09 - 15 كانون الأول/ديسمبر 2020
الأربعاء 16 كانون الأول 2020 - 1:18 م 4183 290 القراءة الأسبوعية |
قراءة أسبوعيّة في تطورات الأحداث والمواقف في مدينة القدس
تصدر عن قسم الأبحاث والمعلومات
09 - 15 كانون الأول/ديسمبر 2020
إعداد: علي إبراهيم
الاحتلال يخطط لبناء أبراج ضخمة في المدينة المحتلة
ومحاولات لإدخال الشمعدان اليهودي إلى الأقصى احتفالًا بـ"الحانوكاه"
شهد أسبوع الرصد استمرار اقتحامات المسجد الأقصى، بالتزامن مع عيد "الحانوكاه" اليهودي"، وحاول مستوطنون إدخال الشمعدان اليهودي إلى داخل المسجد. وعلى الصعيد الديموغرافي تتابع أذرع الاحتلال إقرار المخططات الاستيطانية الضخمة التي تستهدف مناطق القدس المختلفة، وشهد الأسبوع الماضي إقرار تشييد برج استيطاني ضخم يضم عشرات الوحدات الاستيطانية، إضافةً إلى مشروع ضخم يضم آلاف الوحدات الاستيطانية على أراضي بيت صفاقا والولجة، بالتزامن مع استمرار هدم منازل الفلسطينيين ومنشآتهم. وعلى صعيد التفاعل أعلنت عشرات الهيئات والأحزاب المغربية في مقدمتها جماعة العدل والإحسان وحركة التوحيد والإصلاح، رفضها تطبيع العلاقات الرسمية مع الاحتلال.
التهويد الديني والثقافي والعمراني
تتابع أذرع الاحتلال اقتحاماتها شبه اليومية للمسجد الأقصى، ففي 9/12 اقتحم الأقصى 151 مستوطنًا، من بينهم 40 طالبًا من معاهد الاحتلال التلمودية، و50 عنصرًا أمنيًا، وشهد الاقتحام محاولات المستوطنين أداء صلوات تلمودية في محيط مصلى باب الرحمة. وفي 13/12 اقتحم الأقصى 120 مستوطنًا، من بينهم 40 طالبًا من معاهد الاحتلال التلموديّة، بحراسة أمنية مشددة، ويأتي الاقتحام بالتزامن مع اليوم الرابع لعيد "الأنوار/الحانوكاه" العبري، وشارك فيه المتطرف الإرهابي يهودا عتصيون، الذي رفع مخططًا "للمعبد" أمام مجموعة من المقتحمين، وشهد هذا اليوم أداء مجموعة من المستوطنين "السجود الملحمي" الكامل، في منطقة باب السلسلة داخل الأقصى. وفي 14/12 خامس أيام عيد "الحانوكاه"، اقتحم الأقصى 140 مستوطنًا، من بينهم 25 طالبًا من معاهد الاحتلال التلموديّة، و6 عناصر من مخابرات الاحتلال، وأشارت مصادر مقدسية إلى أن مجموعة من المستوطنين حاولت إدخال "الشمعدان اليهودي" إلى داخل باحات الأقصى، وأدت مجموعة أخرى من المستوطنين صلوات تلمودية علنية في باحات المسجد، بقيادة المتطرف تومي نيساني، وعملوا على البقاء في المنطقة الواقعة بين باب الملك فيصل وباب الغوانمة لأطول مدة ممكنة. ولم تكن محاولات إدخال الشمعدان اليهودي فردية، فقد طالب أعضاء في حزب الليكود رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو السماح بإدخال الشمعدان للاحتفال بـ"الحانوكاه" داخل المسجد الأقصى، وتشير هذه المعطيات إلى تصاعد في مطالبات المنظمات المتطرفة التي تستهدف المسجد، من تمديد أوقات الاقتحام، والمطالبة بتدريس طلاب المعاهد التلمودية في الساحات الشرقية للمسجد، وصولًا إلى عرقلة صلاة الجمعة، ومحاولة إدخال الشمعدان اليهوديّ.
ولم تقف اعتداءات الاحتلال عند الأقصى فقط، ففي 14/12 اقتحمت جرافات بلدية الاحتلال مقبرة اليوسفية، وهدمت سور المقبرة، ويأتي هدم السور بعد عشرة أيام من هدم درج يصل بين المقبرة والمسجد الأقصى المبارك. وتحول سلطات الاحتلال مقابر القدس الإسلامية إلى حدائق توراتية، وتشيد داخلها مشاريع تهويديّة، ذات أهداف سياحية واستيطانية.
التهويد الديموغرافي
تسابق حكومة الاحتلال وأذرعه المختلفة الوقت لإقرار المزيد من المشاريع الاستيطانية، ففي 9/12 كشفت معطيات صحفية عبرية أن "اللجنة اللوائية للتخطيط والبناء" في بلدية الاحتلال صادقت بشكل مبدئي على مخطط إقامة برجٍ استيطاني ضخم في منطقة التلة الفرنسية، يعدُّ الأطول في المدينة المحتلة، وسيقام البرج على مساحة 2500 متر، من أراض فلسطينية صادرتها سلطات الاحتلال من بلدة العيسوية منذ العام 1967. وبحسب مخطط البرج، سيضم 30 طابقًا إضافةً إلى البنية التحتية، وستشمل طبقاته مكاتب ومحال تجارية وفنادق وأماكن ترفيهية ومواقف للسيارات، وشقق لطلاب الجامعة العبرية، ونحو 150 وحدة استيطانية، وبحسب خبراء مقدسيين، سيساوي ارتفاع البرج ارتفاع "عجلة القدس" الترفيهية، التي ستقام على سفوح جبل المكبر.
وفي سياق المشاريع الاستيطانية، في 14/12 كشفت صحيفة "هآرتس" العبرية، أن بلدية الاحتلال في القدس تعتزم تنفيذ مشروع استيطاني ضخم، وصفته مصادر الاحتلال بأنه "عملية تجميل كبيرة" ويستهدف بحسب هذه المصادر واحدة من "أهم الوجهات السياحية في المدينة، متمثلة بـبوابة يافا في البلدة القديمة"، وبحسب الصحيفة سيغير المشروع المنطقة بشكلٍ كامل، ولم يتم الكشف عن نوعية هذه المشاريع، إلا أن "هآرتس" وصف تنفيذ المشروع بأنه سيكون "ملفتًا للنظر".
وفي 15/12 قدمت "لجنة التخطيط والبناء" في بلدية الاحتلال، مخططًا استيطانيًا ضخمًا، سيغير حدود المدنية المحتلة ويوسع حدود "منطقة تلبيوت الصناعية"، في المنطقة الخضراء الممتدة من أراضي بيت صفافا والبقعة، حتى قرية الولجة، ويأتي المشروع لشطب "الخط الأخضر" بين شطري مدينة القدس المحتلة. ويشمل المخطط بناء أبراج يصل ارتفاعها إلى 30 طابقًا، ستضم 8300 وحدة استيطانية جديدة، إضافةً إلى منطقة تجارية ضخمة ومرافق عامة، على أن يبدأ التنفيذ مطلع عام 2021.
وفي سياقٍ آخر من استهداف المقدسيين ديموغرافيًا، تتابع أذرع الاحتلال هدم منازل الفلسطينيين ومنشآتهم. ففي 9/12 أجبرت سلطات الاحتلال مقدسيًا في سلوان على هدم منزله ذاتيًا، بذريعة البناء من دون ترخيص، وأشارت معطيات مقدسية أنها المرة الثانية التي يهدم فيها المقدسي محمود الخالص منزله، بضغطٍ من بلدية الاحتلال. وفي 10/12 اقتحمت طواقم بلدية الاحتلال بلدة سلوان، ووزعت إخطارات هدم واستدعاءات لمراجعة البلدية بذريعة البناء دون ترخيص، وقامت بتصوير عددٍ من المنشآت والمباني في البلدة. وفي 13/12 أجبرت بلدية الاحتلال عائلة مقدسية في سلوان على هدم شقتين سكنيتين، ما أدى إلى تشريد عائلتين تضمان 8 أطفال.
قضايا:
شكلت العيسوية نقطة ساخنة في القدس المحتلة في عام 2020، وفي سياق تسليط الضوء على استهداف الاحتلال للمنطقة، كشفت رئيس لجنة الدفاع عن أهالي العيسوية محمد أبو الحمص، أن قوات الاحتلال حولت بلدة العيسوية إلى ساحة تدريب لجنودها، وأن قوات الاحتلال اعتقلت منذ منتصف عام 2019 وحتى بداية شهر كانون الأول/ديسمبر 2020 نحو 1300 مواطن من العيسوية، وأصابت أكثر من 15 طفلًا وفتى، آخرهم عمر أحمد محمود (17 عامًا) الذي أصيب برصاصة معدنية مغلفة بالمطاط في عينه، في 6/12/2020 خلال مواجهات اندلعت مع الاحتلال في البلدة.
التفاعل مع القدس
في 10/12 أكد العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، أن المسجد الأقصى لا يقبل الشراكة ولا التقسيم، وقال الملك أن "حرمان الشعب الفلسطيني، من حقوقه العادلة والمشروعة، هو السبب الرئيسي لبقاء المنطقة رهينة للصراع وغياب الاستقرار"، وشدد في كلمته أنه "لم ولن نتوانى يومًا عن الدفاع عن القدس ومقدساتها وهويتها وتاريخها، فالوصاية الهاشمية على المقدسات الإسلامية والمسيحية، واجب والتزام، وعقيدة راسخة، ومسؤولية نعتز بحملها منذ أكثر من مئة عام".
وفي 13/12 دانت 35 هيئة وحزبًا في المغرب تطبيع النظام الرسمي المغربي علاقاته مع دولة الاحتلال، ودعت الشعب المغربي إلى ممارسة المزيد من النضال لمواجهة وإسقاط قرار التطبيع المخزي مع دولة الاحتلال، وأشارت إلى أن قرار التطبيع يتنافى مع موقف الشعب المغربي وقواه الحية، و"يشجع على استباحة الدم الفلسطيني، وينتهك حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره على أرضه". وقالت "جماعة العدل والإحسان" المغربية، وهي إحدى أكبر جماعات المعارضة في البلاد، أن اتفاقات التطبيع تعد "طعنة للقضية الفلسطينية وخذلان للشعب الفلسطيني".