18 - 24 آذار/مارس 2020
الأربعاء 25 آذار 2020 - 4:06 م 2867 القراءة الأسبوعية |
قراءة أسبوعيّة في تطورات الأحداث والمواقف في مدينة القدس
تصدر عن قسم الأبحاث والمعلومات
18 - 24 آذار/مارس 2020
إعداد: علي إبراهيم
بذريعة "كورونا" الاحتلال يفرض المزيد من التضييق على الأقصى
ويفتح ساحة البراق أمام صلوات المتطرفين
المقدمة
استمرت في أسبوع الرصد اقتحامات المسجد الأقصى وإن كانت هزيلة، مع فرض الحجر الصحي في مجمل المناطق المحتلة، وفي سياق استخدام انتشار فايروس "كورونا" ذريعة للاحتلال، فرض الأخير إجراءات مشددة في البلدة القديمة، وأغلق عددًا من أبواب المسجد الأقصى. وعلى الصعيد الديموغرافي تتابع سلطات الاحتلال هدمها منازل الفلسطينيين ومنشآتهم، فيما يستمر سكان وادي الربابة بالرباط في أراضيهم، التي تحاول بلدية الاحتلال في القدس السيطرة عليها. وفي قضية هذا الأسبوع، تتناول القراءة رفض محكمة الصلح الإسرائيلية تأجيل تنفيذ حكم السجن بحق الشيخ رائد صلاح، ولجوء فريق محاميه إلى الاستئناف لفرض التأجيل على الاحتلال، بينما يتم البت فيه.
التهويد الديني والثقافي والعمراني
تابعت أذرع الاحتلال التهويديّة اقتحامها للمسجد الأقصى، ففي 19/3 اقتحم 37 مستوطنًا باحات المسجد الأقصى، نفذوا جولات سريعة في ساحات الأقصى، ثم غادروا من باب السلسلة. وفي 22/3 اقتحم 27 مستوطنًا المسجد، أدى عددٌ منهم طقوسًا تلموديّة في ساحاته.
وبذريعة الحدّ من انتشار فايروس "كورونا"، أغلقت قوات الاحتلال في 20/3 البلدة القديمة في القدس المحتلة، ونصبت متاريس حديدية على أبوابها، ودققت ببطاقات الفلسطينيين، ومنعت من يسكن خارج البلدة من الدخول إليها، والصلاة في الأقصى، وأعادت قوات الاحتلال إغلاق أبواب المسجد الأقصى باستثناء أبواب حطة، والمجلس، والسلسلة. واستمرت إجراءات الاحتلال حتى يوم الجمعة في 20/3 حيث أدى مئات الفلسطينيين صلاة الجمعة في رحاب الأقصى، وفي 21/3 غرّمت سلطات الاحتلال مدير عام الأوقاف الإسلامية الشيخ عبد العظيم سلهب بمبلغ 5 آلاف شيكل، لعدم منعه المصلين من أداء صلاة الجمعة في الأقصى، وسبق تغريم الشيخ سلهب اعتقال نائبه الشيخ ناجح بكيرات، ونقله إلى مركز "المسكوبية" للتحقيق معه.
ولم تقف هذه الاعتداءات عند مسؤولي دائرة الأوقاف الإسلامية فقط، بل شملت مصلين في الأقصى، ففي 24/3 غرّمت قوات الاحتلال أربعة مصلين بمبلغ 5 آلاف شيكل لكلٍ منهم، بذريعة "مخالفة قرارات وزارة الصحة –الإسرائيلية-" للوقاية من "كورونا"، مع تأكيد الشبان مراعاتهم المسافة الآمنة في ما بينهم.
وعلى الرغم من فرض إجراءات قاسية على الأقصى وإغلاق عددٍ من أبوابه والتشدد في البلدة القديمة بذريعة "كورونا"، سمحت سلطات الاحتلال في 21/3 لمئات المتدينين من "الحريديم" بالتوجه إلى حائط البراق، لأداء صلوات وطقوسٍ تلمودية.
التهويد الديموغرافي
لا تتوقف آلة الاحتلال التهويدية عن هدم منازل الفلسطينيين ومنشآتهم، ففي 19/3 هدمت طواقم الاحتلال مسكنين وحظيرة أغنام في بلدة السواحرة جنوب شرق القدس المحتلة، وتأتي هذه الاعتداءات في سياق توسعة المستوطنات بالسواحرة، وضم المزيد من الأراضي الفلسطينية. وفي سياق متصل بمواجهة سيطرة الاحتلال على الأراضي في حي وادي الربابة، يستمر الأهالي بالرباط في أراضيهم، وتنطلق دعوات لتخصيص يومٍ في الأسبوع للرباط فيها، وحسب لجنة الدفاع عن أراضي سلوان وعقارات، فإن الأرض تبلغ مساحتها 4 دونمات، وتخطط بلدية الاحتلال في القدس لمصادرتها لإقامة حدائق عامة وبناء جسر تهويدي بطول 197 مترًا وارتفاع 30 مترًا.
وفي متابعة لما يحدث في بلدة العيسوية، شهدت البلدة في 21/3 مواجهات عنيفة مع قوات الاحتلال، على أثر اقتحامها للبلدة بعيد منتصف الليل، وتصدى شبان البلدة لهذه الاقتحامات بالحجارة والمفرقعات النارية، والزجاجات الحارقة ما اضطر قوات الاحتلال إلى الانسحاب من البلدة.
قضايا
رفضت محكمة الصلح الإسرائيلية في 23/3 طلب طاقم الدفاع عن الشيخ رائد صلاح بتأجيل دخوله إلى السجن مدة شهرين بسبب مخاطر انتشار فيروس "كورونا"، وأشار محامو الشيخ إلى أن سلطات الاحتلال تتجاهل مخاطر انتشار الفايروس داخل سجونها، ولا تقوم بإصدار أي إحصاء رسمي لعدد المصابين داخلها، خاصة مع التفشي الكبير للفايروس في صفوف المستوطنين، وتسريب معلومات عن رصد بعض الحالات بين الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال.
وفي محاولة لفرض التأجيل على سلطات الاحتلال، جمدت المحكمة المركزية في حيفا في 24/3 قرار تنفيذ سجن الشيخ رائد صلاح، بعد تقديم طاقم الدفاع طلب استئناف للحكم، وأمهلت المحكمة النيابة العامة الإسرائيلية حتى 30/3 للرد على استئناف طاقم الدفاع، وأشار محامو الشيخ إلى أنهم اختاروا هذا التكتيك لفرض التأجيل على الاحتلال، إذ يتطلب النظر بالاستئناف المزيد من الوقت.