08 - 14 نيسان/إبريل 2020
الأربعاء 15 نيسان 2020 - 2:58 م 2882 القراءة الأسبوعية |
قراءة أسبوعيّة في تطورات الأحداث والمواقف في مدينة القدس
تصدر عن قسم الأبحاث والمعلومات
08 - 14 نيسان/إبريل 2020
إعداد: علي إبراهيم
الاحتلال يفاقم من انتشار "كورونا" في القدس
ويستمر في مشاريعه التهويدية في المدينة
تستمر أذرع الاحتلال بطرح المشاريع التهويديّة في المدينة المحتلة، وآخرها خطٌ جديد للقطار الهوائي الخفيف، سيربط بين المستوطنات المقامة في القدس المحتلة. وعلى صعيد القضايا، تسلط القراءة الأسبوعية الضوء على مشاركة السفير الأمريكي لدى الاحتلال في صلاة "عيد الفصح"، التي أقيمت عند حائط البراق، ما يشكل صورة متجددة لانحياز الأمريكيين إلى جانب الاحتلال. وتفرد القراءة لهذا الأسبوع مساحة لرصد أخبار وتطورات تفشي وباء "كورونا" في المدينة المحتلة، إذ وصلت أعداد المصابين في المدينة إلى نحو 100 إصابة، من بينهم 45 إصابة في سلوان، وتأتي هذه المعلومات مع استمرار تكتم الاحتلال عن أي معلومات وإحصائيات في هذا الصدد، وتتابع إغفالها أي إجراءات صحية في المدينة، مع تواصل اعتداءاتها بحق الفلسطينيين والأحياء المقدسية.
التهويد الديموغرافي:
تتابع سلطات الاحتلال اعتداءاتها بحق المقدسيين، ففي 11/4 أفرجت سلطات الاحتلال عن 4 مقدسيين من بلدة سلوان، بعد اعتقالهم لساعات عدة بتهمة "عرقلة عمل الشرطة ومخالفة إجراءات الوقاية من فيروس كورونا"، وحررت لهم مخالفات مالية بقيمة 22 ألف شيكل.
وفي سياقٍ آخر من التهويد الديموغرافي، كشفت وسائل إعلام عبرية في 12/4 أن حكومة الاحتلال تعتزم مد خطٍ للقطار الخفيف يربط بين مستوطناتها في القدس المحتلة، فقد أجرت "اللجنة اللوائية للتنظيم والبناء" مداولات لبناء خط جديد يصل إلى مستوطنة "أرمون هنتسيف" المقامة على جبل المكبر جنوب شرقي القدس. وأفادت صحيفة "يروشاليم" العبرية، أن القطار سيؤدي إلى زيادة وتكثيف البناء الاستيطاني في المنطقة، إضافةً إلى جذب المزيد من المستوطنين عن طريق توسيع بناء المنازل الاستيطانية.
قضايا:
كشفت صحيفة "هآرتس" العبرية في 10/4 أن جهاز "الشاباك" الإسرائيلي وجيش الاحتلال، طلبوا من العمال الفلسطينيين والحاصلين على تصاريح العمل، تحميل تطبيق يسمح لجيش الاحتلال الوصول إلى الملفّات والكاميرا في هواتفهم، إضافة إلى تحديد أماكنهم والملفات المحفوظة في الهاتف، وبعد تثبيت التطبيق تظهر الرسالة الآتية: "من المحتمل أن نستخدم المعلومات التي نجمعها لكل هدف، بما في ذلك الأهداف الأمنيّة" إضافة إلى حفظ المواد عند الأجهزة الأمنية الإسرائيليّة لاستخدامها لاحقًا."
وعلى صعيدٍ آخر ذكرت وسائل إعلام عبرية أن السفير الأمريكي في دولة الاحتلال ديفيد فريدمان، شارك في 12/4 في صلاة "البركة الكهنوتية" التي أقيمت بمناسبة عيد الفصح العبري عند حائط البراق، وعلى الرغم من مشاركة عددٍ محدود من المستوطنين والحاخامات بسبب تفشي فيروس "كورونا"، شارك فيردمان في الصلاة بإصرارٍ شخصي منه، وتعد هذه المشاركة صورة متجددة لانحياز الجانب الأمريكي إلى جانب الاحتلال، وطبيعة هذه المشاركة الدينية، التي تكشف أجندات الإدارة الأمريكية الحالية.
كوروونا في القدس:
بدأ وباء "كورونا" يأخذ منحنى خطيرًا في القدس المحتلة، بعد تصاعد انتشاره في الأحياء المقدسية، وذكرت القراءة الأسبوعية في الأسبوع الماضي عدم قيام سلطات الاحتلال بأي إجراءات وقائية تستهدف المدينة المحتلة، ولا تطبق أيّ إجراء مما تنفذه في المستوطنات والبؤر الاستيطانية الأخرى. ولكنها في سياق رفع جهوزيتها، قامت طواقم من مختلف مؤسسات الاحتلال في 8/4 بتدريبات خاصة تتعلق بمنع تفشي فيروس "كورونا" بين المستوطنين، أقامتها على أرض مطار قلنديا شمال القدس المحتلة.
ومع تصاعد أعداد المصابين بالفايروس من المقدسيين، ناشدت القوى الإسلامية في سلوان سكان البلدة بضرورة الالتزام بمنازلهم إلا للضرورة القصوى، بعد الإعلان في 14/4 عن وصول عدد الإصابات المعلن عنها في البلدة إلى 45 إصابة. وبحسب مركز معلومات وادي حلوة يصل العدد الإجمالي للإصابات بالقدس إلى نحو 100 حالة، مع توقع أن يتصاعد عدد المصابين في الفترة القادمة، خاصة أن سلطات الاحتلال تتكتم على الإحصائيات الدقيقة لأعداد المصابين، وتمتنع عن تقديم أي معطيات بهذا الشأن يمكن أن تفيد الجهات الفلسطينية، إضافةً إلى استمرار اعتداءاتها بحق المقدسيين، من اعتقالهم واقتحام الأحياء المقدسية، في تناقض صارخ مع تطبيق إجراءات تحديد الحركة، وهو ما سيؤدي إلى تصاعد إمكانية إصابة المقدسيين بالفايروس.
ومن هذه الاعتداءات التي تحاول ضرب جهوزية المجتمع الفلسطيني في مواجهة الوباء، اقتحام قوات الاحتلال في 14/4 للمركز الطبي في سلوان، الذي أعدته لجنة الطوارئ في البلدة، بالتعاون مع وزارة الصحة الفلسطينية، للتعامل مع حالات الاشتباه بالفيروس، وتقديم الدعم الصحي الأولي، قبل نقل الحالات إلى المشافي.
وعلى الرغم من ضعف الإمكانيات في مواجهة هذا التفشي، قام أبناء وكوادر القوى الوطنية والإسلامية والمؤسسات والفعاليات ورابطة حمائل سلوان بالتوجه إلى أصحاب المحال التجارية داخل البلدة لحثهم على ضرورة اتباع جميع سبل الوقاية والسلامة لهم ولزبائنهم، وعملوا على تعقيم منازل المصابين والمحلات التجارية والعامة بالبلدة.