02- 08 كانون الثاني/يناير 2019
الأربعاء 9 كانون الثاني 2019 - 4:36 م 5552 1347 القراءة الأسبوعية |
قراءة أسبوعيّة في تطورات الأحداث والمواقف في مدينة القدس
تصدر عن قسم الأبحاث والمعلومات
02- 08 كانون الثاني/يناير 2019
إعداد: علي إبراهيم
استمرار اقتحامات المسجد الأقصى
على وقع مطالبات متطرفة بهدم أسوار البلدة القديمة
تتابع أذرع الاحتلال وسلطاته المختلفة خططها لتهويد القدس المحتلة، وتستهدف الأقصى بالاقتحامات شبه اليومية، وخلال أسبوع الرصد اقتحم وزير الزراعة في حكومة الاحتلال المتطرف أوري أرئيل باحات المسجد الأقصى، وخلال هذه الاقتحامات تتكرر مشاركة طلاب معاهد الاحتلال التلمودية، وشهد المسجد ممارسات غير أخلاقية قام بها جنود الاحتلال، خلال اقتحامهم للمسجد الأقصى خلال الليل. ومع وصول عناصر متطرفة جديدة إلى عضوية بلدية الاحتلال في القدس، تتابع الدعوات المتطرفة، وآخرها المطالبة بهدم أسوار البلدة القديمة. وعلى صعيد البناء الاستيطاني بدأت سلطات الاحتلال تنفيذ العشرات من الوحدات الاستيطانية في مستوطنة "معاليه أدوميم"، وتشهد المستوطنة العديد من المشاريع الاستيطانية الضخمة، لتحويلها إلى مدينة استيطانية. وعلى صعيد التفاعل بدأت عام 2019 على القدس وهي العاصمة الثقافية على الصعيدين العربي والإسلامي، ما يؤكد أهمية تفعيل هذه القرارات على أرض الواقع، وعدم اقتصارها على التفاعل على صعد المنظمات والمؤتمرات فقط.
التهويد الديني والثقافي والعمراني:
تستمر أذرع الاحتلال التهويديّة باقتحام المسجد الأقصى، ففي 2/1 اقتحم 106 مستوطنين باحات المسجد الأقصى، من بينهم 67 طالبًا من معاهد الاحتلال اليهوديّة، وشارك في الاقتحام خمسة مرشدين سياحيين يهود. وفي 3/1 اقتحم باحات الأقصى 41 مستوطنًا، بالإضافة إلى 20 جنديًا إسرائيليًا مرتدين الزيّ العسكري، واستمع الجنود خلال الاقتحام إلى شروحات حول "المعبد". وفي 6/1 اقتحم 59 مستوطنًا باحات المسجد الأقصى، بحراسة مشددة من قوات الاحتلال. وفي 7/1 شارك في اقتحام المسجد الأقصى وزير الزراعة في حكومة الاحتلال المتطرف أوري أرئيل، ورافقه في الاقتحام 18 من غلاة المستوطنين، وبلغ عدد مقتحمي المسجد خلال هذا اليوم نحو 111 مستوطنًا، من بينهم 15 طالبًا من معاهد الاحتلال التلمودية. وفي 8/1 اقتحم 69 مستوطنًا باحات الأقصى، وكان من بين المقتحمين 30 من طلاب معاهد الاحتلال التلموديّة.
وفي سياق الاعتداء على الأقصى، كشف موقع مدينة القدس عن اعتداءات قامت بها عناصر شرطة الاحتلال ليل الإثنين في 7/1، ويأتي هذا الاعتداء مع بدء شرطة الاحتلال باقتحام المسجد الأقصى ليلًا، والقيام بما يسمى "الحراسة الليلية" والمبيت داخل الأقصى، مع غيابٍ تامٍ للمقدسيين عن المسجد، نتيجة قوانين الاحتلال وإجراءاته بعزل الأقصى عن مكوناته البشرية، وخلال هذه الليلة قام جنود الاحتلال بحركات مسيئة وغير أخلاقية داخل باحات المسجد، وتأتي هذه الاعتداءات في سياق فرض المزيد من السيطرة على المسجد، خاصة في أوقات غياب المرابطين والمصلين عن المسجد.
وفي سياق متصل بالاعتداء على مكونات الأقصى، اعتقلت قوات الاحتلال في 7/1 مسؤول العلاقات العامة والإعلام بدائرة الأوقاف الاسلامية في القدس فراس الدبس، وفي 8/1 أفرجت سلطات الاحتلال عن الدبس شريطة إبعاده عن الأقصى لمدة 15 يومًا، ودفع كفالة مالية بقيمة خمسة آلاف شيكل.
وفي سياق تغيير الوجه العربي والإسلامي للمدينة، دعا عضو بلدية الاحتلال في القدس المحتلة أرييه كينغ، إلى هدم أسوار البلدة القديمة التاريخية، وطرح كينغ هذا الرأي في منشورٍ على حسابه في "فيسبوك"، وأشار كينغ أن "إزالة السور سيربط المدينة القديمة ببقية مناطق المدينة"، وزعم أن ما يدعو إليه "لا يشكل انتهاكًا لسيادة المواقع الدينية؛ وإنما يهدف إلى إزالة خطر حضري واجتماعي وبيئي في قلب القدس"، وهاجم في منشوره باني الأسوار السلطان سليمان القانوني واصفًا إياه بـ "الطاغية المسلم".
التهويد الديمغرافي:
تتابع أذرع الاحتلال استهدافها لمنازل الأسرى الفلسطينيين، فخلال أسبوع الرصد اقتحمت طواقم تابعة لبلدية الاحتلال في القدس بلدة العيسوية، وداهمت بحماية مشددة من قوات الاحتلال منزل الأسير سامر العيساوي، وقاموا بأخذ قياساته، في إجراء تمهيدي يسبق هدم المنزل.
وعلى صعيد البناء الاستيطاني، تستعد سلطات الاحتلال لبناء 459 وحدة استيطانية في منطقة "كيكار كيدم" بمستوطنة معاليه أدوميم جنوب شرق القدس المحتلة. ويأتي تنفيذ هذا المخطط جزءًا من مخطط شامل اتفقت عليه بلدية معاليه أدوميم ووزارة الإسكان في حكومة الاحتلال، وينص على تسويق آلاف الوحدات الاستيطانية، بالإضافة إلى مبانٍ تجارية ومشاغل ومبانٍ خاصة بمؤسسات عامة وكنُس ومدارس ومراكز رياضيّة وثقافيّة وقاعات رياضية، سيتم تشييدها في 15 موقعًا في المدينة الاستيطانية حتى العام 2025، وقال بني كسرائيل رئيس بلدية مستوطنة معاليه أدوميم: "المشروع في كيكار كيدم هو مجرد بداية ظاهرة البناء.. معاليه أدوميم ستكبر في السنوات القادمة وتتوسع وتتطور ويضاف إليها آلاف من السكان الجدد".
التفاعل مع القدس:
أعلنت المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة "إيسيسكو" أن عام 2019 عام التراث في العالم الإسلامي، على أثر اعتماد مدينة القدس المحتلة عاصمة دائمة للثقافتين الإسلامية والعربية. دعت الإيسيسكو الدول الأعضاء إلى اتخاذ الإجراءات اللازمة لتخليد هذا الحدث المهم، مؤكدة أهمية التراث الحضاري والثقافي بكل تجلياته المادية وغير المادية، في حفظ الذاكرة الجماعية وصيانة هوية الشعوب والأمم. ويشير مراقبون إلى ضرورة تضافر الجهود لرفع الاهتمام بمدينة القدس، خاصة بعد إعلان القدس عاصمة للثقافة العربية والإسلامية، ولما تضمه من مواقع تاريخية وآثارية، ولما تتعرض له من اعتداءات ومحاولات لتهويد معالمها العربية والإسلامية.
أدان وزير خارجية قطر الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، انتهاكات الاحتلال المستمرة في القدس المحتلة، مطالبًا بوضع حد لهذه التصرفات "الآثمة" في المسجد الأقصى المبارك، وجاء الموقف القطري في تغريدة لوزير الخارجية في 7/1، ودعا آل ثاني "المجتمع الدولي لوضع حد للتصرفات الآثمة وغير القانونية تجاه المسجد الأقصى".