22 - 28 كانون الثاني/يناير 2020
الأربعاء 29 كانون الثاني 2020 - 3:16 م 2928 القراءة الأسبوعية |
قراءة أسبوعيّة في تطورات الأحداث والمواقف في مدينة القدس
تصدر عن قسم الأبحاث والمعلومات
22 - 28 كانون الثاني/يناير 2020
إعداد: علي إبراهيم
مشاركة واسعة في الأسبوع الثالث من حملة "الفجر العظيم"
وقرارات بالإخلاء في سلوان لمصلحة المستوطنين
تتابع أذرع الاحتلال اقتحاماتها للمسجد الأقصى المبارك، وشهدت القدس حملة إبعاد واعتقال على خلفية الدعوات الفلسطينية للمشاركة في حملة الفجر العظيم، وشهد الأقصى للأسبوع الثالث على التوالي مشاركة آلاف الفلسطينيين من القدس والأراضي الفلسطينية المحتلة في "فجر الأمل"، فيما اقتحمت قوت الاحتلال المسجد عقب انتهاء الصلاة لمنع خروج المصلين في مسيرة جماهيرية. وفي السياق الديموغرافي، تستعرض القراءة الضغوطات الاقتصادية التي يتعرض لها تجار القدس، وحجم الضرائب الكبير المفروض عليهم، إضافة إلى قرارات صادرة عن محاكم الاحتلال لإخلاء منازل في بلدة سلوان. وتسلط القراءة الضوء على قضية وفاة طفل مقدسي من بيت حنينا، نتيجة إهمال سلطات الاحتلال وعدم اهتمامها بمناطق الفلسطينيين، إذ تنتشر حفر كبيرة تتجمع فيها الأمطار تشكل خطرًا على المارة.
التهويد الديني والثقافي والعمراني:
تابعت أذرع الاحتلال اقتحاماتها للمسجد الأقصى، ففي 22/1 اقتحم 59 مستوطنًا باحات المسجد الأقصى، تجولوا في أرجاء المسجد، ومن ثم غادروا من باب السلسلة. وفي 26/1 اقتحم 213 مستوطنًا باحات المسجد الأقصى، من بينهم 132 من طلاب معاهد الاحتلال التلمودية، وخلال الاقتحام أدى عددٌ من المستوطنين صلوات تلمودية في المنطقة الشرقية من الأقصى. وفي 27/1 اقتحم 62 مستوطنًا باحات المسجد، بحراسة مشددة من قوات الاحتلال.
وللجمعة الثالثة على التوالي، تجددت الدعوات لإقامة صلاة الفجر الحاشدة في المسجد الأقصى والمسجد الإبراهيمي تحت عنوان "فجر الأمل"، وشملت الدعوات مساجد الضفة الغربية وقطاع غزة، وفي 24/1 شارك الآلاف من المقدسيين والمناطق الفلسطينية المحتلة في صلاة الفجر العظيم، إذ عمر المسجد الأقصى آلاف المصلين منذ ساعات الفجر الأولى، وحاولت سلطات الاحتلال فرض إجراءات عقابية على المشاركين، إذ اقتحمت باحات المسجد بعد انتهاء الصلاة وانطلاق مسيرة حاشدة من الأقصى، وفي سياق متصل صادرت قوات الاحتلال مشروبات ساخنة أعدها مقدسيون ليقدموها للمشاركين في الفجر العظيم، وحرر مخالفات مالية بحق النشطاء، وفي سياق السخرية من إجراءات الاحتلال أطلق نشطاء وسم "غزوة السحلب" على هذه العملية، في تسليط للضوء على التهافت الذي بلغته سلطات الاحتلال لعرقلة هذه المبادرة. ولقيت الحملة تجاوبًا في عدد من الدول منها لبنان وتركيا والأردن والكويت.
وفي سياق مواجهة قرارات الاحتلال، كسر الشيخ عكرمة صبري في 24/1 قرار إبعاده عن الأقصى، حيث دخل المسجد محمولًا عل الأكتاف، وسط هتافات التكبير. واقتحمت قوات الاحتلال منزل اشيخ صبري ليل 25/1، وسلمته قرارًا بالإبعاد عن الأقصى مدة أربعة أشهر.
وأمام الدعوات المتواصلة لعمارة الأقصى، والمشاركة الحاشدة في الفجر العظيم، صعدت سلطات الاحتلال إبعادها الفلسطينيين عن الأقصى، ففي 22/1 أبعدت مرابطة من الداخل الفلسطيني المحتلة مدة أسبوع. وفي 23/1 أبعدت المسؤول عن قسم النظافة في الأقصى رائد الزغير، إضافة إلى الناشط المقدسي محمد شبلي مدة أسبوع. وفي 24/1 أبعدت سلطات الاحتلال عددًا من الفلسطينيين، إذ طالبت النيابة العامة التابعة للاحتلال إبعاد الصحفيين أمجد عرفة وعبد الكريم درويش عن الأقصى مدة 30 يومًا، وأبعدت شابين من أم الفحم مدة أسبوع. وفي 26/1 أبعدت سلطات الاحتلال الشابين نادر أمجد الباسطي، ومحمد أكرم الباسطي عن المسجد الأقصى 3 أشهر.
التهويد الديموغرافي:
سلط مركز القدس للحقوق الاجتماعية الضوء على الواقع الاقتصادي للمقدسيين، فأكد أن سلطات الاحتلال تجبي 35% من ميزانية المقدسيين على شكل ضرائب، ولا تبلغ الخدمات التي يقدمها الاحتلال للمقدسيين 5% مما يتم جبايته، وستؤدي سياسات الاحتلال الاقتصادية إلى معاناة المقدسيين بشكل متزايد من سوء الوضع الاقتصادي.
وفي سياق السيطرة على منازل المقدسيين، أصدرت محكمة الاحتلال في 27/1 قرارًا بإخلاء مبنى عائلة الدويك في حي بطن الهوى في سلوان، لمصلحة جمعية "عطيرت كوهنيم" الاستيطانية، وأمهلت المحكمة العائلة حتى مطلع آب/أغسطس القادم لتنفيذ قرار الإخلاء. ويتكون العقار من 5 طبقات، وتعيش فيه 5 عائلات. وفي 28/1 أصدرت محكمة الصلح قرارًا بإخلاء عائلة عزات صلاح من منزلها من سلوان، وأمهلت العائلة حتى مطلع نيسان/ أبريل المقبل لتنفيذ القرار.
وفي سياق الهدم، شنت طواقم بلدية الاحتلال حملة على متاجر المقدسيين في البلدة القديمة، إذ دهمت عددًا من محلات المقدسيين، وصادرت بضائع، وذلك بحماية شرطة الاحتلال. وفي 28/1 هدمت جرافات الاحتلال محلًا تجاريًا في حي وادي الجوز قرب سور القدس.
قضايا:
لا تتوقف معاناة المقدسيين عند الحصار المفروض عليهم، بل تصل إلى ما يهدد حياتهم من قبل المستوطنين أو إهمال الأحياء الفلسطينية، ففي 25/1 اختفى الطفل قيس أبو رميلة (8 أعوام) من بيت حنينا، وشارك آلاف الشبان المقدسيين في البحث عن الطفل، وحجبت شرطة الاحتلال أي معلومات تتعلق باختفائه، إذ رفضت الكشف عن محتويات كاميرات المراقبة في المنطقة، ولم تتفاعل بالشكل المطلوب مع حملة البحث. وفي صباح اليوم الثاني تم العثور على جثة الطفل في حفرة تجمعت فيها مياه الأمطار في بيت حنينا، وحمل الفلسطينيون الاحتلال المسؤولية عن وفاة الطفل، نتيجة غياب أي أعمال ردم لهذه الحفر، وتحولها إلى حفر للموت نتيجة تراكم المياه والأوحال داخلها، ويصل عمق بعضها إلى 6 أمتار.
التفاعل مع القدس:
نظم عشرات المغاربة في 24/1، وقفة تضامنية في العاصمة الرباط، نصرة للمسجد الأقصى ورفضًا لممارسات الاحتلال بحقه. وقال محمد حمداوي، القيادي في جماعة "العدل والإحسان"، إن "تنظيم الوقفة يأتي ليعلم الفلسطينيون أن لهم إخوة يعيشون قضيتهم"، وانتقد حمداوي بعض الأنظمة العربية والإسلامية التي فرطت في القضية الفلسطيني".
وفي تركيا نظمت منظمات أهلية في 24/1 وقفة تضامنية مع المقدسيين وعلى رأسهم خطيب المسجد الأقصى الشيخ عكرمة صبري، في ساحة مسجد السلطان محمد الفاتح بإسطنبول، وسط حضور فلسطيني وعربي وتركي، مندّدين بالاحتلال الإسرائيلي وسياسته القمعية بحق الفلسطينيين.