12- 18 كانون الأول/ديسمبر 2018
الأربعاء 19 كانون الأول 2018 - 6:35 م 5864 1520 القراءة الأسبوعية |
قراءة أسبوعيّة في تطورات الأحداث والمواقف في مدينة القدس
تصدر عن قسم الأبحاث والمعلومات
12- 18 كانون الأول/ديسمبر 2018
إعداد: علي إبراهيم
الانتفاضة انبعاث متجدد رغم القتل والحصار
واعتراف أستراليا بالقدس عاصمة للاحتلال مرفوض إلا من البحرين
لا تتوقف اعتداءات الاحتلال بحق المسجد الأقصى، حيث تستمر الاقتحامات بشكلٍ شبه يومي. وبالتزامن مع الاعتداء على المقدسات، يعمل الاحتلال على تشريع المزيد من المنازل والبؤر الاستيطانية، في سياق محاولة رفع أعداد وحجم المستوطنين في الضفة الغربية والقدس المحتلة، من خلال مشاريع قوانين تعكف عليها عددٌ من أذرع الاحتلال. وعلى الرغم من مضي أكثر من عام على الاعتراف الأمريكي بالقدس عاصمة للاحتلال، أعلنت أستراليا اعترافها بـ"القدس الغربية" عاصمةً لدولة الاحتلال، وهو قرار أثار رفضًا عربيًا ودوليًا كبيرًا. في مقابل هذه الهجمة التهويدية الكبيرة تسجل الانتفاضة انتصارًا مدويًا في الصفة الغربية، حيث قُتل للاحتلال خلال الشهرين الماضيين 5 جنود وجرح 22 آخرين.
التهويد الديني والثقافي والعمراني:
تستمر أذرع الاحتلال باقتحام المسجد الأقصى، ففي 13/12 اقتحم باحات المسجد 33 مستوطنًا، وتزامن الاقتحام مع إجراءات مشددة من قبل قوات الاحتلال أمام أبواب الأقصى. وفي 17/12 اقتحم المسجد 62 مستوطنًا، و18 عنصرًا من جهاز المخابرات التابع للاحتلال، ونفذ المقتحمون جولات استفزازية في ساحات الأقصى. وفي 18/12 اقتحم 68 مستوطنًا باحات المسجد الأقصى، تلقوا خلالها شروحات حول "المعبد".
وفي سياق متصل باقتحام الأقصى، نشر المستوطن "بن تسيون" صورًا له داخل مصلى قبة الصخرة في المسجد الأقصى المبارك، وتظهر الصور بأن بن تسيون استطاع الدخول خفية متنكرًا بالزيّ الإسلاميّ، ولم يُعرف تاريخ الاقتحام بشكلٍ دقيق. وقد قام هذا المستوطن سابقًا بالدخول إلى مكة المكرمة والمدينة المنورة، وأشار لهذه الاقتحامات في منشوره حول اقتحام الأقصى، واصفًا إياها "التقاطع الروحي بين السماء والأرض". وتشكل مثل هذه الاختراقات خطرًا متجددًا على الأقصى، فانسلال عناصر من المستوطنين ضمن أفواج المصلين يعطيهم مساحة للاعتداء على الأقصى في غفلة من حراس المسجد.
التهويد الديمغرافي:
تتابع أذرع الاحتلال هدم منازل الفلسطينيين، ففي 18/12 هدمت جرافات بلدية الاحتلال في القدس، منزلًا جاهزًا للسكن في حي جبل المكبر، بحجة البناء من دون ترخيص.
وفي سياق تعزيز الوجود الاستيطاني في الأراضي المحتلة، كشفت صحيفة هآرتس العبرية أن المستشار القانوني لحكومة الاحتلال أفيحاي ماندلبليت وافق على آلية بالتنسيق مع إيليت شاكيد وزيرة القضاء لشرعنة 2000 منزل استيطاني غير قانوني، بنيت جلها على أرضٍ خاصة مملوكة للفلسطينيين، تقع معظمها في نحو 425 مستوطنة وبؤرة استيطانية أقامتها قوات الاحتلال في الضفة الغربية والقدس المحتلتين.
وفي سياق متصل، كشفت صحف عبرية أن "اللجنة الوزارية للتشريع" تستعد لمناقشة مشروع قانون جديد، يهدف لتنظيم سلسلة من البؤر الاستيطانية والأحياء السكنية في عددٍ من المستوطنات، وينص المشروع على اعتراف الوزارات الحكومية بالأحياء والبؤر الاستيطانية، وتقديم الدعم الكامل لها عبر الميزانيات والخدمات العامة، وبناء المؤسسات التعليمية وغيرها، وتضم القائمة المرفقة بمشروع القانون 66 بؤرة استيطانية سيتم تطبيقه عليها في حال إقراره.
قضايا:
يعود الاعتراف بالقدس عاصمة لدولة الاحتلال مجددًا، مع إعلان أستراليا اعترافها بالشطر الغربي من القدس المحتلة عاصمة للاحتلال الإسرائيلي، من دون الإعلان عن نقل سفارتها إلى هذا الشطر، وصرح رئيس الوزراء الأسترالي سكوت موريس أن أستراليا تعترف بـ"القدس الغربية، حيث مقر الكنيست وكثير من المؤسسات الحكومية، عاصمةً لإسرائيل".
وأثار القرار الأسترالي رفضًا عربيًا وعالميًا، حيث رفضته جامعة الدول العربية وكل من الأردن والسلطة الفلسطينية، بالإضافة إلى ماليزيا وإندونيسيا، ولم يخرق هذا الرفض الدولي إلا تصريح لوزير الخارجية البحريني انتقد فيه بيان الجامعة العربية، واصفًا القرار الأسترالي أنه "لا يمس المطالب الفلسطينية المشروعة وأولها القدس الشرقية عاصمة لفلسطين، ولا يختلف مع المبادرة العربية للسلام".
وعلى صعيدٍ آخر استطاعت الانتفاضة الفلسطينية إثبات قدرتها على التجدد، فعلى أثر اغتيال قوات الاحتلال للمقاومين أشرف نعالوة وصالح البرغوثي، تم إطلاق النار على مجموعة من جنود الاحتلال في محطة لنقل الركاب قرب مستوطنة "جفعات يوسف"، قتل فيها جنديان إسرائيليان واستطاع المنفذ الانسحاب بسلام.
وفي سياق هذه العمليات النوعية، ذكرت صحيفة يديعوت أحرونوت، تنفيذ الفلسطينيين 15 عملية في الضفة الغربية والقدس المحتلتين خلال الشهرين الماضيين، أسفرت عن مقتل 5 من جنود الاحتلال، وإصابة 22 آخرين. ويشير العديد من المحللين العسكريين والمسؤولين السابقين في دولة الاحتلال إلى حالة الفشل الأمني والاستخباراتي التي تتعرض لها أذرع الاحتلال الأمنية، خاصة قدرة منفذي العمليات على الانسحاب من مكان العملية، والتخفي فترات طويلة من الزمن.
التفاعل مع القدس:
في مدينة إسطنبول التركية انعقد المؤتمر الثاني لرابطة "برلمانيون لأجل القدس" في 15/12، بمشاركة نحو 600 برلماني من 74 دولة. وناشد البيان الختامي للمؤتمر المنظمات الدولية اتخاذ الإجراءات اللازمة لحماية المسجد الأقصى، معلناً رفضه محاولات التسوية تحت ما يسمى بـ"صفقة القرن". وجدد المؤتمر "دعوته السابقة لمنظّمة التعاون الإسلامي، ولجنة القدس، ومنظّمة اليونيسكو إلى اتخاذ الإجراءات اللازمة لحماية التراث التاريخي للقدس والأقصى وعموم فلسطين، وبذل الجهد اللازم من أجل المصالحة الفلسطينيّة".
وخلال افتتاح أعمال المؤتمر ألقى الرئيس التركي رجب طيب أروغان كلمة، أشار فيها إلى أن القضية الفلسطينية والقدس هي قضية وطنية لبلاده، منوهًا إلى أن "إسرائيل" تمارس إبادة ثقافية في القدس المحتلة وتحاول محو الآثار الإسلامية فيها. وأضاف "أتوجه بالتحية لأبناء فلسطين الأبطال الذي يتصدون للاحتلال بصدور عارية، وكذلك أوجّه التحية للمظلومين من غزة، والذين يتمسكون بالحياة رغم الظلم، وللاجئين الفلسطينيين الصابرين منذ 70 عامًا، ولم ينقطعوا عن الصلة بوطنهم".
وفي سياق التعليق على قرار أستراليا السابق، قال رئيس وزراء ماليزيا مهاتير محمد، أنه "لا توجد أية دولة تمتلك حق الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل أو تقسيم المدينة". وقال "أستراليا تريد أيضا أن تقسم القدس إلى القدس الغربية واعتبارها عاصمة إسرائيل، وإلى القدس الشرقية كعاصمةٍ لفلسطين، وكل هذا لن يثير سوى مزيد من الغضب".