قراءة أسبوعيّة في تطورات الأحداث والمواقف في مدينة القدس
تصدر عن قسم الأبحاث والمعلومات

23 - 29  تشرين الأول/أكتوبر 2019

إعداد: علي إبراهيم

الاحتلال يصعد بهدم منازل المقدسيين واقتحامات الأقصى مستمرة

تتابع أذرع الاحتلال اقتحاماتها للمسجد الأقصى المبارك، إذ يشارك فيها مستوطنون وعناصر الاحتلال الأمنية، وشهد أسبوع الرصد هدم عددٍ من منازل الفلسطينيين في القدس المحتلة. وسلطت القراءة الضوء على تنفيذ أحد الفتيان المقدسيين عملية طعن قرب باب الساهرة في القدس المحتلة، وعلى قرار أوكرانيا افتتاح ممثلية للتطوير والاستثمار في المدينة، وهي الآلية التي يقوم بها العديد من الدول التي تفتتح ممثليات اقتصادية أو دبلوماسية. وعلى صعيد التفاعل شكل قرار مجلس الكنائس الأسقفية في الولايات المتحدة سحب استثماراته من أي شركات تخدم الاحتلال، ضربة جديدة للاحتلال، وانتصارًا لحملات مقاطعة "إسرائيل" في العالم.

التهويد الديني والثقافي والعمراني:

تستمر الاقتحامات بشكلٍ شبه يوميّ، ففي 23/10 اقتحم باحات المسجد 59 مستوطنًا، بحراسة مشددة من قوات الاحتلال. وفي 24/10 اقتحم 62 مستوطنًا باحات الأقصى، ونفذ المقتحمون جولات استفزازية في أرجاء الأقصى، وتلقوا شروحات حول "المعبد". وفي 29/10 اقتحم الحاخام المتطرف يهودا غليك المسجد الأقصى على رأس مجموعة من المستوطنين، بحراسة من الوحدات الخاصة في شرطة الاحتلال. وأفادت دائرة الأوقاف الإسلامية أن عناصر من شرطة الاحتلال اقتحمت مصلى باب الرحمة، واعتقلت أحد الحراس بعد الاعتداء عليه، على أثر تصويره عناصر الاحتلال في أثناء اقتحامهم المصلى بأحذيتهم.

ومن الاعتداءات التي ارتكبتها قوات الاحتلال، اقتحام أحد مساجد العيسوية في 25/10 على أثر ملاحقتهم أطفالًا من البلدة التجأوا إلى المسجد، ودنس جنود الاحتلال المسجد بأحذيتهم.

التهويد الديموغرافي:

تابعت أذرع الاحتلال هدمها منازل الفلسطينيين، ففي 23/10 هدمت جرافات الاحتلال منزل عائلة الشهيد علي حسن خليفة، وهو مكونٌ من طبقتين سكنيتين، يقع قرب حاجز قلنديا، ومنعت قوات الاحتلال الطواقم الصحفية من الوصول إلى المبنى.

وفي 29/10 هدمت جرافات الاحتلال منزلًا في حي الصوانة قرب أسوار القدس المحتلة، بحجة البناء من دون ترخيص. وفي اليوم نفسه حاولت جرافات بلدية الاحتلال هدم منزل في حي عبيد في العيسوية، وهددت صاحب المنزل بهدمه وتحميله تكاليف ضخمة، فقام صاحب المنزل بالمباشرة بهدمه ذاتيًا، تفاديًا للغرامات الباهظة. وفي حي الصوانة في بلدة الطور هدمت جرافات بلدية الاحتلال منزل أحد المواطنين، وتبلغ مساحته نحو 100 متر مربع، ويعود بناؤه لعام 1966 أي قبل احتلال المدينة.

قضايا:

عادت عمليات الطعن إلى القدس المحتلة، ففي 28/10 نفذ فتى فلسطيني عملية طعن قرب باب الساهرة، وأصيب الفتى "صباح أبو سنينة" بجراح على أثر إطلاق النار من قبل قوات الاحتلال التي اعتقلت الفتى إضافة إلى ثلاثة مواطنين من بينهم أحد المسنين، واعتدت على الموجودين في البلدة القديمة بالقدس المحتلة، وأغلقت باب الساهرة، ومنعت المواطنين من الدخول أو الخروج منه، وسط انتشار واسع لقوات الاحتلال.

وعلى صعيد مختلف، أعلنت الحكومة الأوكرانية افتتاح مكتبٍ دبلوماسي لتطوير الابتكار والاستثمار في مدينة القدس المحتلة. وإضافة إلى دوره الاستثماري سيعمل المكتب ليكون ممثلًا دبلوماسيًا للأوكرانيين وسيتم إضافته إلى المؤسسات الموجودة في السفارة الأوكرانية في دولة الاحتلال. وقد رحب وزير خارجية الاحتلال يسرائيل كاتس، بهذه الخطوة، وقال: "أهنئ الحكومة الأوكرانية على إعلانها الرسمي اليوم بافتتاح مكتب لتطوير الابتكار والاستثمار في القدس"، مؤكدًا أن "المكتب سيكون جزءًا من السفارة الأوكرانية.

التفاعل مع القدس:

دعا رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية في 23/10 الأمتين العربية والإسلامية إلى ضرورة الانخراط العملي في تحرير القدس والأقصى وفلسطين عامةً. وقال هنية خلال كلمةٍ له في جلسة المجلس التشريعي بغزة إن "غزة اليوم تتحد مع القدس، فغزة ترفض حصارها ومحاولات إشغالها، وعيونها نحو القدس في إحباطٍ لمخططات الاحتلال." وأضاف "لن نتوانى عن الدفاع عن القدس والمسجد الأقصى". وطالب هنية "المجتمع الدولي برفع الغطاء عن القرارات الإسرائيلية التي تنتقص من حقوق شعبنا"، محملًا المؤسسات الدولية المسؤولية الكاملة عما يجري في المسجد الأقصى.

وفي 26/10 قرر مجلس الكنائس الأسقفية في الولايات المتحدة سحب استثماراته من أي شركات تخدم الاحتلال، بما في ذلك شركات كاتربيللر وموتورولا وبنك ديسكونت، ويأتي هذا القرار بحسب متابعين نتيجة حملات حركة مقاطعة الاحتلال، وصورة عن تغير في الرأي العام الدولي، واستكمالًا لقرارات مماثلة اتخذتها الكنائس المشيخية والميتودية واللوثرية الأمريكية بالانضمام لحملة مقاطعة الاحتلال والاستثمارات في شركات تتعامل معه.