24 - 30 تشرين الأول/أكتوبر 2018
الأربعاء 31 تشرين الأول 2018 - 12:38 م 6498 1541 القراءة الأسبوعية |
قراءة أسبوعية في تطورات الأحداث والمواقف في مدينة القدس
تصدر عن إدارة الأبحاث والمعلومات
24 - 30 تشرين الأول/أكتوبر 2018
دَويّ تسريب العقارات قرب الأقصى يهز القدس
والاحتلال يقضم المدينة بالمشاريع الاستيطانية الضخمة
تتابع سلطات الاحتلال حملتها المسعورة لتهويد القدس المحتلة، فمن الاقتحامات شبه اليومية للأقصى، ومنع ترميم أي أجزاء من المسجد، والاعتداءات بحق المسيحيين في القدس، إلى المشاريع الاستيطانية الضخمة في قلب البلدة القديمة من القدس المحتلة والمستوطنات التي تحيط بها، وترصد القراءة خلال هذا الأسبوع عدد العقارات المقدسية التي استولت عليها سلطات الاحتلال خلال شهر تشرين أول/ أكتوبر الحالي، وأبرز محطات التفاعل مع المدينة المحتلة.
التهويد الديني والثقافي والعمراني:
اعتقلت قوات الاحتلال في 24/10 راهبًا من المشاركين في وقفة احتجاجية نظمتها بطريركية الأقباط الأرثوذكس في القدس المحتلة. ونظمت البطريركية هذه الوقفة احتجاجًا على رفض حكومة الاحتلال قيام الكنيسة القبطية بأعمال ترميم داخل دير السلطان القبطي، وتتولى حكومة الاحتلال بنفسها هذه الأعمال داخل الدير من دون موافقة الكنيسة القبطية.
وفي سياق آخر تستمر اقتحامات الأقصى بشكلٍ شبه يومي، ففي 25/10 اقتحم 116 مستوطنًا باحات الأقصى، من بينهم 50 من طلاب معاهد الاحتلال التلمودية، بحراسة مشددة من قوات الاحتلال الخاصة. وفي 28/10 اقتحم 82 مستوطنًا المسجد، وحاول عددٌ منهم أداء صلوات تلمودية خلال الاقتحام. وفي 30/10 اقتحم 140 مستوطنًا باحات الأقصى، وتلقى المقتحمون شروحات حول "المعبد" خلال جولاتهم الاستفزازية.
وتمنع سلطات الاحتلال أي أعمال لترميم أسوار المسجد الأقصى ومبانيه، ففي 30/10 كُشف عن تآكل في سور الأقصى الشرقي، خاصة قرب قبري الصحابيّيْن عباة بن الصامت وشداد بن أوس، وباب الرحمة المغلق. وحملت دائرة الأوقاف الإسلامية سلطات الاحتلال مسؤولية تعطيل أعمال ترميم هذا الجدار، الذي هو بحاجة ماسة للصيانة والترميم، وإلى تقوية المداميك التالفة، وهي أعمال تعرقلها سلطات الاحتلال.
التهويد الديمغرافي:
استولت سلطات الاحتلال في 24/10 على منزل في بلدة سلوان جنوب المسجد الأقصى، وسلمته لإحدى الجمعيات الاستيطانية، وأفاد مركز معلومات وادي حلوة، بأن المنزل تقطنه عائلة المواطن جواد أبو سنينة، وقد تعرض أفراد العائلة للاعتقال والتهديد المتكرر بالإبعاد، لرفضها الخروج من المنزل والإصرار على الصمود فيه. وتفيد المعلومات بأن صاحب العقار سربه للاحتلال.
وبلغ عدد العقارات المسربة خلال شهر تشرين أول/أكتوبر الجاري أربع عقارات في البلدة القديمة، وفي بلدة سلوان جنوب المسجد الأقصى. ففي 3/10 استولى مستوطنون على قطعة أرض (800 متر) وعقار مسربين بجانب عين سلوان. وفي 4/10 تم الاستيلاء على عقار جودة الحسيني في عقبة درويش، وهو مكون من 3 طبقات. وفي عقبة درويش تم تسريب عقار آل العلمي تبلغ مساحته 80 مترًا، يقع في نقطة قريبة جدًا من المسجد الأقصى. وفي 22/10 دهمت قوات الاحتلال عقار أبو اصبيح في الحارة الوسطى ببلدة سلوان، تمهيدًا للاستيلاء عليه، وهو مكون من ثلاث طبقات.
ولا تقف محاولات الاحتلال الاستيطانية على البلدة القديمة في القدس المحتلة، ففي 24/10 صادقت سلطات الاحتلال على مشروع توسيع الطريق الالتفافي "رقم 60"، الذي يربط مدينتي القدس والخليل المحتلتين، وسيؤدي المشروع لمصادرة آلاف الدونمات، من الأراضي المحيطة بالطريق، حيث يصل عرض الطريق لنحو 100 متر.
وفي سياق المشاريع الاستيطانية، قدمت مجموعة من الجمعيات والشركات الاستيطانية، مخططًا استيطانيًا لبناء عدد من الأبراج السكنية مكان منازل فلسطينية في حي الشيخ جراح وسط القدس المحتلة. وتدّعي هذه الجمعيات ملكيتها لهذه الأرض، وقد حاولت المؤسسات الاستيطانية إخلاء 11 عائلة فلسطينية من الحي، بحجة ملكية يهود لهذه العقارات قبل عام 1948. وأودعت الجمعيات الاستيطانية المشروع لدى اللجان التنظيمية التابعة للاحتلال، ويصل ارتفاع هذه المباني إلى ست طبقات، وتضم مواقف للسيارات ومحال تجارية.
وفي سياق متصل بالبناء الاستيطاني، كشفت صحيفة "يسرائيل هيوم" العبرية في 28/10، عن توقيع وزارة "البناء والإسكان" في حكومة الاحتلال وبلدية مستوطنة "معاليه أدوميم" اتفاقًا في 25/10، يقضي بتنفيذ مخطط لبناء نحو 20 ألف وحدة استيطانية في المستوطنة. على أن يتم البدء في المشروع بعد مصادقة حكومة الاحتلال عليه، وسيضم المخطط إلى جانب الوحدات الاستيطانية، مؤسسات عامة وتعليمية من مدارس ورياض أطفال وقاعات رياضية. وقد وصف وزير "الإسكان" يوآف غالانت (ليكود) المشروع بأنه "شامل، وسيقود إلى تطوير وزيادة كمية السكان في معاليه أدوميم بصورة كبيرة".
التفاعل مع القدس:
أحدث تصاعد الزيارات التطبيعية السياسية والرياضية إلى عددٍ من الدول الخليجية خلال الأسبوع المنصرم، موجة رفضٍ عربية واسعة، خاصة زيارة رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو إلى عُمان، وشهدت وسائل التواصل الاجتماعي تفاعلًا من النشطاء وشخصيات خليجية بارزة لرفض هذه الخطوات، وتأكيد عدم قبول هذه الخطوات التطبيعية، في الوقت الذي تشهد القدس والمناطق الفلسطينية الأخرى موجة تهويد متصاعدة.
وفي سياق مختلف، أعلن مجلس وزراء العرب المختصين بشؤون البيئة في 25/10، عن اعتماد مدينة القدس عاصمة للبيئة العربية عام 2019.
وفي سياق مختلف، نظمت سلطات الاحتلال في 30/10 انتخابات بلدية في المدينة المحتلة، وخلت مراكز الاقتراع من الناخبين المقدسيين، وعلى الرغم من التعطيل الإجباري للمؤسات والمدارس في القدس المحتلة، قاطع المقدسيون هذه الانتخابات، ولم يخرق الإجماع المقدسي إلا عددٌ قليل من الأفراد شكلوا قائمة انتخابية تحت اسم "القدس بلدي" برئاسة رمضان دبش، التي لاقت رفضًا ومقاطعة شعبية.