:55 م 7003 1852 القراءة الأسبوعية |
قراءة أسبوعية في تطورات الأحداث والمواقف في مدينة القدس
تصدر عن إدارة الأبحاث والمعلومات
04 - 10 تموز/يوليو 2018
القدس بين اقتحامات أعضاء "الكنيست" للأقصى
وعواصف الاستيطان من خان الأحمر حتى أسوار البلدة القديمة
لا تتوقّف هجمة الاحتلال التهويديّة على القدس المحتلة وما تحويه من مقدسات، فمع استمرار الاقتحامات شبه اليومية للأقصى، تعود الاقتحامات السياسية حيث شهد المسجد اقتحام عددٍ من أعضاء "الكنيست"، منشدين في ختام إحدى هذه الاقتحامات "النشيد الوطني" لدولة الاحتلال، وهي إشارة بالغة الخطورة للمدى الذي وصل إليه الاحتلال في تحكّمه بالمسجد الأقصى. وفي سياق هذه الهجمة التهويديّة، تستمر أذرع الاحتلال في استهداف تجمع خان الأحمر، ومع إصدار محاكم الاحتلال قرارات لتأجيل ترحيل السكان، يعمل الاحتلال على استكمال بناء بركسات لسكان الخان قرب أبو ديس، ما يؤكد أن تأجيل قرار الترحيل مرحليّ لا أكثر. بالإضافة إلى هذه الخطط الاستيطانية المختلفة، يعمل "الكنيسيت" على تشريعات قانونية تسمح بتجاوز قرارات محاكم الاحتلال بمنع هدم منازل منفذي العمليات الفردية، وقانون آخر يدعم البناء الاستيطاني حول البلدة القديمة في القدس المحتلة.
التهويد الديني والثقافي والعمراني:
شكل قرار رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، السماح لأعضاء "الكنيست" اقتحام الأقصى استهدافًا متجددًا للمسجد، وتأتي هذه الخطوة في سياق رفع استهداف الأقصى وتعزيز وجود المستوطنين في جنباته. ففي 8/7 اقتحمت عضو "الكنيست" شران هسكل المسجد الأقصى مع مجموعة من المستوطنين، وكذلك وزير الزراعة في حكومة الاحتلال أوري أريئل على رأس مجموعة من المستوطنين بلباسهم التلمودي التقليدي، حيث نفذوا جولات استفزازية في ساحات الأقصى، وبعد انتهاء الاقتحام قال أريئل "إننا نأمل ونصلي أن يكون يوم التاسع من آب (بحسب التقويم العبري، يصادف ما يسمّى ذكرى خراب المعبد) يوم فرحٍ لنا، وأضاف "أن يوم الفرح هذا يتحقق حينما يُبنى المعبد".
وفي 9/7 اقتحم 71 مستوطنًا المسجد الأقصى، يرافقهم ثلاث أعضاء من "كنيست" الاحتلال، وهم أمير أوحانا (ليكود)، ويهودا جليك (ليكود)، وشولي معلم (البيت اليهودي)، وبعد انتهاء الاقتحام وخروجهم من المسجد، أنشدوا "النشيد الوطني" للاحتلال، في إشارة لتحقيق انتصار كبير بعد عودتهم لاقتحام الأقصى.
وفي سياق الاقتحامات أعلن مركز دراسات وادي حلوة بأن 1463 مستوطنًا يهوديًا اقتحموا المسجد الأقصى خلال شهر حزيران/يونيو الماضي.
التّهويد الديمغرافي:
تتابع أذرع الاحتلال هدم منازل ومنشآت الفلسطينيين في القدس، ففي 5/7 هدمت جرافات الاحتلال ثلاثة مشاتل زراعية ومحلًا تجاريًا في بلدة حزما شمال شرق القدس المحتلة. وخلال شهر حزيران/ يونيو الماضي، هدمت جرافات الاحتلال 15 منشأة في القدس، بالإضافة إلى إجبار ثلاثة مقدسيين على هدم منازلهم، بعد تهديدهم بفرض غرامات ضخمة، في حال قيام بلدية الاحتلال بعملية الهدم.
وفي سياق متصل بالهدم، كشفت وسائل إعلام عبرية بأن المدعي العام في دولة الاحتلال أفيحاي مندلبليت، يعمل على مشروع قانون يتعلق بهدم منازل منفذي العمليات الفردية، ويستهدف القانون قرارات محكمة الاحتلال العليا، لتسهيل تجاوزها وإقرار هدم المنازل. وبحسب جهات عبرية، يأتي القانون بطلب من الوزير في حكومة الاحتلال أفيغدور ليبرمان، الذي يرى أن هدم منازل منفذي العمليات هو أهم رادع لهذه العمليات.
وفي سياق القرارات الاستيطانية، صادقت "لجنة الداخلية وجودة البيئة" التابعة "للكنيست" بالقراءة الأولى، على مشروع قانون يسهل إقامة مبان استيطانية في "الحدائق الوطنية" جنوب المسجد الأقصى، ويستهدف القانون منطقة وادي حلوة ببلدة "سلوان" جنوب المسجد الأقصى، وهي جزء من "الحدائق الوطنية" التي يقيمها الاحتلال حول أسوار البلدة القديمة. ويقف خلف القانون عددٌ من أذرع الاحتلال التهويديّة، على رأسها جمعية "إلعاد" الاستيطانية، ويصب القانون في رفع الوجود الاستيطاني القريب من الأقصى، ورفع أعداد المستوطنين في الشطر الشرقي من المدينة المحتلة.
وفي سياق الهجمة الديموغرافية التي تتعرض لها التجمعات البدوية في القدس، قامت جرافات تابعة لجيش الاحتلال في 4/7 بهدم مساكن وبركسات لتربية الماشية في تجمع أبو نوار البدوي، ويأتي استهداف التجمع في سياق الاستيلاء على 12 ألف دونم ضمن المشروع الاستيطاني E1.
وفي اليوم نفسه هاجمت قوات الاحتلال اعتصامًا تضامنيًا في تجمع الخان الأحمر لمنع ترحيل سكان الخان، وأدى الهجوم لإصابة 35 فلسطينيًا بجروح متفاوتة، واعتقال 8 فلسطينيين من بينهم فتاة تعرضت لاعتداء جسدي عنيف جدًا. وفي سياق قرارات الهدم الإسرائيلية، أصدرت محكمة الاحتلال العليا قرارًا في 9/7، يؤجل ترحيل سكان الخان أسبوعًا واحدًا، ومن ثم أصدرت قرارًا آخر يؤجل الترحيل إلى 16/7. ومع هذه التأجيلات المكررة، تتابع أذرع الاحتلال استعداداتها لطرد السكان، حيث تابعت عملية نصب "كرافانات" سكنية شرق أبو ديس، وأعلنتها "منطقة عسكرية مغلقة"، ويرى متابعون أن الاحتلال سيعمل على ترحيل عددٍ من التجمعات البدوية الأخرى.
قضايا:
أفرجت سلطات الاحتلال عن الشيخ رائد صلاح بعد سجنه انفراديًا لمدة عام، واشترطت سلطات الاحتلال شروطًا قاسية للإفراج عن الشيخ، حيث ستفرض عليه الإقامة الجبرية في بلدة كفر كنا، وليس في مسقط رأسه في بلدة أم الفحم، وسيوضع الشيخ في قيد إلكتروني، يمنع عنه الزيارات إلا لأقاربه من الدرجة الأولى، مع قطع كل أنواع الاتصال والتواصل، ومنع الزيارات والتواصل مع الجمهور. ويأتي استهداف الشيخ صلاح في سياق استهداف مكونات الدفاع عن المسجد الأقصى، خاصة بعد حظر المرابطين والمرابطات ومن ثم حظر الحركة الإسلامية الجناح الشمالي التي كان يرأسها الشيخ صلاح.
التفاعل مع القدس:
استنكر وزير الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية بالحكومة الأردنية عبد الناصر أبو البصل تصعيد سلطات الاحتلال بسماحها لعتاة المتطرفين وأعضاء "الكنيست" والوزراء بتدنيس المسجد الأقصى المبارك وانتهاك حرمته، واقتحامه بحماية قوات الاحتلال وشرطتها وقواتها الخاصة. وأكد الوزير أنّ الأقصى المبارك هو ملك للمسلمين وحدهم بقرار رباني أكده نص قرآني يُتلى إلى يوم الدين، وأن المسجد الأقصى هو ما دار عليه السور المعروف وهو الأرض البالغة مساحتها (144) دونمًا وما عليها من أبنية وساحات ومصاطب وهواء فوق الأرض وتحت الأرض. وطالب الوزير الدول الإسلامية والعربية دعمَ الأردن والوقوف معه في مجابهته للانتهاكات التي تقوم بها الاحتلال، داعيًا منظمات الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي وكل المحبين للسلام للضغط على الاحتلال للكفّ عن انتهاك حرمة هذا المسجد الإسلامي الخالد.