12 - 18 آب/أغسطس 2020
الأربعاء 19 آب 2020 - 2:49 م 3582 299 القراءة الأسبوعية |
قراءة أسبوعيّة في تطورات الأحداث والمواقف في مدينة القدس
تصدر عن قسم الأبحاث والمعلومات
12 - 18 آب/أغسطس 2020
إعداد: علي إبراهيم
الفلسطينيون والعرب يرفضون اتفاق السلام بين الإمارات والاحتلال
وذكرى إحراق الأقصى موسم للتفاعل مع المسجد وقضاياه
تتابع أذرع الاحتلال اقتحامها للأقصى، وتواصل سلطات الاحتلال استهدافها للمكون البشري الإسلامي داخل المسجد، عبر الاعتقال والإبعاد، وشهد أسبوع الرصد تدنيس الحاخام المتطرف يهودا غليك مقبرة باب الرحمة الملاصقة للأقصى، ونفخه في "البوق" في أنحاء مختلفة منها. وعلى الصعيد الديموغرافي تتابع سلطات الاحتلال هدمها منازل الفلسطينيين ومنشآتهم، وإقرار سلطات الاحتلال مشاريع استيطانية ضخمة، تخدم البنية التحتية الخاصة بالمستوطنين. وتسلط القراءة الضوء على إعلان "اتفاق السلام" بين دولة الاحتلال ودولة الإمارات، وعلى الرفض الفلسطيني والعربي لهذا الاتفاق. وعلى صعيد التفاعل أطلقت مؤسسة القدس الدولة حملة دولية بالتزامن مع ذكرى اقتحام الأقصى، بالشراكة مع العديد من المؤسسات، وستطلق خلال فعاليات الحملة تقريرها السنوي "عين على الأقصى" الرابع عشر، وتعقد العديد من الفعاليات ذات الصلة.
التهويد الديني والثقافي والعمراني
تتصاعد اعتداءات الاحتلال بحق المكون البشري الإسلامي في الأقصى، ففي 13/8 اعتقلت قوات الاحتلال حارس الأقصى أحمد دلال، واقتادته إلى أحد مراكز التحقيق. وفي اليوم نفسه اعتقلت قوات الاحتلال الحاج نهاد زغير مدير نادي جمعية برج اللقلق الرياضي، وعلى أثر توقيفه ليوم كامل في أحد مراكز التحقيق، أفرج الاحتلال عنه بعد إبعاده عن الأقصى مدة أسبوع، والحاج نهاد من الشخصيات المقدسية البارزة في الدفاع عن الأقصى والرباط داخله.
وتتابعت اقتحامات المسجد بشكلٍ شبه يوميّ، وكان أبرزها في 16/8، إذ اقتحم الأقصى نحو 103 مستوطنين، من بينهم 30 طالبًا من الجامعات الإسرائيليّة ومعاهد الاحتلال التلموديّة، بحماية مشددة من قوات الاحتلال، التي احتجزت عددًا من هويات المقدسيين على أبواب المسجد.
وفي سياق تصعيد الاعتداء على المقدسات الإسلامية في المدينة المحتلة، أدى الحاخام المتطرف يهودا غليك في 17/8 طقوسًا تلموديّة باستخدام "البوق" في مقبرة باب الرحمة، وأشار مقدسيون أن غليك اعتلى قبور المسلمين في المقبرة، ويشكل هذا الاعتداء خطوة استفزازية، فقد تم بمراقبة جنود الاحتلال، الذين لم يقوموا بأي ردة فعل، وإضافةً إلى كونه اعتداء على المقبرة الإسلامية، فإن اختيار غليك لها، يتضمن إشارة أن غليك سيؤدي هذه الطقوس داخل الأقصى.
التهويد الديموغرافي
تتابع أذرع الاحتلال هدم منازل الفلسطينيين ومنشآتهم، فقد شهد تاريخ 12/8 عددًا من عمليات الهدم، إذ هدمت جرافات الاحتلال سورًا قيد الإنشاء شرق قلنديا شمال القدس المحتلة، وفي اليوم نفسه جرفت آليات الاحتلال قطعة أرض في جبل المكبر. وأجبرت سلطات الاحتلال فلسطينيًا من جبل المكبر على هدم أجزاء من منزله، بذريعة البناء من دون ترخيص، وفرضت عليه سلطات الاحتلال غرامة 22 ألف شيكل (نحو 6500 دولار أمريكي). وفيه هدم فلسطيني منزله في جبل الزيتون بضغط من بلدية الاحتلال، وتجنبًا للغرامات الباهظة.
وتابعت أذرع الاحتلال عمليات الهدم، ففي 17/8 أجبرت بلدية الاحتلال فلسطينيًا على هدم 3 محال تجارية في جبل المكبر، بذريعة البناء من دون ترخيص، واضطر صاحبها إخراج البضائع منها ووضعها في العراء، ما كلفه خسائر إضافية فادحة. وفي 18/8 هدمت جرافات الاحتلال بناية سكنية قيد الإنشاء في جل المكبر، تبلغ مساحتها نحو 1000 متر مربع، ومكونة من 4 طبقات تضم 8 شقق سكنية.
وفي سياق آخر من التهويد الديموغرافي، صادقت "الإدارة المدنية" التابعة لجيش الاحتلال في 17/8 على عددٍ من المشاريع الاستيطانية، وكشفت صحيفة يديعوت أحرونوت العبرية أن هذه المشاريع تهدف إلى ربط الكتلة الاستيطانية "بنيامين" قرب رام الله مع القدس المحتلة، ومن بين هذه المشاريع شق طريق سريع يربط المنطقة الصناعية "بنيامين" مع المنطقة الصناعية "عطاروت" شمال القدس المحتلة، ويمر عبر نفق طوله 600 متر، يمرّ تحت حاجز قلنديا، إضافةً إلى بناء نحو 560 وحدة استيطانية جديدة في مستوطنة "حار حوماه".
قضايا
تتابع دول عربية زحفها للتطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي، وآخرها ما أعلن عنه في 13/8 عن "اتفاقية سلام" بين دولة الاحتلال والإمارات، التي أعلن عنها الرئيس الأمريكي دونالد ترمب عبر دائرة تلفزيونية، ثم وصف الاتفاق لاحقًا عبر تويتر بأنه "اختراق ضخم"، وأعلن البيت الأبيض في بيانٍ له، أن مسؤولين من الإمارات و"إسرائيل" سيلتقون في الأسابيع المقبلة لتوقيع الاتفاق. وأشار مراقبون أن التطبيع بين الجانبين يصب أولًا في تعزيز شعبية الرئيس الأمريكي المقبل على انتخابات رئاسية، وتتويجًا لسنوات من العلاقات السرية بين الجانبين الإسرائيلي والإماراتي، وستفتح الباب أمام المزيد من الدول لتطبع علاقاتها السرية مع الاحتلال، إضافةً إلى كونها تطبيقًا عمليًا لبنود "صفقة القرن".
وشهدت المناطق الفلسطينية موجة رفض عارمة لاتفاق التطبيع، ففي 14/8 أكد خطيب المسجد الأقصى أن التطبيع خيانة، وخرج الفلسطينيون داخل المسجد بمسيرة حاشدة تخللها هتافات غاضبة من التطبيع، ما أثار حفيظة جنود الاحتلال، الذين اقتحموا الأقصى لفض التظاهرة. وأصدرت العديد من الجهات الفكرية والسياسية والعلمائية بيانات رافضة لهذه الخطوة، وتصدر وسم "التطبيع خيانة" في تويتر العديد من الدول العربية، إذ أكد فيه المغردون رفض الشعوب العربية والإسلامية لتطبيع علاقات دولهم مع الاحتلال الإسرائيلي، وسلطوا الضوء على معاناة الشعب الفلسطيني بسبب اعتداءات الاحتلال وانتهاكاته.
التفاعل مع القدس
في 12/8 زار وفد من مؤسسة القدس ماليزيا وزير الشؤون الإسلامية في ماليزيا ذو الكفل البكري في مكتبه بكوالالمبور؛ لاطلاعه على عمل المؤسسة ومناقشة الظروف الحالية في القدس والمسجد الأقصى، وخلص الاجتماع إلى تعاون مثمر بين المؤسسة والوزارة في مجال المطبوعات والإصدارات.
ومع اقتراب الذكرى 51 لإحراق المسجد الأقصى، أطلقت مؤسسة القدس الدولية في 15/8 حملة إعلامية وحراكًا سياسيًا تحت عنوان "بسواعدنا نطفئ الحريق - 51 عامًا"، بمشاركة عدد من المؤسسات والهيئات والأحزاب العربية والإسلامية ومنصات إعلامية. وستطلق المؤسسة في الحملة تقريرها السنوي "عين على الأقصى" الرابع عشر، إضافةً إلى العديد من المواد الإعلامية. وتهدف الحملة إلى تحويل ذكرى إحراق الأقصى إلى حدث ذي دلالة سياسية ممتدة، بحيث يصبح أبعد من الحديث عن حادثة الإحراق وملابساتها وتفاصيلها إلى التركيز على الذكرى كمحرك سياسي قوي للدفع باتجاه تحريك الجماهير لمزيد من الدفاع عن المسجد الأقصى، إضافة إلى التركيز على المخاطر المستجدة وغير المسبوقة التي تحيط بالأقصى اليوم من استهداف دور الأوقاف الأردنية إلى محاولة إغلاق باب الرحمة مرورًا بتفريغ الوجود الإسلامي في الأقصى وممارسة الطقوس التلمودية.
وفي 18/8 عقدت مؤسسة "منبر الأقصى الدولية"، مؤتمرًا لإطلاق حملة دولية بعنوان "أمناء المنبر"، بمشاركة عشرات المؤسسات العلمائية والدعوية، وضم المؤتمر ضيوفًا بارزين تقدمهم نائب رئيس الشؤون الدينية التركي، ومفتي سلطنة عمان والعديد من العلماء وممثلي المؤسسات الإسلامية .ويأتي المؤتمر في سياق التفاعل مع ذكرى إحراق الأقصى، لتذكير الأمة بالحريق ولفت الأنظار إلى مشاريع الاحتلال التهودية في المسجد الأقصى المبارك ومحيطه.