18 - 24 كانون الأول /ديسمبر 2019
الخميس 26 كانون الأول 2019 - 6:07 م 2913 القراءة الأسبوعية |
قراءة أسبوعيّة في تطورات الأحداث والمواقف في مدينة القدس
تصدر عن قسم الأبحاث والمعلومات
18 - 24 كانون الأول /ديسمبر 2019
إعداد: علي إبراهيم
الأعياد اليهودية مواسم لاستباحة القدس والأقصى
يواصل الاحتلال استهداف المسجد الأقصى لا سيما مع حلول عيد "الحانوكاه/الأنوار" التهويدي الذي شهد افتتاح سلطات الاحتلال شمعدانًا ضخمًا قرب أحد أبواب المسجد الأقصى، وشهد المسجد اقتحامات كثيفة شارك فيها حاخامات يهود، بالتزامن مع فرض إجراءات أمنية مشددة، في البلدة القديمة. وكشفت مصادر مقدسية عن خطط لافتتاح مقبرة يهودية جديدة، لتغيير المظهر العام للمدينة المحتلة. وعلى الصعيد الديموغرافي افتتحت سلطات الاحتلال خطًّا لسكك الحديد يربط بين القدس المحتلة و"تل أبيب"، وتتابع سلطات الاحتلال هدمها منازل الفلسطينيين ومنشآتهم.
التهويد الديني والثقافي والعمراني:
تتابع أذرع الاحتلال اقتحامها للمسجد الأقصى بشكلٍ شبه يوميّ، ففي 18/12 اقتحم المسجد 132 مستوطنًا، من بينهم 30 مُجندة في جيش الاحتلال، و22 من طلاب المعاهد التلمودية، تلقوا شروحات حول "المعبد". وفي 19/12 اقتحم 166 مستوطنًا باحات المسجد، من بينهم 79 من فئة الطلاب، وحاول عددٌ من المقتحمين أداء صلوات تلموديّة.
ومع حلول عيد "الحانوكاه/الأنوار" التلمودي كثفت "منظمات المعبد" دعواتها لاقتحام المسجد الأقصى. وفي 23/12 بالتزامن مع اليوم الثاني من "الحانوكاه" اقتحم المسجد 232 مستوطنًا، وترافق ذلك مع فرض الاحتلال إجراءات مشددة في محيط المسجد الأقصى، وخلال الاقتحام منعت قوات الاحتلال المصلين من المكوث في مصلى باب الرحمة، واعتقلت 4 سيدات قرب المصلى، أفرجت عنهن لاحقًا بعد إبعادهنّ عن المسجد مدة 10 أيام. وفي 24/12 شارك عددٌ من كبار الحاخامات في اقتحام المسجد الأقصى، وبلغ عدد مقتحمي الأقصى نحو 211 مستوطنًا، من بينهم 15 موظفًا في حكومة الاحتلال، وثلاثة عناصر من مخابرات الاحتلال.
وفي سياق الاحتفال بعيد "الحانوكاه/الأنوار"، دشنت أذرع الاحتلال منارة خاصة بهذا العيد، على أن يضيئها يوميًا كبار حاخامات الاحتلال خلال أيام العيد التلمودي الممتد حتى 30/12، وأقيم "الشمعدان" قرب باب الأسباط في ساحة الغزالي، وشارك في إضاءته إلى جانب شخصيات الاحتلال والحاخامات السفير الأمريكي لدى الاحتلال توماس فريدمان.
وفي سياق آخر من التهويد، كشفت مصادر مقدسية في 19/12 أن سلطات الاحتلال تسعى إلى إقامة مقبرة يهوديّة جديدة على جبل الزيتون، إذ رصدت 90 مليون دولار أمريكي لإقامة هذه المقبرة، التي ستضم 8 آلاف قبر، وقد أغلق الاحتلال الشارع الرئيس الذي يمر في المقبرة القديمة في جبل الزيتون حتى منطقة عين سلوان، وصادر الأراضي بالمنطقة، لمصلحة إقامة المقبرة الجديدة. ولا يقف خطر المقبرة على أراضي الفلسطينيين في المنطقة فقط، بل تمتد ليؤثر في مجمل المدينة المحتلة، إذ ستغلق أفق الأقصى وستغير المنظر الحضاري للمدينة.
التهويد الديموغرافي:
تقيم سلطات الاحتلال المزيد من المشاريع التهويديّة ذات الطابع الديموغرافي، ففي 18/12 افتتح وزير النقل في حكومة الاحتلال بتسلئيل سموتريش خط سكك حديديًّا يربط بين القدس المحتلة و"تل أبيب"، وبلغت تكلفة الخط نحو 7 مليار شيكل (2 مليار دولار)، على أن يفتتح للمستوطنين خلال أسبوع من حفل الافتتاح، وتأتي هذه المشاريع لتسهيل المواصلات بين القدس والمدن المحتلة عام 1948.
وفي 19/12 كشف تقرير قدم أمام مجلس الأمن أن الاحتلال خطط وصادق على بناء نحو 10 آلاف وحدة استيطانية، ويأتي التقرير في سياق تنفيذ قرار مجلس الأمن رقم 2334، الذي ينص على عدم شرعية المستوطنات الإسرائيلية المقامة على الأراضي المحتلة بما فيها الشطر الشرقي من القدس المحتلة.
وعلى صعيد الهدم، هدمت جرافات الاحتلال في 24/12 منزلًا قيد الإنشاء و3 محالّ تجارية، في حي عليان في العيسوية، وكان صاحب المبنى يخطط للانتقال إليه برفقة أولاده بعيد الانتهاء من بنائه.
التفاعل مع القدس:
في 20/12 أكد مجلس جامعة الدول العربية إدانته ورفضه لفتح البرازيل مكتبًا تجاريًا دبلوماسيًا لها في مدينة القدس المحتلة، ما يشكل انتهاكًا للقانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية ذات الصلة بالمكانة القانونية والتاريخية لمدينة القدس، وحذر من التوجهات التي يعبر عنها الرئيس البرازيلي، ورئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس النواب البرازيلي بشأن نية الاعتراف بـ"القدس عاصمة لدولة الاحتلال" ونقل السفارة البرازيلية إليها.
وفي 23/12 قال العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، إن "دفاعي عن حقوق المسلمين والمسيحيين في القدس واجب وإرث هاشمي"، خلال استقباله رؤساء الكنائس في الأردن والقدس، وشخصيات مسيحية أردنية، وممثلين عن أوقاف وهيئات مقدسية إسلامية. وشدد الملك على حق كنائس القدس في الحفاظ على مقدساتها وممتلكاتها وممارسة شعائرها بحرية ودورها القوي، وأكد حرصه على التواصل مع رؤساء الكنائس في الأردن والقدس وممثلي الأوقاف والهيئات المقدسية الإسلامية.