30 تشرين الأول/أكتوبر – 05 تشرين الثاني/نوفمبر 2019
الأربعاء 6 تشرين الثاني 2019 - 5:44 م 3390 القراءة الأسبوعية |
قراءة أسبوعيّة في تطورات الأحداث والمواقف في مدينة القدس
تصدر عن قسم الأبحاث والمعلومات
30 تشرين الأول/أكتوبر – 05 تشرين الثاني/نوفمبر 2019
القدس مسرح مشاريع استيطانية ضخمة
و"المستكشفون" وظائف في شرطة الاحتلال لإرشاد مقتحمي الأقصى
المقدمة:
تستمر الاعتداءات بحق المسجد الأقصى، وقد كشفت مراكز فلسطينية عن وصول أعداد مقتحمي المسجد خلال شهر تشرين أول/أكتوبر الماضي إلى أكثر من ستة آلاف مستوطن، 4 آلاف منهم خلال الأعياد اليهودية، وفي سياق تحقيق المزيد من الاعتداء على الأقصى، نشرت شرطة الاحتلال وظائف جديدة لـ"مستكشفين"، يرافقون المقتحمين ويقدمون لهم الشروحات، وقد دعت "منظمات المعبد" أنصارها إلى التقدم إلى هذه الوظائف. وفي سياق التهويد الديموغرافي سلطت القراءة الضوء على عددٍ من المشاريع التهويدية التي تستهدف المدينة المحتلة، من بينها طرق جديدة تربط المستوطنات بالقدس المحتلة، وقرارات تقضي بالسيطرة على مئات الدونمات حول المدينة المحتلة، وآخرها المصادقة على مشروع القطار الخفيف "التلفريك"، الذي يستهدف مشهد المدينة التاريخي. وحول التفاعل استعرضت القراءة أبرز كلمات مؤتمر رواد بيت المقدس 11 الذي انعقد في مدينة إسطنبول التركية.
التهويد الديني والثقافي والعمراني:
شهد المسجد الأقصى خلال شهر تشرين أول/أكتوبر الماضي موجة اقتحامات كبيرة، فبحسب مركز معلومات وادي حلوة اقتحم الأقصى خلال الشهر المنصرم نحو 6338 مستوطنًا، وبلغ عدد المبعدين عن المسجد 24 مبعدًا، وبحسب تقرير صادر عن المركز، اقتحم 3690 مستوطنًا المسجد خلال "عيد العرش" و574 خلال "عيد الغفران"، وأدى المقتحمون صلوات تلمودية علنية بحماية شرطة الاحتلال.
وفي سياق الاقتحامات، اقتحم المسجد في 30/10 مجموعات من المستوطنين، وأدت واحدة من المجموعات صلوات تلمودية قرب مصلى باب الرحمة. وفي 31/10 اقتحم الأقصى 129 مستوطنًا، من بينهم 25 طالبًا من معاهد الاحتلال التلموديّة، تلقوا شروحات حول "المعبد" خلال جولاتهم الاستفزازية.
وفي إطار استهداف المسجد الأقصى، دعت "منظمات المعبد" أنصارها إلى شغل عددٍ من الوظائف التي أعلنت عنها شرطة الاحتلال، وهي خاصة بـ"مستكشفين" في الأقصى، وتقضي مهمة "المستكشفين" مرافقة المقتحمين والسياح، وتولي مهمة الإرشاد السياحي، على أن يدخل "المستكشفون" إلى الخدمة بداية العام القادم، وبحسب متخصصين ستكون خطوة "منظمات المعبد" الدخول العملي في بنية شرطة الاحتلال، خاصة في المسجد الأقصى.
التهويد الديموغرافي:
تسارع أذرع الاحتلال لفرض المزيد من السيطرة على القدس المحتلة، ففي 1/11 كشفت وسائل إعلام الاحتلال عن خطة لوزارة المواصلات في حكومة الاحتلال، تهدف إلى فرض المزيد من السيادة على الضفة الغربية بما فيها القدس المحتلة، عبر مضاعفة طريق نفق القدس الذي يربط مستوطنات "غوش عتصيون"، بكلفة تصل إلى نحو مليار شيكل ويأتي هذا المشروع في سياق ربط المستوطنات الإسرائيلية مع القدس من خلال شبكة طرقٍ سريعة.
وفي سياق متصل بخطط الاحتلال، سلمت سلطات الاحتلال مواطنين فلسطينيين قراراتٍ تقضي بالاستيلاء على 500 دونم من أراضي بلدة حزما، وتأتي هذه الخطوة في سياق تعزيز المستوطنات الإسرائيلية حول البلدة، إذ تحيط بها أربع مستوطنات. وفي سياق مصادرة أراضي الفلسطينيين، أصدرت سلطات الاحتلال خلال أسبوع الرصد نحو 16 قرارًا بمصادرة أراضٍ فلسطينية، لدعم المشاريع الاستيطانية في مختلف أنحاء الضفة الغربية، وبحسب هيئة مقاومة الجدار والاستيطان فإن هذه القرارات تستهدف السيطرة على مئات الدونمات في المناطق الفلسطينية المحتلة، التي ستحول إلى مشاريع استيطانية. وبحسب منظمة "السلام الآن" الإسرائيلية، زادت سلطات الاحتلال عدد الوحدات الاستيطانية التي يتم المصادقة عليها سنويًا منذ رئاسة دونالد ترامب، إذ بلغت نحو 6989 وحدة سنويًا.
وعلى صعيد آخر، قدّم أعضاء في "الكنيست" في 4/11 مشروع قانون يهدف إلى ضم مناطق واسعة في الضفة الغربية، وفرض السيادة الإسرائيلية عليها، ويقضي المشروع فرض القانون والنفوذ والإدارة الإسرائيلية على مناطق غور الأردن ومستوطنات "غوش عتصيون" و"معاليه أدوميم"، وغيرها.
ومن المشاريع التي تستهدف المدينة المحتلة القطار الهوائي الخفيف، ففي 5/11 صادقت "الهيئة الوزارية لشؤون السكن" الإسرائيلية، على خطة "القطار الهوائي" الذي يربط جبل الزيتون بحائط البراق، وبعد الانتهاء من الأعمال، سيكون القطار قادرًا على نقل نحو 3 آلاف مسافر في الساعة، وسيعمل هذا المشروع على رفع حدة الهجمة الاستيطانية على القدس المحتلة، إضافةً إلى أنه أحد أبرز المشاريع التي تستهدف الحيز الحضاري التاريخي للمدينة المحتلة.
التفاعل مع القدس:
عُقد في مدينة اسطنبول التركية مؤتمر "رواد ورائدات بيت المقدس 11" في 1-2/11، بمشاركة المئات من الشخصيات والرموز من مختلف الدول العربية والغربية، تحت شعار "معا ضد الصفقة والتطبيع". وفي 1/11 دعا رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية في كلمته إلى إطلاق مبادرة شعبية لمواجهة التطبيع مع الاحتلال، وقال هنية: "إن المرحلة الحالية هي الأكثر خطورة على قضيتنا وعلى القدس ومقدساتها الإسلامية والمسيحية". وأشار إلى أن القدس تمثل رمز وحدة الأمة بكل أطيافها وأعراقها ومذاهبها، ورمز القضية الفلسطينية وجوهر الصراع مع المشروع الصهيوني وهي رمز الصراع مع "إسرائيل" ولا فلسطين بدون القدس.
وفي 2/11 ألقى مدير عام مؤسسة القدس الدولية الأستاذ ياسين حمّود كلمة المؤسسة في مؤتمر الرواد، وقال حمود إن عام 2019 كان عام انكشاف المسجد الأقصى، إذ بدأ بهبة باب الرحمة التي فتحت مصلى باب الرحمة وقطعت الطريق على التقسيم المكاني، لكنه لم يلبث أن شهد ترك ثلة من مرابطي القدس وحدهم في الميدان في اقتحامات الأقصى، وآخرها في اقتحام موسم أعياد رأس السنةِ العبريةِ والعرُش. وقال حمود: "إن الأقصى يمر اليوم بأسوأ مراحله التاريخية، وتغيير الوضع القائم فيه قائمٌ على قدمٍ وساق". وأشار حمود إلى غياب المنظمات والحركات والأحزاب عن مسرحِ التفاعلِ مع الأقصى باستثناءِ بعضِ الفعالياتِ والحملاتِ والتصريحاتِ التي لا تحدِثُ تأثيرًا كبيرًا في مسارِ المعركةِ على الأقصى. وختم حمود بالدعوة إلى أن يكون هذا الملتقى هو إعلانُ النفيرِ الشعبيِّ العربيّ والإسلاميّ والدوليّ لنصرة القدس والأقصى.