03 - 09 تشرين الأول/ أكتوبر 2018
الأربعاء 10 تشرين الأول 2018 - 3:35 م 6742 1703 القراءة الأسبوعية |
قراءة أسبوعية في تطورات الأحداث والمواقف في مدينة القدس
تصدر عن إدارة الأبحاث والمعلومات
03 - 09 تشرين الأول/ أكتوبر 2018
تسريب ذوي القربى لعقارات القدس جريمة متكرّرة
وأخطار تتصاعد بحقّ الأقصى والمقدسيين
يمضي الاحتلال في تهويد القدس المحتلة، فمن الاقتحامات شبه اليوميّة للمسجد الأقصى، واستمرار تدنيس المستوطنين للأقصى خلالها إلى هدم منازل ومنشآت الفلسطينيين، واستيلاء المستوطنين على عقارات المقدسيين بالقوة، لتكوين بؤر استيطانية جديدة قرب المسجد الأقصى. ويأتي تسريب عقارات جديدة في البلدة القديمة، ليرفع حدة الأخطار المحدقة بالأقصى، وبأنّ العقارات المسربة أو التي يتم الاستيلاء عليها، ستكون جزءًا من مشاريع وخطط تهويدية لا تقل خطورة عن اقتحام الأقصى، ومحاولات فرض الوجود اليهودي فيه. ورصدت القراءة خلال هذا الأسبوع مخططات لبلدية الاحتلال تستهدف وكالة الأونروا في المدينة المحتلة، في إطار تصفية قضية اللاجئين في المدينة التي أُعلنت عاصمة مزعومة للاحتلال بقرار صدر في واشنطن وتطبق مفاعله "تل أبيب".
التهويد الديني والثقافي والعمراني:
تتابع أذرع الاحتلال اقتحام المسجد الأقصى بشكلٍ شبه يومي، ففي 4/10 اقتحم 64 مستوطنًا باحات المسجد الأقصى، وتلقى المقتحمون شروحات حول "المعبد". وفي 7/10 اقتحم المسجد 76 مستوطنًا و30 طالبًا يهوديًا، نفذوا جولات استفزازية خلال الاقتحام. وفي 8/10 اقتحم الأقصى 52 مستوطنًا بحماية مشددة من قوات الاحتلال. وفي سياق متصل بالاقتحامات كشف تقرير أعده مركز القدس لدراسات الشأن الإسرائيلي والفلسطيني، أن عدد المستوطنين الذين اقتحموا الأقصى خلال شهر أيلول/سبتمبر الماضي، بلغ 5200 مستوطن وجندي إسرائيلي وطالب، وهو ما يشكل ضعف عدد المقتحمين في آب/أغسطس البالغ 2841 مقتحمًا. وتؤكد هذه الأرقام حجم الاستهداف الذي يتعرض له المسجد في هذه المرحلة.
وفي إطار ممارسات الاحتلال بحق المصلين في الأقصى، سلّط تقرير للمرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان الضوء على ممارسات الاحتلال خلال شهر أيلول/سبتمبر الماضي، التي شملت الاعتقال والاحتجاز والتفتيش التعسفي وغيرها، وأوضح التقرير أنّ انتهاكات الاحتلال تضاعفت خلال الشهر الماضي تزامنًا مع الاحتفال بالأعياد اليهودية، حيث يستنفر جنود الاحتلال في الأقصى ومحيطه.
التّهويد الديمغرافي:
يشكل هدم منازل الفلسطينيين في القدس واحدًا من أبرز اعتداءات الاحتلال بحق سكان المدينة المحتلة، ففي 3/10 هدمت جرافات الاحتلال منشأة تجارية في بلدة حزما شمال شرق القدس المحتلة بحجة "عدم الترخيص"، وتأتي هذه العملية في سياق حملة تطال البلدة، خلال الأشهر الماضية. وفي 8/10 أجبرت سلطات الاحتلال عائلة كوازبة على هدم منزلهم تفاديًا للغرامات الباهظة، ويقع المنزل في حي بيت حنينا شمال القدس المحتلة. وبلغ عدد المنازل والمنشآت التي هدمتها سلطات الاحتلال خلال شهر أيلول/سبتمبر نحو 14 عملية هدم، لمنازل ومنشآت في مجمل مناطق الضفة الغربية والقدس المحتلتين، وسط استمرار محاولات الاحتلال هدم تجمع خان الأحمر البدوي.
وعلى صعيد آخر، سيطرت مجموعات من المستوطنين بحراسة مشددة من قوات الاحتلال في 3/10، على عقار فلسطيني في سلوان، في منطقة قريبة جدًا من المسجد الأقصى، ويتضمن العقار منزلين يبلغ كل منهما 120 مترًا مربعًا، بالإضافة إلى قطعة أرض كبيرة حيث اقتحم المستوطنون العقار وأخرجوا منه النساء والأطفال وشرعوا بالاستيطان فيه.
قضايا:
أثار استيلاء مستوطنين على عقارات في سلوان علامات استفهام حول إمكانية تسريب هذه العقارات للاحتلال، وهو ما جرى في 4/10 مع استيلاء مستوطنين على عقار فلسطيني تاريخي في عقبة درويش في البلدة القديمة، على بعد 100 متر من المسجد الأقصى. وكشفت المعلومات أن أصحاب العقار من عائلة جودة المقدسية، باعوا العقار قبل عام لرجل أعمال فلسطيني من عائلة العطاري، وهو مستثمر ينشط في شراء العقارات في البلدة القديمة. وأثار إصرار العائلة على بيع العقار علامات استفهام كثيرة، حيث قاموا ببيعه سابقًا لرجل أعمال مقرب من القيادي محمد دحلان، فيما تذكر مصادر في السلطة الفلسطينية، بأن العقار وقف ولا يمكن بيعه. وأثار التسريب موجة غضب في القدس المحتلة، ففي 9/10 حذرت القوى الوطنية والإسلامية من تسريب الأراضي والبيوت، وطالبت بمحاسبة المسؤولين عن هذا التسريب، ورفع الغطاء عنهم، والضرب بيد من حديد لوقف هذه العمليات.
وفي متابعة لقرار الإدارة الأمريكية تجفيف التمويل عن وكالة الأونروا، أصدرت بلدية الاحتلال في القدس في 4/10 بيانًا حول عمل الأونروا في القدس المحتلة، وبأنّ لدى رئيس بلدية الاحتلال نير بركات مخططًا لتصفية عمل الوكالة، حيث شكل بركات لجنة من الخبراء والمختصين لـ "طرد وتصفية الأونروا من القدس، وإيقاف عملها".
وتستهدف خطة بركات إغلاق المدارس التابعة للأونروا، وهي 7 مدارس تضم 1800 طالب وطالبة، على أن تقوم بلدية الاحتلال باستيعاب الطلاب في مدارس تابعة لها. بالإضافة إلى إغلاق العيادات الطبية التابعة للأونروا، وإقامة مجمع طبي تابع للاحتلال قرب مخيم شعفاط بديلًا عن هذه العيادات، وصولًا إلى تحويل جميع مراكز ومؤسسات الأونروا إلى إدارة "لجنة الرفاه والتشغيل" في بلدية الاحتلال، ونقل ملكيتها إلى بلدية الاحتلال.
وبدأت اعتداءات الاحتلال على مؤسسات الأونروا في 9/10، حيث اقتحم مسؤول في بلدية الاحتلال، يرافقه جنديان من قوات الاحتلال، العيادة الصحية التابعة للأونروا في الزاوية الهندية داخل سور القدس التاريخي من جهة باب الساهرة، وطلب رؤية رخصة إدارة المركز والصيدلية المرفقة. ورأى مراقبون في هذا الاعتداء مقدًمة لبدء فرض الحصار على الأونروا ومؤسساتها، استفادة من قرار ترمب بقطع المساعدات عنها، وإنهاء قضية اللاجئين في القدس، بعد الإعلان عن القدس عاصمة لدولة الاحتلال.