12 – 18 أيلول/ سبتمبر 2018
الأربعاء 19 أيلول 2018 - 3:45 م 6344 833 القراءة الأسبوعية |
قراءة أسبوعية في تطورات الأحداث والمواقف في مدينة القدس
تصدر عن إدارة الأبحاث والمعلومات
12 – 18 أيلول/ سبتمبر 2018
قوات الاحتلال تعتدي على مكونات الأقصى
والانتفاضة تخترق قيود الاحتلال وإجراءاته
لا تتوقف اعتداءات الاحتلال بحق المقدسيين والقدس، ومع حلول "عيد الغفران" اليهودي، اعتدت قوات الاحتلال على المصلين وحراس الأقصى، في أثناء تأمين الحماية لنحو 300 مستوطن، حيث أدى بعضهم صلوات تلمودية في منطقة باب الرحمة. وخلال الأسبوع المنصرم، اخترقت انتفاضة القدس جميع إجراءات الاحتلال، واستطاع فلسطينيان تنفيذ عمليّتين، أسفرت إحداها عن مقتل ضابط احتياط في جيش الاحتلال، في تأكيد متجدد أن الانتفاضة عصية على الإيقاف.
التهويد الديني والثقافي والعمراني:
تستمر اقتحامات الأقصى بشكلٍ شبه يومي، ففي 13/9 اقتحم 123 مستوطنًا باحات المسجد، من بينهم 25 من جنود الاحتلال باللباس المدني. وفي 16/9 اقتحم 185 مستوطنًا الأقصى، بحماية مشددة من قوات الاحتلال، من بينهم 28 طالبًا يهوديًا وعنصرين من سلطة الآثار الإسرائيلية، وتلقى المقتحمون شروحات حول "المعبد". وفي 17/9 أدت مجموعة من المستوطنين طقوسًا تلمودية في منطقة باب الرحمة داخل الأقصى. ومع حلول "عيد الغفران" التلمودي، تتصاعد الاعتداءات بحق الأقصى والمصلين، حيث دعت "منظمات المعبد" أنصارها إلى تكثيف اقتحام الأقصى، ففي 18/9 اعتدت قوات الاحتلال على حراس الأقصى والمصلين، خلال تصديهم لاقتحامات المستوطنين، وأصيب أربعة من موظفي الأوقاف، واعتقلت سلطات الاحتلال خمسة من المصلين والعاملين في المسجد، وشهد الأقصى في هذا اليوم اقتحام أكثر من 300 مستوطن.
وفي سياق مواجهة اعتداءات الاحتلال في المنطقة الشرقية، دعا ناشطون في المدينة المحتلة إلى تكثيف الوجود في الأقصى خلال الفترة الصباحية، وتفاعل النشطاء مع هذه الدعوات ونشروا صورًا لهم في الأقصى خلال مشاركتهم وتفاعلهم مع الحملة.
التهويد الديمغرافي:
تستمر سلطات الاحتلال بمحاولات هدم تجمع الخان الأحمر، ففي 14/9 اعتدت قوات الاحتلال على المعتصمين في الخان، إثر تصديهم لجرافات الاحتلال. ويواصل العشرات من الفلسطينيين والمتضامنين الأجانب، اعتصامهم المفتوح في الخان الأحمر.
قضايا:
تثبت انتفاضة القدس قدرتها على التجدد الدائم رغم معيقات الاحتلال، ففي 16/9 استطاع الشاب خليل الجبارين (17 عامًا) من الخليل، تنفيذ عملية طعن قرب التجمع الاستيطاني "غوش عتصيون"، وأسفرت العملية عن قتل ضابط احتياط في جيش الاحتلال، وإصابة الشاب بجروح متفاوتة.
وفي 18/9 قتلت قوات الاحتلال الشاب يوسف عليان (26 عامًا)، في حي المصرارة في القدس المحتلة، واحتجزت قوات الاحتلال جثمان الشهيد بعد منع طواقم الهلال الأحمر الفلسطيني من الوصول إليه وتقديم الإسعافات اللازمة، وفرضت قوات الاحتلال طوقًا أمنيًا في محيط المنطقة.
وتثبت هذه العمليات تفاعل الفلسطينيين مع الأحداث في المسجد الأقصى، وقدرتهم على تجاوز جميع إجراءات وقيود الاحتلال.
التفاعل مع القدس:
في العاصمة اللبنانية بيروت في 18/9، أصدرت مؤسسة القدس الدولية تقريرها السنوي "عين على الأقصى" الثاني عشر، بحضور شخصيات دبلوماسية وسياسية ودينية وفكرية وإعلامية وممثلين عن القوى والأحزاب الفلسطينية واللبنانية. ويرصد التقرير تطورات الاعتداءات الإسرائيلية على المسجد والمواقف وردود الفعل المختلفة ضمن الفترة الممتدة من 1/8/2017 إلى 1/8/2018، وبحسب التقرير بلغ عدد الذين اقتحموا الأقصى نحو 33198 مقتحمًا، من المستوطنين وعناصر الاحتلال الأمنية والطلاب اليهود بارتفاع 40.3% عن التقرير الماضي، واعتمدت "منظمات المعبد" تكتيكًا يقوم على زيادة الاقتحامات عامًا بعد عام حتى تقدَّم هذه الزيادة كانعكاس لمطالبات شعبيّة يمكن معها إلزام حكومة الاحتلال بالاستجابة لمطالب أخرى وتحويل الوجود اليهودي في الأقصى من مؤقت إلى دائم". وأكد التقرير أن الحفريات والمشاريع التهويدية التي تهدد الأقصى فوق أرضه، وأسفل منه، وفي محيطه لم تتوقف، بل تطورت في التبني الرسمي الإسرائيلي لها عبر تخصيص وزيرة الثقافة نحو 17 مليون دولار لخطة حفريات في محيط الأقصى. وتحوّلَ عدد من هذه الحفريات إلى كُنسٍ يهودية، وقاعات لتنظيم المناسبات الدينية والاجتماعية اليهودية، ومزارات للسيّاح يتلقون فيها شروحاتٍ محرّفة لتاريخ يهوديّ مختلق في المكان. وقد ظهرت تداعيات الحفريات الخطيرة على بنيان الأقصى بعد سقوط حجر من سوره الغربيّ في تموز/يوليو 2018 جرّاء الحفريات التي يجريها الاحتلال أسفل المتحف الإسلامي الواقع في الزاوية الجنوبية الغربية للأقصى.