15 - 21 كانون الثاني/يناير 2020
الأربعاء 22 كانون الثاني 2020 - 3:48 م 2960 القراءة الأسبوعية |
قراءة أسبوعيّة في تطورات الأحداث والمواقف في مدينة القدس
تصدر عن قسم الأبحاث والمعلومات
15 - 21 كانون الثاني/يناير 2020
إعداد: علي إبراهيم
الفلسطينيون يفاجئون الاحتلال في "الفجر العظيم"
والقدس بين التهويد والمشاركة الدولية في احتفال "المحرقة"
تتابع أذرع الاحتلال استهدافها للأقصى، فمع استمرار اقتحامات المسجد، دنس عناصر من قوات الاحتلال مصلى الرحمة، بعد اقتحامه والعبث بأثاثه، وخلال أسبوع الرصد أصدرت سلطات الاحتلال عددًا من قرارات الإبعاد، طالت خطيب المسجد الأقصى الشيخ عكرمة صبري، وفي سياق مواجهة مخططات الاحتلال شارك آلاف الفلسطينيين في صلاة "الفجر العظيم" في المسجد الأقصى والإبراهيمي. وعلى الصعيد الديموغرافي، تستمرّ سلطات الاحتلال في سياس هدم منازل المقدسيين ومنشآتهم، واستهدفت خلال الأسبوع عددًا من الأبنية والمنازل في حي باب السلسلة، وفي حي وادي الحمص. وتسلط القراءة الضوء على قرارات محاكم الاحتلال الجائرة بحق أطفالٍ شاركوا في المواجهات أو في تنفيذ عمليات طعن، وعلى تنظيم الاحتلال مؤتمرًا حول "المحرقة" يشارك فيه عشرات المسؤولين الغربيين، على أن يقام في الشطر الغربي من القدس المحتلة.
التهويد الديني والثقافي والعمراني:
تتابع سلطات الاحتلال اقتحاماتها شبه اليومية للأقصى، ففي 15/1 اقتحم 155 مستوطنًا باحات المسجد، بحراسة مشددة من قوات الاحتلال. وفي 16/1 أدى عددٌ من المستوطنين صلواتٍ تلمودية في الساحات الشرقية من المسجد، بالتزامن مع تدنيس واقتحام عناصر من شرطة الاحتلال مصلى الرحمة بأحذيتهم، إذ تجولوا في أرجاء المصلى وفتشوه، والتقطوا صورًا وتسجيلات، وأشار مراقبون إلى أن الاقتحام جاء بعد بيان مجلس الإفتاء الذي شدد على أن المصلى جزء من الأقصى، ولن يغلق مهما بلغ التضييق. وفي 20/1 أعادت قوات الاحتلال تدنيس مصلى باب الرحمة واقتحامه. وفي 21/1 اقتحم 31 مستوطنًا باحات الأقصى، من بينهم ثلاثة عناصر من سلطة الآثار الإسرائيلية، تجولوا في أرجاء المسجد بشكلٍ استفزازي.
وفي سياق الرد على اعتداءات الاحتلال بحق المسجد الأقصى والمسجد الإبراهيمي، أطلق ناشطون حملة "الفجر العظيم"، التي تهدف إلى إقامة صلاة حاشدة فجر الجمعة في 17/1، ما يدفع نحو المزيد من الرباط في هذين المسجدين. وفي 17/1 أدى آلاف المصلين صلاة الفجر في هذين المسجدين، وعلى الرغم من قيام الاحتلال بإغلاق طريق باب الأسباط والانتشار الأمني الكثيف في أزقة البلدة القديمة، وصل إلى الأقصى الآلاف؛ وبحسب وسائل إعلام عبرية، تفاجأ الاحتلال بحجم الاستجابة لهذه الحملة، إذ قدر وجود نحو 8 آلاف مصلٍ داخل المسجد قبل أداء الصلاة، وهو رقمٌ قد تضاعف مع تقاطر المصلين من مختلف المناطق. ونظم آلاف المصلين مسيرات حاشدة عقب خروجهم من الصلاة جابت أحياء القدس القديمة، صدحت بالتهليل والتكبير.
ومع تحقيق الحملة لهدفها، وعمارة المسجد بالآلاف، اعتدت قوات الاحتلال على المصلين، فمع انتهاء الصلاة، اقتحم العشرات من جنود الاحتلال باحات المسجد، واندلعت مواجهات عنيفة، ما أدى إلى إصابة عددٍ من المصلين.
وبالتزامن مع الصلاة في الأقصى، شارك مصلون في قطاع غزة ومساجد لبنان، بعد دعوات للتضامن مع المصلين في القدس. وجدد نشطاء دعواتهم لجمعة "فجر" أخرى في 24/1، وتوسعت هذه الدعوات لتشمل تركيا ولبنان على أثر إبعاد رموز مقدسية عن الأقصى.
وفي سياق الإبعاد، كثفت سلطات الاحتلال قرارات الإبعاد عن الأقصى خلال أسبوع الرصد، ففي 16/1 أبعدت شرطة الاحتلال ثلاثة شبان عن الأقصى، ما بين أسبوع و5 أشهر. وفي 17/1 أبعد الاحتلال طفلًا عن الأقصى مدة 5 أشهر. وفي 19/1 سلمت سلطات الاحتلال الشيخ عكرمة صبري قرارًا بالإبعاد عن الأقصى مدة أسبوعٍ واحد، ووجهت سلطات الاحتلال للشيخ عكرمة تهمة "التحريض من خلال خطب الجمعة وتعريض المواطنين للخطر"، والشيخ صبري واحدٌ من رموز القدس والأقصى، أبعدته سلطات الاحتلال أكثر من 10 مرات عن الأقصى.
التهويد الديموغرافي:
لا تتوقف آلة الاحتلال التهويديّة عن استهداف منازل المقدسيين، ففي 15/1 اقتحمت طواقم بلدية الاحتلال بلدة العيسوية، ووزعت عددًا من إخطارات الهدم، بحجة البناء من دون ترخيص. وفي 16/1 فرضت بلدية الاحتلال على مقدسيين هدم منزليهما ذاتيًا في جبل المكبر. وفي 19/1 أخطرت سلطات الاحتلال 7 منازل في حي باب السلسلة لإخلائها، بحجة وجود تشققات نتيجة حفريات الاحتلال أسفلها، وأشار متابعون إلى أن قرارات الإخلاء السبعة تمثل دفعة من 22 عائلة مهددة بالإخلاء، وأن الاحتلال يختلق المشكلة، ثم "يقدّم" بالحل بما يخدم خططه وأهدافه.
وفي إطار مساعي الاحتلال إلى السيطرة على منازل المقدسيين، أصدرت محكمة الاحتلال في 20/1، قرارًا بإخلاء بناية الرجبي في حي بطن الهوى في سلوان، لمصلحة جمعية "عطيرت كوهنيم" الاستيطانية المتطرفة، ويضم المبنى ثلاث شقق سكنية، ويأتي القرار في سياق سيطرة أذرع الاحتلال على 35 بناية سكنية، يقطنها فلسطينيون منذ عشرات السنين. وفي اليوم نفسه أصدرت محاكم الاحتلال قرارًا بهدم 4 منازل في حي وادي الحمص في صور باهر.
قضايا:
نسلط الضوء في هذا العدد على قضيتين رئيستين:
الأولى استهداف محاكم الاحتلال أطفال القدس؛ ففي مدة الرصد أصدرت محكمة الاستئناف العسكرية التابعة لجيش الاحتلال في 16/1، حكمًا بالسجن المؤبد بحق الطفل أيهم صباح، الذي نفذ عملية طعن عام 2016، وقد جاء الحكم مشددًا على الرغم من كون الطفل قاصرًا، وقد أطلقت قوات الاحتلال النار عليه بعيد تنفيذ العملية، وعانى فتراتٍ طويلة نتيجة إصابته. وفي اليوم نفسه، أصدرت إحدى محاكم الاحتلال قرارًا بسجن الفتى المقدسي يزن محمد فروخ (16 عامًا)، مدة 26 شهرًا، إضافةً إلى غرامة مالية بقيمة 4 آلاف شيكل، بتهمة إلقاء الحجارة و"المولوتوف" في بلدة سلوان، ويقول مراقبون إنّ قرارات الاحتلال لا تتناسب مع أعمار الأطفال من جهة، ومع ما قاموا به من جهة أخرى، في محاولة لاستمرار سياسته في فرض أقصى العقوبات على منفذي العمليات.
أما القضية الثانية فتتناول تنظيم سلطات الاحتلال مؤتمرًا في القدس المحتلة، يتناول ذكرى "المحرقة" في 22-23/1، ويشارك في المؤتمر 50 رئيسًا ومسؤولًا، من بينهم نائب الرئيس الأمريكي، والرئيس الروسي بوتين، ورؤساء فرنسا وألمانيا وهولندا. وفي سياق التحضير للمؤتمر، نشرت سلطات الاحتلال نحو 11 ألف عنصرٍ من قواتها، ونصبت قوات الاحتلال عشرات الحواجز في أزقة المدينة المحتلة وأحيائها، ما حوّل القدس إلى ثكنة عسكرية، وستقام الاحتفالية في مبنى "ياد فشيم" غربي القدس المحتلة. وأثارت هذه المشاركة رفضًا فلسطينيًا، خاصة أمام الوضع القانوني لمدينة القدس، وكونها تساهم في إعطاء دعمٍ لنتنياهو على أبواب انتخابات "الكنيست" في آذار/مارس القادم.