22- 28 تموز/يوليو 2020
الأربعاء 29 تموز 2020 - 4:04 م 3617 307 القراءة الأسبوعية |
قراءة أسبوعيّة في تطورات الأحداث والمواقف في مدينة القدس
تصدر عن قسم الأبحاث والمعلومات
22- 28 تموز/يوليو 2020
إعداد: علي إبراهيم
"منظمات المعبد" تطلق حملات تمويلٍ، وحاخاماتها يقرؤون التوراة داخل الأقصى علنيًا
وسلطات الاحتلال تتابع بناء المشاريع التهويديّة السياحية داخل القدس
تتابع أذرع الاحتلال اقتحامها للمسجد الأقصى بشكلٍ شبه يومي، ومع اقتراب ذكرى "خراب المعبد" صعدت "منظمات المعبد" اعتداءاتها وتحضيراتها لتدنيس الأقصى في هذه المناسبة، إذ أدى حاخامات يهود صلوات تلموديّة علنية، وقرأوا التوراة بصوتٍ مترفع داخل المسجد الأقصى، وأطلقت هذه المنظمات حملات لحشد الدعم المالي، لتغطي نفقاتها خلال العام القادم، منطلقة من الترويج لاقتحام الأقصى في يوم عرفة وأول أيام العيد. وعلى الصعيد الديموغرافي تتابع سلطات الاحتلال هدمها منازل الفلسطينيين ومنشآتهم، وتعمل أذرع الاحتلال على تنفيذ المزيد من المشاريع التهويديّة السياحيّة، وآخرها عجلة ترفيهيّة ضخمة تطل على البلدة القديمة والمسجد الأقصى. وعلى صعيد التفاعل تسلط القراءة الضوء على إطلاق مبادرات فلسطينيّة لدعم تجار القدس وتفعيل نشاط الفلسطينيين في المناطق الفلسطينية المحتلة عام 1948، وعلى نشاط مؤسسة القدس الدولية وتواصلها مع عددٍ من الهيئات والأحزاب لحشد الرأي العام العربي والإسلامي لمواجهة اقتحامات الأقصى في 30 و31/7/2020.
التهويد الديني والثقافي والعمراني
بدأت "منظمات المعبد" تصعيدها في استهداف المسجد الأقصى، إذ شكل اليوم الثاني مما يعرف ٍتلموديًا بـ "أيام الحداد التسعة" في 23/7 فرصة لهذه المنظمات لتدنيس المسجد، فقد ردد عددٌ من الحاخامات عباراتٍ من التوراة بصوتٍ مرتفع في أثناء اقتحامهم للمسجد، فإلى جانب الحاخام المتطرف يهودا غليك الذي قرأ عباراتٍ من التوراة من هاتفه، أدى الحاخام المتطرف بروير اليعازر صلاة تلموديّة، وهو جالس في الساحة الشرقية للأقصى مقابل مصلى قبة الصخرة، وأدى المتطرف أور نحميا صلاة تلموديّة على درجات الطريق المؤدي للبائكة الشرقية. وإلى جانب هذه الاعتداءات اقتحم الأقصى في ذلك اليوم 59 مستوطنًا، من بينهم 21 طالبًا يهوديًا.
واصلت أذرع الاحتلال اقتحامها للأقصى، ففي 27/7 اقتحم المسجد 73 مستوطنًا، إضافةً إلى 11 عنصرًا من مخابرات الاحتلال، ونظموا جولات استفزازية في باحات المسجد. وفي 28/7 اقتحم الأقصى 100 مستوطن، وسط وجود لحاخامات، وسبق الاقتحام، دهم جنود الاحتلال المنطقة الشرقية، وإخلاؤها بالقوة من المصلين والمرابطين. وفي 28/7 اقتحم المسجد 117 مستوطنًا من بينهم الحاخام المتطرف يهودا غليك، وحاول عددٌ من المقتحمين أداء صلوات تلمودية في المنطقة الشرقية من الأقصى.
وفي سياق استعدادات "منظمات المعبد" لاقتحام الأقصى في 30/7/2020 الذي يوافق يوم عرفة، أطلقت هذه المنظمات "ماراثون تمويل" يهدف إلى تمويل اعتداءاتها بمناسبة "ذكرى خراب المعبد"، وأطلق عددٌ من هذه المنظمات حملات تبرع إلكترونية لدعم اقتحاماتها للأقصى في العام القادم، إضافةً لتوفير رواتب العاملين والمقتحمين المتفرغين، وتكريس الاقتحامات الجماعية بالتزامن مع الأعياد والمناسبات التلموديّة. وبحسب هذه المعيطات يظهر أن معطى أعداد المقتحمين ليس مؤشرًا دائمًا على تصاعد فكرة "المعبد" في المجتمع الإسرائيلي، إذ تكشف حملات التمويل هذه، عن وجود عشرات المستوطنين المتفرغين الذين يقتحمون الأقصى يوميًا، وربما أكثر مرة في اليوم الواحد.
وتتابع سلطات الاحتلال استهدافها المكون البشري في الأقصى، ففي 25/7 أبعدت شرطة الاحتلال حارس الأقصى رجائي الترهي عن الأقصى مدة 4 أشهر، على أثر منعه جنود الاحتلال من اقتحام مصلى الرحمة وتدنيسه بأحذيتهم في 18/7/2020. وفي 26/7 اعتقلت قوات الاحتلال أحد المصلين من داخل مصلى باب الرحمة، واقتادته إلى أحد مراكز التحقيق.
التهويد الديموغرافي
تستهدف سلطات الاحتلال المؤسسات المقدسية بالإغلاق والدهم، ففي 22/7 اقتحمت قوة من مخابرات الاحتلال مركز يبوس الثقافي والمعهد الوطني للموسيقى، واعتقلت المسؤولين عنهما، وصادرت من المركزين ملفات ومقتنيات.
وفي سياق الهدم، هدمت جرافات تابعة لبلدية الاحتلال في 22/7 منزلًا قيد الإنشاء في جبل المكبر، بذريعة البناء من دون ترخيص. وفي 28/7 هدمت قوات الاحتلال عددًا من المساكن والمنشآت في تجمع الخان الأحمر. وبحسب خبراء، يأتي هذا الهدم في محاولة للتضييق على السكان، بعد فشل مساعي الاحتلال تهجير سكان الخان في عام 2019. وبحسب مركز معلومات وادي حلوة، هدمت سلطات الاحتلال منذ بداية عام 2020 نحو 61 منزلًا ومنشأة في المدينة المحتلة.
ولا تتوقف اعتداءات الاحتلال عند الهدم فقط، إذ تواصل سلطات الاحتلال بناء المشاريع التهويديّة داخل المدينة، ومن بينها بناء بلدية الاحتلال في القدس عجلة ترفيهية في متنزه "أرمون هنتسيف"، يتراوح ارتفاعه ما بين 40 و60 مترًا، ما يعطي رؤية شاملة للبلدة القديمة والمسجد الأقصى، وإلى جانب العجلة، سيتم ترميم المتنزه وإقامة مطاعم وحديقة تماثيل ومسارات للدراجات ومركز للموسيقى، ويأتي هذا المشروع في سياق المشاريع السياحية التهويدية التي تُقام في منطقة "الحوض التاريخي للقدس"، ومنها "القطار الخفيف المعلق، والجسر المعلق، ومنشأة للتزلج".
التفاعل مع القدس
في 27/7 أطلق نشطاء في الداخل الفلسطيني المحتل، مسيرة دراجات نارية من مدينة يافا المحتلة إلى المسجد الأقصى المبارك في 30/7/2020، ووجّه النشطاء دعوة إلى شباب مدينة يافا والمناطق المجاورة من أصحاب الدراجات النارية، ولفت النشطاء إلى أن هذه المسيرة تأتي ردًّا على دعوات المستوطنين الذين يتجهزون لاقتحام الأقصى في "يوم عرفة".
وفي سياق الحملات الفلسطينية، أطلق نشطاء من القدس المحتلة في 27/7 عبر مواقع التواصل الاجتماعي حملة تحت عنوان "ادعم ابن بلدك"، لدعم تجار القدس في البلدة القديمة وأسواقها العتيقة، وتستهدف الدعوة كلّ من يستطيع الوصول إلى المدينة من ضواحي القدس والداخل الفلسطيني المحتل، والضفة المحتلة، لشراء مختلف المستلزمات والبضائع والأطعمة من أسواق المدينة، لدعم تجار القدس، الذين يعانون من تدهور الوضع الاقتصادي، بفعل اعتداءات الاحتلال والإغلاق بسبب جائحة "كورونا".
وفي سياق التفاعل مع ما يجري من اقتحامات للأقصى في يوم عرفة وأول أيام العيد، راسلت مؤسسة القدس الدولة في 28/7 عددًا من الأحزاب والهيئات العربية والإسلامية لوضعهم في صورة المستجدات الأخيرة في الأقصى، وقال مدير عام المؤسسة الأستاذ ياسين حمود في رسالته: "نثمن وقوفكم الدائم الى جانب قضية فلسطين ودفاعكم عن القدس ومسجدها الأقصى المبارك، ونخاطبكم اليوم لمواجهة مخططات الاحتلال الإسرائيلي في المسجد الأقصى". وأكد حمود أن الاحتلال يسعى لتحقيق مجموعة مكتسبات في سياق هذه الجولة أبرزها، إغلاق باب الرحمة عبر الضغوط والتفاوض وتكريس ممارسة الطقوس التلمودية داخل الأقصى، والدعوة لاقتحام كبير يوم الخميس 30/7/2020 في "ذكرى خراب المعبد". ودعا القوى والهيئات والأحزاب العربية والإسلامية التي راسلها إلى التضامن بكل الأشكال مع المقدسيين ورفع الصوت والعمل على إفشال مخططات الاحتلال في المسجد الأقصى المبارك.