21 - 27 تشرين الثاني/نوفمبر 2018
الأربعاء 28 تشرين الثاني 2018 - 3:32 م 5785 1461 القراءة الأسبوعية |
قراءة أسبوعية في تطورات الأحداث والمواقف في مدينة القدس
تصدر عن إدارة الأبحاث والمعلومات
21 - 27 تشرين الثاني/نوفمبر 2018
إعداد: علي إبراهيم
القدس تشهد زحفًا استيطانيًا متصاعدًا
والاحتلال يخنق من يكشف عمليات التسريب
تتابع أذرع الاحتلال اقتحامها للمسجد الأقصى، وتعمل على إشراك الطلاب وغلاة المستوطنين والعناصر الأمنية فيها بشكلٍ دائم. وعلى الصعيد الديموغرافي شكل هدم عدد من المحال التجارية في مخيم شعفاط نموذجًا لاعتداءات الاحتلال الدائمة بحق السكان ومنشآتهم، وتأتي هذه العملية مع إطلاق يد عدد من الجمعيات الاستيطانية في قلب البلدة القديمة، عبر إقرار قانون يسمح بالبناء الاستيطاني في "الحدائق الوطنية" والسماح بطرد الفلسطينيين من حي بطن الهوى في سلوان، وإعفاء المستوطنات من الضرائب لجذب المستوطنين إليها بشكلٍ أكبر. وخلال أسبوع الرصد شهدت القدس المحتلة حملة اعتقالات شرسة طالت كوادر حركة فتح، بذريعة "العمل مع الأجهزة الأمنية الفلسطينية".
التهويد الديني والثقافي والعمراني:
تستمر الهجمة التهويدية التي يتعرض لها المسجد الأقصى، ففي 21/11 اقتحم 191 مستوطنًا باحات المسجد، من بينم 140 طالبًا من معاهد الاحتلال اليهوديّة، رافقهم أحد ضباط الاحتلال، وخلال الاقتحام أدى عددٌ من المستوطنين صلوات تلمودية في منطقة باب الرحمة. وفي 22/11 اقتحم 54 مستوطنًا المسجد الأقصى، بحراسة مشددة من قوات الاحتلال، وتلقى المقتحمون شروحات حول "المعبد" المزعوم. وفي 26/12 اقتحم 40 مستوطنًا و140 طالبًا من معاهد الاحتلال التلمودية، بإضافة إلى 6 عناصر من مخابرات الاحتلال، باحات المسجد الأقصى، ونفذ المقتحمون جولات استفزازية في أرجاء المسجد.
التهويد الديمغرافي:
يصعّد الاحتلال من وتيرة هدم منازل ومنشآت الفلسطينيين، وشهد يوم الأربعاء 21/11 هدم 16 محلًا تجاريًا عند مدخل مخيم شعفاط شرق القدس المحتلة، بحجة البناء من دون ترخيص. وتم الهدم بعد اقتحام المخيم من قبل قوات الاحتلال، وفرض حصارٍ محكم منعت خلاله السكان من التوجه إلى منطقة الهدم، وسبق الهدم تسليم أصحاب المحلات إخطارات تضمنت مهلة 12 ساعة للإخلاء.
وفي متابعة لقضية حي بطن الهوى في سلوان، كشفت مصادر عبرية في 22/11 أن محكمة الاحتلال العليا رفضت الالتماس المقدم من أهالي الحي، وسمحت لجمعية "عطيرت كوهنيم" الاستيطانية بالاستمرار في طرد 700 فلسطيني، وتزعم الجمعية أن المنازل بنيت على أرض امتلكها يهود قبل النكبة عام 1948. وعلى الرغم من الثغرات القانونية في عملية نقل ملكية الأرض إلى الجمعية، فإن سلطات الاحتلال القضائية قدمت تسهيلات كبيرة للجمعية، وتغاضت عن الكثير من هذه الثغرات.
وفي سياق آخر، تتابع آليات الاحتلال الحفر لبناء بؤرة استيطانية جديدة في حي وادي الربابة ببلدة سلوان، وذلك بالتزامن مع استهداف حي بطن الهوى وحي البستان، في إطار تصعيد الوجود اليهودي الاستيطاني قرب المسجد الأقصى. وقد صادق "الكنيست" على مشروع قانون يسمح ببناء وحدات استيطانية في منطقة "الحدائق الوطنية" في سلوان جنوب المسجد الأقصى. وقالت صحيفة هآرتس إن القانون يتيح البناء في منطقة "الحدائق الوطنية البلدية"، ومع أنه لا يذكر صراحة البناء في حديقة "مدينة داود" ببلدة سلوان جنوب المسجد الأقصى إلا أنه صمّم خصيصًا ليتلاءم مع مقاييس مشروع للبناء في الحديقة ستنفذه جمعية "العاد" الاستيطانية.
ولرفع حجم الاستيطان والمستوطنات في القدس المحتلة، صادقت حكومة الاحتلال على ما يسمى خريطة "الأفضلية القوميّة"، التي تتضمّن عددًا من المستوطنات في الضفّة الغربيّة المحتلة، وتهدف إلى تعزيز الاستيطان وهجرة المستوطنين إلى البلدات الواقعة ضمن الخريطة، عبر منحها ميزانيّات أكبر وإعفائها من الضرائب، ويبلغ حجم الإعفاء الضريبي نحو مليار و350 مليون شيكل.
قضايا:
في متابعة لموقع السفارة الأمريكية في القدس، أصدر رئيس بلدية الاحتلال في القدس في 21/11، تصريحًا يسمح للسفارة الأمريكية توسعة مبانيها بنحو 700 متر مربع. وذكرت متحدثة باسم السفارة الأمريكية في أوائل تشرين ثان/ نوفمبر الجاري بأن السفارة في القدس خلال المرحلة الأولى كانت تضم "مكتبًا للسفير وعددًا صغيرًا من العاملين"، وفي المرحلة الثانية ستضم عددًا من المباني مع نهاية صيف 2019، وستسمح بنقل المزيد من الموظفين من "تل أبيب".
وفي سياق مختلف، شنت أجهزة الاحتلال فجر 25/11 حملة اعتقالات واسعة في صفوف وكوادر حركة فتح في القدس المحتلة، وبلغ عدد المعتقلين 32 مواطنًا، وتأتي هذه الحملة على خلفية وقفة احتجاجية رفضًا لاعتقال محافظ القدس عدنان غيث. من جانبها، وفي 26/11 أصدرت شرطة الاحتلال بيانًا زعمت فيه أن اعتقال المقدسيين جاء بـ"شبهة التجنيد والخدمة في القوات المسلحة الفلسطينية".
التفاعل مع القدس:
نفى وزير الإعلام السوداني بشارة جمعة المزاعم الإسرائيلية عن زيارة مرتقبة لبنيامين نتنياهو إلى الخرطوم، قائلًا إن "العداء بين السودان وإسرائيل فكريًا ودينيًا مستمر إلى أن تقوم الساعة". ونفى رئيس القطاع السياسي لحزب المؤتمر الوطني الحاكم عبد الرحمن الخضر وجود أي توجه للتطبيع مع "إسرائيل"، وقال إن حزبه لم يناقش الأمر في أي من مستوياته.
وفي العاصمة الأردنية عمان في 27/11، وقعت الهيئة الإسلامية العليا ممثلة بالشيخ عكرمة صبري، واللجنة الملكية لشؤون القدس ممثلة بعبد الله كنعان، اتفاقية لإنشاء مكتبة وقفية تتعلق بالوقف الإسلامي في القدس مقرها بالهيئة الإسلامية العليا في البلدة القديمة. وتتضمن الاتفاقية التعاون بين المؤسستين بما يخدم قضية القدس والحفاظ على هويتها العربية والإسلامية وعلى الآثار والتراث فيها.