18- 24 تموز/يوليو 2018
الأربعاء 25 تموز 2018 - 3:17 م 6888 872 القراءة الأسبوعية |
قراءة أسبوعية في تطورات الأحداث والمواقف في مدينة القدس
تصدر عن إدارة الأبحاث والمعلومات
18- 24 تموز/يوليو 2018
الاحتلال يرفع من استهداف الأقصى عبر الاقتحامات والصلوات التلمودية
وسقوط جزء من سور الأقصى يفتح الباب أمام مزيدٍ من التهويد
تتصاعد الأخطار المحدقة بالقدس والأقصى، وتعمل أذرع الاحتلال على رفع حجم استهداف المسجد الأقصى والمنطقة المحيطة به، حيث شهد المسجد خلال هذا الأسبوع موجة اقتحامات كبيرة، خلال احتفال المستوطنين بذكرى "خراب المعبد"، ولم يقف تدنيس المستوطنين عند الاقتحام فقط، فقد قام المستوطنون بأداء طقوس تلمودية في باحات المسجد، واقتحم العشرات منهم مقبرة باب الرحمة وأدّوا صلوات تلمودية مقابل باب الرحمة المغلق. وبالتزامن مع هذه الاعتداءات المتتالية، سقط أحد حجارة الأقصى نتيجة الإهمال ومنع العمارة والتدعيم، والحفريات التي تقوم بها أذرع الاحتلال أسفل المسجد. في الوقت الذي تحاول سلطات الاحتلال فيه إخفاء أيّ آثار عربية وإسلامية، في سياق تهويد الرواية والتاريخ في القدس المحتلة. أما على الصعيد السكاني تستمر معاناة الفلسطيني بهدم منازلهم، حيث هدمت سلطات الاحتلال منذ بداية العام الجاري 63 منزلًا ومنشأةً فلسطينية.
التهويد الديني والثقافي والعمراني:
تشهد القدس المحتلة موجة تهويد متزايدة، حيث يعمل الاحتلال على إدخال أكبر أعداد ممكنة من المستوطنين، ففي 18/7 اقتحم أكثر من 150 مستوطنًا باحات المسجد الأقصى، ومنعت قوات الاحتلال حراس الأقصى من الاقتراب من المقتحمين مسافة تقل عن 200 متر. وفي 22/7 وبالتزامن مع ذكرى "خراب المعبد"، اقتحم 1336 مستوطنًا المسجد الأقصى، وقد سبق الاقتحام دعوة "منظمات المبعد" أنصارها لتكثيف الاقتحامات، وخلال الاقتحام أدى عددٌ من المستوطنين طقوسًا تلمودية في منطقة "باب الرحمة" وأماكن أخرى من المسجد.
وفي سياق متصل بذكرى "خراب المعبد"، قامت مجموعات من المستوطنين في 21/7 باقتحام مقبرة باب الرحمة، وأدّوا صلوات تلمودية قبالة باب الرحمة المغلق والمطلّ على المقبرة، وتصدى للاقتحام شبان فلسطينيون، يعملون على حملة تنظيف للمقبرة. ويشير الاستهداف لمحاولة الاحتلال فرض واقع جديد على هذا الجزء من المسجد، في محاولة لتحويله إلى "حائط مبكى" آخر.
وفي سياق آخر من استهداف الأقصى، تناقلت وسائل الإعلام تسجيلًا يظهر سقوط أحد حجارة سور الأقصى من الجهة الجنوبية الغربية، في الجهة التي شهدت هدم الخانقاة الفخرية عام 1969، وإزالة تلة المغاربة عام 2007. ومع عدم الكشف عن أسباب الانهيار، تنشط أسفل هذه المنطقة من الأقصى حفريات تقوم عليها جمعية "إلعاد" الاستيطانية، وتمتد هذه الحفريات إلى مثيلاتها أسفل سور الأقصى الغربي. وسارعت أذرع الاحتلال إلى مكان الانهيار، وكان في مقدمتهم رئيس بلدية الاحتلال في القدس نير بركات، وطالبت عددٌ من المؤسسات اليهوديّة أن يكون ترميم هذه المنطقة حصريًا لمؤسسات تهويديّة.
وفي سياق آخر من التهويد، تتابع سلطات الاحتلال تزويرها لتاريخ المدينة المحتلة، حيث تعمل سلطات الاحتلال على إخفاء أي اكتشافات أثرية عربية وإسلامية في البلدة القديمة، وتعمل على إخفائها وعدم الكشف عنها، وتعود أغلب المكتشفات إلى الفترة الأموية ومن ثم العباسية، وتتضمن المكتشفات مسكوكات برونزية وأواني فخارية. وتعمل أذرع الاحتلال على إخفائها لطمس تاريخ وهوية المدينة، بالإضافة إلى عدم إيجاد أي أثر حقيقي يؤكد روايتهم اليهوديّة المزعومة.
التهويد الديمغرافي:
لا تتوقف سلطات الاحتلال عن استهداف منازل المقدسيين، ففي 18/7 قامت جرافات بلدية الاحتلال بهدم منزل في جبل الزيتون المُطل على القدس القديمة، بحجة البناء من دون ترخيص. وأجبرت أيضًا مواطنًا في حي الثوري على هدم منزله بحجة البناء غير المرخص، وليتفادى الغرامات الباهظة التي تفرضها سلطان الاحتلال في حال قامت هي بعملية الهدم.
وفي سياق الهدم أعلن مركز القدس للمساعدة القانونية وحقوق الإنسان أنّ سلطات الاحتلال قامت بهدم 63 منشأة ومنزلًا فلسطينيًا في القدس المحتلة خلال النصف الأول من العام الجاري 2018، وقد أدت هذه العمليات إلى تهجير 51 فلسطينيًا من بينهم 21 طفلًا دون الـ 18 عامًا.
التفاعل مع القدس:
شهدت العاصمة الموريتانية فعاليات ملتقى إفريقي نصرة للقدس، والملتقى من تنظيم "الرباط الوطني لنصرة الشعب الفلسطيني"، وشارك فيه وفود من 17 دولة أفريقية، بالإضافة إلى عدد من قادة المقاومة الفلسطينيّة والأسرى الفلسطينيين المحرّرين. وشهد المؤتمر عددًا من الجلسات ناقشت الدعم الأفريقي للقضية الفلسطينية، وسبل التصدي للتغلغل الإسرائيلي في القارة السمراء. وأجمع المتدخلون في حفل على ضرورة تضافر الجهود من أجل تعبئة الرأي العام الأفريقي، للتصدي للتغلغل الإسرائيلي في إفريقيا، ومنع أي محاولة إسرائيلية تهدف لإيجاد قدم لدولة الاحتلال في القارة السمراء.
وخلال اجتماع اتحاد البرلمانات العربية في القاهرة، الذي ناقش "تداعيات قضية القدس في ضوء الممارسات الإسرائيلية والمستجدّات الأخيرة في الشأن الفلسطيني"، شدد رئيس مجلس الأمة الكويتي مرزوق الغانم على أهمية التمسك بزوال الاحتلال الإسرائيلي للأراضي العربية. ودان البيان الصادر عن الاجتماع الممارسات الإسرائيلية ضد الشعب الفلسطيني من هدم واعتقالات، واستنكر البيان سياسة الاعتداء على الأراضي الفلسطينية من قبل الإسرائيليين، وعمليات التهجير القسري التي تضرب عرض الحائط بالاتفاقيات والقوانين الدولية في إطار سياسة توسعية ممنهجة. وأكد رفض قرار الإدارة الأميركية اعتبار القدس عاصمة لـ"إسرائيل" ونقل سفارتها من "تل أبيب" إليها.