17 - 23 حزيران/يونيو 2020
الأربعاء 24 حزيران 2020 - 6:21 م 3350 329 القراءة الأسبوعية |
قراءة أسبوعيّة في تطورات الأحداث والمواقف في مدينة القدس
تصدر عن قسم الأبحاث والمعلومات
17 - 23 حزيران/يونيو 2020
إعداد: علي إبراهيم
الاحتلال يكثف اعتداءاته في الأقصى، والأوقاف في مهداف التصفية
ونتنياهو يستعد لتطبيق خطة ضمٍ تدريجيّة
تشهد اقتحامات المسجد الأقصى مشاركة واسعة من طلاب معاهد الاحتلال التلمودية، وتكثف سلطات الاحتلال استهداف المصلين والمرابطين، وأظهرت مقاطع مصورة وحشية شرطة الاحتلال خلال اعتقالها عددًا من المرابطات، وحذرت جهات مقدسية داخل القدس وخارجها من اعتداءات الاحتلال، وأنها خطوة لنزع حصرية دائرة الأوقاف، وتستعرض القراءة تسريب وسائل إعلام عبرية ملامح خطة الضم التي ستطبقها سلطات الاحتلال تدريجيًّا. وعلى الصعيد الديموغرافي تتابع سلطات الاحتلال هدمها منازل الفلسطينيين ومنشآتهم. وعلى صعيد التفاعل تسلط القراءة الضوء على تنظيم مؤسسة القدس الدولية ندوة سياسية، تناولت استهداف الوضع القائم في الأقصى كجزء من صفقة الضم، بمشاركة نخب ومفكرين وخبراء.
التهويد الديني والثقافي والعمراني
تشهد اقتحامات المسجد الأقصى مشاركة دائمة من الطلاب اليهود، إن كانوا طلابًا في معاهد الاحتلال التلمودية، أو في مدارس الاحتلال وجامعاته. ففي 17/6 اقتحم 174 مستوطنًا باحات الأقصى، من بينهم 126 طالبًا من معاهد الاحتلال التلموديّة، وتلقى المقتحمون شروحات حول "المعبد"، وأدى عددٌ منهم صلوات تلمودية خلال جولاتهم الاستفزازية. وفي 18/6 اقتحم الأقصى 67 طالبًا يهوديًا، إضافة إلى 61 مستوطنًا، وشهد الاقتحام أداء صلوات تلمودية بحماية شرطة الاحتلال. وفي 23/6 اقتحم 106 مستوطنين الأقصى، من بينهم 30 طالبًا من معاهد الاحتلال التلمودية، جالوا في أرجاء المسجد، بحماية مشددة من قوات الاحتلال.
وبالتزامن مع الاقتحامات شبه اليومية، تتابع سلطات الاحتلال إبعاد المصلين وحراس الأقصى عنه، ففي 18/6 أبعدت مخابرات الاحتلال الحارس فادي عليان مدة أسبوع عن الأقصى، على أثر اعتقاله من الأقصى خلال أداء عمله. وشهد المسجد في 21/6 تصعيد الاحتلال استهداف المرابطين والمرابطات في مصلى باب الرحمة، إذ اعتقلت قوات الاحتلال أحد حراس الأقصى، إضافة إلى خمس فتيات، وانتشرت مقاطع مصورة تظهر التعامل الوحشي معهن، فقد حاول جنود الاحتلال طرد الفتيات من الساحة الداخلية أمام باب المصلى، وخلال الاعتقال دنس جنود الاحتلال المصلى بأحذيتهم. وقد رفضت دائرة الأوقاف هذه الاعتداءات، وأصدرتا بيانًا في هذا الصددأكدت أن الحملة التي تشنها سلطات الاحتلال تستهدف دور الأوقاف مباشرة.
وحول هذا الاستهداف، أعلن الشيخ عكرمة صبري أن دائرة الأوقاف تفقد سيطرتها عن الأقصى تدريجيًا، خاصة في منطقة باب الرحمة، وأشار إلى إن الاحتلال يستفيد من انشغال العالم العربي والإسلامي، لتنفيذ مخططاته التي تستهدف الأقصى. وعلى أثر هذا التصعيد، دعت مؤسسة القدس الدولية الأطراف المعنية إلى بذل كل الجهود لتثبيت حصرية إدارة الأوقاف الإسلامية للمسجد الأقصى، وإلى إعادة الأقصى ليكون ميدانَ مواجهة، لما يشكل من رمزية جاذبة للجماهير الفلسطينية.
وفي متابعة لمخطط الاحتلال ضم المزيد من المناطق الفلسطينية المحتلة، كشفت صحيفة "إسرائيل هيوم" العبرية في 18/6، عن تفاصيل خطة الاحتلال لضم غور الأردن، ومستوطنات الضفة الغربية، على أن تتم تدريجيًّا، ونقلت الصحيفة أن الخطة ستنفذ على مرحلتين، تشمل الأولى ضم عددٍ من المستوطنات في عمق الضفة، وخارج المستوطنات الكبرى، وتشكل 10٪ من مساحة الضفة. وستتبع هذه المرحلة دعوة السلطة الفلسطينية إلى طاولة المفاوضات، وفي حال استمرار السلطة بالرفض، سيبدأ الاحتلال تطبيق المرحلة الثانية، التي تشكل ضم 20% أخرى من مساحة الضفة، وبحسب هذه المصادر، سيعرض هذا المقترح على الجانب الأمريكي، وحول تقسيم الضم إلى هذه المراحل، قالت مصادر رئيس وزراء الاحتلال، أن هذه الخطوة في سياق امتصاص انتقادات المجتمع الدولي.
التهويد الديموغرافي
تتابع أذرع الاحتلال هدم منشآت المقدسيين ومنازلهم، ففي 17/6 هدمت جرافات عسكرية منشآت قرب جامعة القدس في أبو ديس، شملت بركسًا ومحال تجارية، إضافة إلى بناية سكنية قيد الإنشاء، وسور ملعب جامعة القدس. وفي 23/6 هدمت جرافات بلدية الاحتلال منزلًا في حي البستان في منطقة سلوان، بذريعة البناء من دون ترخيص، ولم يسكن فيه قاطنوه إلا منذ شهرين فقط، وأثر الهدم في 6 مواطنين، من بينهم 4 أطفال.
وفي سياق متصل بالهدم، اقتحمت طواقم بلدية الاحتلال في القدس منطقة وادي حلوة في سلوان، سلموا خلالها عددًا من المواطنين بلاغات لمراجعة البلدية بادعاء "مخالفات البناء". وفي 23/6 وزعت طواقم بلدية الاحتلال قرارات هدم لعددٍ من منازل سلوان، بذريعة البناء من دون ترخيص.
قضايا
تستمرّ سياسة الاحتلال بقتل الفلسطينيين بدمٍ بارد، وهي حوادث تصاعدت في عام 2020، ففي 23/6 استشهد الشاب أحمد مصطفى عريقات (27 عامًا) برصاص قوات الاحتلال عند حاجز "الكونتينر" العسكري جنوب شرق القدس المحتلة. والشهيد من بلدة أبو ديس، وكان يستعد للمشاركة في زفاف شقيقته في اليوم نفسه، وبحسب شهود عيان، ترك جنود الاحتلال الشهيد ينزف حتى الموت، وادعت قوات الاحتلال أن الشهيد حاول تنفيذ عملية دهس على الحاجز.
التفاعل مع القدس
نظمت مؤسسة القدس الدولية في 18/6 ندوة حوارية سياسية رقمية تحت عنوان: "هل يحاول الاحتلال إعادة تعريف الوضع القائم في الأقصى كجزء من صفقة الضم والاستيلاء: المخطط وسبل المواجهة"، شارك فيها كلٌّ من المدير العام لمؤسسة القدس الدولية ياسين حمّود، والأمين العام للمؤتمر الشعبي لفلسطينيي الخارج المفكر منير شفيق، والقيادي في حركة حماس أسامة حمدان، ورئيس حركة مجتمع السلم الجزائرية عبد الرزاق مقري، والباحث المختص بالشأن المقدسي زياد ابحيص، وأدار الندوة رئيس قسم الأبحاث والمعلومات في المؤسسة هشام يعقوب.
وتناولت المداخلات محاولة الاحتلال إعادة تعريف الوضع القائم في الأقصى، واستعرضت الواقع الفلسطيني، والمواقف من صفقة القرن، وضرورة مواجهة مشاريع الضم من مختلف التيارات والفصائل، ودعت إلى ضرورة وقف اتفاقية أوسلو وما نتج عنها، ووقف التنسيق الأمني بشكل عملي ميداني، والإشارة إلى عودة الأقصى إلى مسرح الأحداث كعامل تفجير في الساحة الفلسطينية في ظل مساعي الاحتلال إلى تغيير الوضع القائم فيه.