19- 25 آب/أغسطس 2020
الأربعاء 26 آب 2020 - 1:53 م 3580 472 القراءة الأسبوعية |
قراءة أسبوعيّة في تطورات الأحداث والمواقف في مدينة القدس
تصدر عن قسم الأبحاث والمعلومات
19- 25 آب/أغسطس 2020
إعداد: علي إبراهيم
18 ألف وحدة سكنية مهددة بالهدم في القدس المحتلة
و"عين على الأقصى" يطلق نداءً عاجلًا لوقف اعتداءات الاحتلال على المسجد
يستمر مشهد الاقتحامات شبه اليومية للأقصى، إذ اقتحم المستوطنون باحات الأقصى مع تشديد قوات الاحتلال إجراءاتها أمام أبوابه. وفي سياق متصل قررت سلطات الاحتلال فتح الأنفاق أسفل حائط البراق أمام المستوطنين، بعد إغلاقها لنحو خمسة أشهر. وعلى الصعيد الديموغرافي تتابع سلطات الاحتلال هدمها منازل الفلسطينيين ومنشآتهم. وعلى صعيد التفاعل تسلط القراءة الضوء على إطلاق مؤسسة القدس الدولية لتقرير "عين على الأقصى" الرابع عشر في ندوة سياسية بالتزامن مع الذكرى 51 لإحراق المسجد الأقصى، وعلى إطلاق أكاديميين إماراتيين لأول رابطة إماراتية لمواجهة التطبيع.
التهويد الديني والثقافي والعمراني
تصعد سلطات الاحتلال من استهدافها للمسجد الأقصى ومحيطه، ففي 19/8 كشفت وسائل إعلام عبرية أن سلطات الاحتلال قررت إعادة فتح الأنفاق أسفل حائط البراق أمام المستوطنين، بعد خمسة أشهر من الإغلاق، على أثر تفشي وباء "كورونا"، وعلى الرغم من مدة الإغلاق، كشفت بلدية الاحتلال في القدس، أن الجهة المشرفة على الحائط قدمت في مدة الإغلاق خدمات إلكترونية لنحو 20 ألف شخص، من مختلف أنحاء العالم، تضمنت جولات افتراضية داخل الأنفاق أسفل المسجد الأقصى وفي محيطه.
وفي سياق اقتحامات الأقصى، في 23/8 اقتحم الأقصى 87 مستوطنًا، وقاموا بجولات استفزازية في أرجائه. وفي 25/8 اقتحم الأقصى 90 مستوطنًا، حاول بعضهم أداء صلوات تلموديّة داخله، بالتزامن مع تشديد قوات الاحتلال إجراءاتها بحق المصلين أمام أبواب المسجد.
التهويد الديموغرافي
تتابع أذرع الاحتلال هدم منازل الفلسطينيين ومنشآتهم، ففي 23/8 هدمت طواقم بلدية الاحتلال في القدس منشآت زراعية وبركسات في بلدة العيسوية. وفي اليوم نفسه أخطرت قوات الاحتلال سكان بناية في منطقة وادي حمص بهدمها، ويأتي الهدم في سياق استهداف سلطات الاحتلال لهذه المنطقة. وفي 25/8 هدمت طواقم بلدية الاحتلال منزلًا في بلدة سلوان.
وفي سياق الهدم كشف نائب محافظ القدس عبد الله صيام في 24/8 أن 18 ألف منزلًا في القدس المحتلة مهددة بالهدم، فيما تصل حاجات المقدسيين للوحدات السكنية إلى نحو 15 وحدة، وتتفاقم هذه الحاجات، مع استمرار هدم منازل المقدسيين في القدس المحتلة.
قضايا
يشكل اعتقال المقدسيين واحدًا من أبرز أوجه الاعتداء على المقدسيين، وفي دراسة جديدة أصدرها مركز فلسطين لدراسات الأسرى، كشفت أن سلطات الاحتلال صعدت من اعتقالها للمقدسيين في السنوات الخمس الأخيرة، إذ بلغ مجموع حالات الاعتقال للمقدسيين منذ بداية عام 2015 وحتى نهاية شهر تموز/يوليو 2020 ما يزيد عن 11 ألف حالة اعتقال، من بينهم 3500 طفل و475 امرأة وفتاة. وبحسب المركز أصبح الاعتقال سلوكًا يوميًا لقوات الاحتلال، في سياق دفع المقدسيين للخروج من المدينة، واستخدامه كإجراء عقابي لردع المقدسيين عن التصدي لمخططات الاحتلال بحق القدس والأقصى. وأشار المركز إلى أن سلطات الاحتلال أصدرت 2500 قرار إبعاد عن القدس والأقصى في السنوات الخمس الماضية، إضافة إلى 1500 قرار بالحبس المنزلي.
التفاعل مع القدس
في 21/8 نظمت مؤسسة القدس الدولية ندوة سياسية أطلقت خلالها تقريرها السنويّ الرابع عشر "عين على الأقصى" الذي يرصد تطورات الاعتداءات الإسرائيلية على المسجد والمواقف وردود الفعل المختلفة ما بين 1/8/2019 إلى 1/8/2020، وشارك في الندوة معالي الأستاذ بشارة مرهج نائب رئيس مجلس أمناء مؤسسة القدس الدولية، والأستاذ إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، والأستاذ ياسين حمود مدير عام المؤسسة، الذي استعرض في كلمته أبرز مضامين التقرير، مسلطًا الضوء على محاولات الاحتلال إعادة تعريف الوضع القائم في الأقصى، وتحجيم الدور الأردني فيه، في سياق التطبيق العملي لـ"صفقة القرن"، وعلى خطة الاحتلالِ القاضية بربط محيطِ المسجدِ الأقصى بشبكةِ مواصلاتٍ بريةٍ وجويةٍ تهدف إلى تكثيفِ تدفقِ المستوطنينَ إلى منطقة الأقصى، وتشويهِ فضائِه الفوقيِّ والتحتيِّ، وذلك عبر مشاريع: القطار السريع، والقطار الخفيف، والقطار الهوائيّ. موردًا أبرز التوصيات للجهات الفاعلة، لرفع سوية العمل للمسجد الأقصى وحماية المقدسيين. وقال الأستاذ إسماعيل هنية أن الأقصى والقدس يمثلان القضية المحورية في الصراع مع الاحتلال الإسرائيلي وهما محل أطماعه على أكثر من صعيد، مشدّدًا على الأهمية السياسية والدينية والإنسانية لمدينة القدس والمسجد الأقصى، مؤكدًا على ضرورة الاتفاق على استراتيجية وطنية نضالية طويلة النفس تستخدم فيها كل وسائل النضال والكفاح والأساليب المشروعة من أجل تحقيق تطلعات الشعب الفلسطيني وأحلامه.
وفي 23/8 أعلن أكاديميون إماراتيون إطلاق أول رابطة رسمية ضد التطبيع مع الاحتلال، بعد أيام من تطبيع علاقات الإمارات مع الاحتلال. وأطلقت "الرابطة الإماراتية لمقاومة التطبيع" من قبل أكاديميين إماراتيين معارضين في الخارج، قائلين إن الهدف منها التأكيد على أن المجتمع المحلي يرفض هذه الاتفاقية، ويقف إلى جانب فلسطين وشعبها. وقالت الرابطة في بيانها التأسيسي، أن التطبيع انحراف قومي وإسلامي، وأنه "خيانة للأمة".
وفي 24/8 أكد رئيس الوزراء المغربي سعد الدين العثماني، رفض بلاده أي تطبيع للعلاقات مع الاحتلال، وقال العثماني، إن المغرب يرفض أي تطبيع مع دولة الاحتلال لأن ذلك يعزز موقفه في مواصلة انتهاك حقوق الشعب الفلسطيني، مضيفًا أن موقف المغرب ملكًا وحكومة وشعبًا هو الدفاع عن الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني والمسجد الأقصى لمبارك ورفض أي عملية تهويد أو التفاف على حقوق الفلسطينيين والمقدسيين وعروبة وإسلامية الأقصى والقدس.