09 - 15 تشرين الأول/أكتوبر 2019
الأربعاء 16 تشرين الأول 2019 - 3:39 م 3186 القراءة الأسبوعية |
قراءة أسبوعيّة في تطورات الأحداث والمواقف في مدينة القدس
تصدر عن قسم الأبحاث والمعلومات
09 - 15 تشرين الأول/أكتوبر 2019
إعداد: علي إبراهيم
القدس بين اعتداءات المحتلّ وتطبيع ذوي القربى
ترفع أذرع الاحتلال من اعتداءاتها على المسجد الأقصى المبارك، إذ تشهد الأعياد اليهودية تصاعد اقتحام الأقصى، والاعتداء على مصلى باب الرحمة. وعلى الصعيد الديموغرافي سلطت القراءة الضوء على قضم مساحات من أراضي بيت لحم لبناء وحدات استيطانية ستضمّ إلى مشروع "القدس الكبرى". وأثارت زيارة المنتخب السعودي إلى الأراضي الفلسطينية غضبًا شعبيًا، حيث تُعد خطوة في سياق تطبيع العلاقات مع الاحتلال.
التهويد الديني والثقافي والعمراني:
يستمر تصاعد اقتحامات المسجد الأقصى بالتزامن مع الأعياد اليهوديّة، ففي 9/10 اقتحم 185 مستوطنًا باحات المسجد بحراسة مشددة من قوات الاحتلال، وارتدى عددٌ كبيرٌ من المقتحمين اللباس التلمودي التقليدي، وشهد محيط المسجد إجراءات أمنية مشددة، في سياق احتقال المستوطنين بـ "عيد الغفران". وشهد أسبوع الرصد دعواتٍ متكررة لاقتحام المسجد، ففي 9/10 دعت حركة "شباب هار إيل" غلاة المتطرفين من فئة الشباب في الضفة الغربية إلى المشاركة في اقتحام الأقصى في "عيد الغفران"، وإضافة إليها دعت عددٌ من أذرع الاحتلال أنصارها إلى المشاركة في اقتحام الأقصى.
وفي 10/10 بدأت الاعتداءات على الأقصى مع قيام شرطة الاحتلال باقتحام مصلى الرحمة، وإفراغ محتوياته من قواطع خشبية وخزانات وغيرها، وجددت قوات الاحتلال منعها حراس الأقصى من الاقتراب من المقتحمين، وفرضت الابتعاد عنهم وعدم مرافقتهم خلال جولاتهم. وشهد هذا اليوم قيام عددٍ من المستوطنين بأداء صلوات تلمودية في المدرسة التنكزية الملاصقة للمسجد الأقصى. وبلغت ذروة الاقتحامات خلال هذا الأسبوع في 15/10، إذ اقتحم المسجد 389 مستوطنًا، ارتدى عددٌ منهم اللباس التلموديّ، وأدى العديد منهم طقوسًا وصلوات تلمودية خلال الاقتحام.
التهويد الديموغرافي:
في سياق متصل بالاستيطان، تم الكشف في 13/10 عن مخططات استيطانية تتضمن بناء نحو 250 وحدة استيطانية جديدة على أراضي بيت لحم، وتأتي هذه الوحدات في سياق توسيع ما يُعرف بمشروع "القدس الكبرى"، وإلى جانب هذه الوحدات يضم المخطط شوارع وسكك حديديّة، ويستهدف بشكلٍ أساسي المنطقة الجنوبية الغربية لبيت لحم.
قضايا:
تتصاعد موجات التطبيع في الفترة الأخيرة، ومن آخرها مباراة المنتخب السعودي في الضفة الغربية، وأثارت هذه المباراة والزيارة رفضًا شعبيًا كبيرًا، فقد عدّت اللجنة الوطنية الفلسطينية للمقاطعة قدوم المنتخب السعودي إلى فلسطين المحتلة في هذا الوقت في سياق التطبيع الرسميّ، ونبهت اللجنة إلى أن المنتخب السعودي كان قد رفض القدوم لفلسطين في عام 2015، ودانت اللجنة الوطنية الفلسطينية للمقاطعة أشكال التطبيع الرياضي المتمثلة باستضافة فرق رياضية إسرائيلية ضمن البطولات العالمية والإقليمية في بعض الدول العربية، وشددت على أن مثل تلك المشاركات "تحدٍّ للمقاطعة الشعبية العربية لدولة الاحتلال ومن يمثلها". ويتصاعد التطبيع العربي الرياضي حيث شهدت قطر مشاركة إسرائيلية في بطولات تقام على أراضيها، وسابقًا استقبلت الإمارات فرقًا رياضيّة إسرائيلية.
التفاعل مع القدس:
عُقد في العاصمة اللبنانية بيروت مؤتمر "الأونروا ضمانة دولية لحقوق اللاجئين" في 10/10، وبحث المؤتمر الأزمة الوجودية التي تتعرض لها الأونروا، وآخر المستجدات التي تطال هذه المنظمة الأممية، وقد شارك فيه عددٌ من المتخصصين والباحثين، وقدم الأستاذ ياسين حمود مدير عام مؤسسة القدس الدولية، ورقة تناولت "الأونروا شرقي القدس المحتلة بين إجراءات الاحتلال وتحديات البقاء"، وقال "إن قرار إنشاء الأونروا هو قرار سياسي ابتداءً من الأمم المتحدة، وأنه لا يمكن إنهاء عملها في القدس المحتلة وباقي الأرجاء التي يوجد فيها الفلسطينيون، إلا بقرار أممي آخر". وأشار حمود إلى أن "القرارات الأمريكية لم تستهدف الوكالة وعملها فقط، بل استهدفت القطاعات الحياتية في القدس المحتلة". وختم حمود ورقته مؤكدًا أهمية الحفاظ على وكالة الأونروا باعتبارها شاهدة على جريمة تشريد الشعب الفلسطيني مع ضرورة وضع نظام أساسي للوكالة؛ يحدد وظيفتها وعلاقتها الهيكلية بهيئات الأمم المتحدة، وتشكيل جبهة دولية تدافع عن وجود الأونروا.
وفي سياق آخر من التفاعل وصف المرشح الرئاسي في تونس قيس سعيد – الذي فاز بالانتخابات لاحقًا-، خلال مناظرة تلفزيونية، التطبيع مع الاحتلال بـ "الخيانة العظمى". وقال سعيد "التطبيع خيانة عظمى، ويجب أن يحاكم من يطبع مع كيان شرد ونكل شعبًا كاملًا، وكلمة تطبيع هي كلمة خاطئة أصلًا، نحن في حالة حرب مع كيان غاصب"، وفي سؤال حول السماح بزيارة معابد يهودية في تونس، رفض سعيد دخول من يحمل "جواز سفر إسرائيلي"، وقال: "نحن نتعامل مع اليهود ونقبلهم وليس "الإسرائيليين"، وعلى أثر فوزه أعاد سعيد تغريد مواقفه الثابتة من القضية الفلسطينية، وقد احتفل التونسيون بهذا الفوز برفعهم الأعلام التونسية والفلسطينية.