23- 29 كانون الأول/ديسمبر 2020
الأربعاء 30 كانون الأول 2020 - 2:39 م 3410 265 القراءة الأسبوعية |
قراءة أسبوعيّة في تطورات الأحداث والمواقف في مدينة القدس
تصدر عن قسم الأبحاث والمعلومات
23- 29 كانون الأول/ديسمبر 2020
إعداد: علي إبراهيم
أذرع الاحتلال تصعد استهدافها لمصلى باب الرحمة
وإطلاق المرحلة الثانية من بناء "القطار الخفيف" الاستيطاني في القدس المحتلة
تستمرّ اقتحامات المسجد الأقصى بمشاركة طلاب معاهد الاحتلال التلموديّة، وعناصر أمنية، وشهد أسبوع الرصد اقتحام قوات الاحتلال مصلى باب الرحمة وتدنيسه، إضافةً إلى منع عمال التنظيف من العمل قرب المصلى إلا بإذن خاص من قوات الاحتلال. وفي سياق التهويد الديموغرافي، بدأت بلدية الاحتلال العمل على المرحلة الثانية من شبكة القطار الخفيف، التي ستربط القدس المحتلة بباقي المناطق الفلسطينية المحتلة، وتتناول القراءة فرض سلطات الاحتلال الإغلاق الشامل في القدس المحتلة، بذرائع صحية، وأثر الإغلاق على تجار المدينة المحتلة. وعلى صعيد التفاعل تسلط القراءة الضوء على حراك الشعب المغربي في مواجهة اتفاق التطبيع مع الاحتلال، وتنظيم العديد من الوقفات الاحتجاجية في مختلف المناطق المغربية.
التهويد الديني والثقافي والعمراني
تتابع أذرع الاحتلال اعتداءاتها على المسجد الأقصى، وتضييقها على العناصر البشرية داخله، ففي 23/12 منعت قوات الاحتلال موظفي قسم النظافة من العمل في الساحات الشرقية من الأقصى، واشترطت على العمال أخذ موافقة مسبقة من شرطة الاحتلال، وتأتي هذه الخطوة في سياق إفراغ محيط مصلى باب الرحمة من المصلين والمرابطين، وفرض المزيد من التدخل في إدارة الأقصى. وفي سياق الاعتداء على مصلى باب الرجمة، اقتحمت قوات الاحتلال المصلى في 25/12، ودنسته بأحذيتها، وفتشته بشكلٍ استفزازي. ولم يكن المصلى في مهداف المستوطنين فقط، ففي 28/12 اقتحمت مجموعة من المستوطنين في 28/12 مقبرة باب الرحمة، الملاصقة لسور المسجد الأقصى، ودنسوا قبور المسلمين داخلها، وحطموا عددًا من الشواهد.
وحول اقتحامات الأقصى شبه اليومية، تابعت سلطات الاحتلال اقتحامها للمسجد، ففي 24/12 اقتحم الأقصى 90 مستوطنًا من بينهم 5 من الطلاب اليهود، وأدى عددٌ منهم صلوات تلمودية في محيط مصلى باب الرحمة. وفي 27/12 اقتحم الأقصى 120 مستوطنًا، من بينهم 25 عنصرًا أمنيًا، نفذوا جولاتٍ استفزازية في أرجاء المسجد. وفي 28/12 تلقى عددٌ من المستوطنين الذين اقتحموا الأقصى شروحاتٍ عن "المعبد"، وأدى عددٌ منهم صلوات تلموديّة علنية.
التهويد الديموغرافي
وفي متابعة لتنفيذ المشاريع الاستيطانية في المدينة المحتلة، بدأت "اللجنة المحلية للتنظيم والبناء" في بلدية الاحتلال في 29/12 بالعمل على تنفيذ المرحلة الثانية من مشروع "القطار الخفيف"، وبحسب بلدية الاحتلال يُعدّ المشروع واحدًا من أبرز مشاريع البنية التحتية ذات الطابع الاستيطانية، إذ سيربط شبكة المواصلات الخاصة بالقدس المحتلة بأرجاء الشبكة في مختلف الأراضي المحتلة، حيث سيتم ربط القدس بـ"تل أبيب" ويافا وحيفا شمالًا، إضافةً إلى أنه سيسهل ربط ربط المستوطنات حول المدينة المحتلة. وتشمل المرحلة الثانية تمديد القطار الخفيف على مسافة 22 كلم، وإقامة 47 محطة، وفي هذه المرحلة سيتم ربطه بشبكة سكة الحديد لنقل المستوطنين من القدس المحتلة إلى الساحل الفلسطيني.
وفي جانب آخر من التهويد الديموغرافي، تتابع أذرع الاحتلال هدمها منازل الفلسطينيين ومنشآتهم، ففي 22/12 هدمت جرافات الاحتلال منزلًا وبركسًا في بلدتي سلوان وجبل المكبر.
وفي سياق متصل بالتضييق على المقدسيين، أشارت تقارير صحفية فلسطينية إلى تحول المدينة المحتلة إلى مدينة أشباح، على أثر فرض سلطات الاحتلال الإغلاق التام للمرة الثالثة على التوالي، متذرعة بانتشار فايروس كورونا في المناطق المحلتة، ويستمر الإغلاق حتى 9/1/2021. وسيفاقم الإغلاق معاناة تجار القدس، إذ عرقلت حواجز الاحتلال وإجراءاته وصول آلاف الفلسطينيين إلى البلدة القديمة، إضافةً إلى أن الإغلاق يشمل جميع المحال التجارية، باستثناء تلك التي تبيع المواد الغذائية والصديليات، وبعض الاستثناءات الأخرى، وأشار مصدرٌ من تجار القدس، إلى أن الإغلاق يضرّ بشكلٍ مباشر في 420 محلًا لبيع التحف الشرقية، يشكلون نحو 33% من المحال التجارية في البلدة القديمة، ما يؤكد تذرع الاحتلال بالتدابير الصحية لفرض المزيد من التضييق على المقدسيين.
التفاعل مع القدس
في 25/12 أطلق مصلون مبادرة "صلّ الفجر وفطورك علينا" أمام أبواب المسجد الأقصى، في إطار إطلاق مبادرات نوعية لعمارة المسجد، بالتزامن مع استمرار وصول حافلات من المناطق الفلسطينية المحتلة عام 1948 للمشاركة في أداء صلاة الجمعة في الأقصى.
وفي 25/12 نظمّت فعاليات شعبية مغربية تظاهراتٍ عديدة في مدينة الدار البيضاء، تنديدًا باتفاق التطبيع الذي وقعه النظام المغربي مع دولة الاحتلال، ورفع المتظاهرون خلال تلك المظاهرات شعاراتٍ تؤكد على مركزية القضية الفلسطينية، وأنّ التطبيع خيانة وأنّ فلسطين ليست للبيع. وشهدت عدة مدن مغربية خلال الأيام الماضية، فعاليات رافضة لإعلان التطبي. وأفادت منظمات وجمعيات مغربية، بأنّ الأجهزة الأمنية المغربية اعتدت على عددٍ من المشاركين في هذه الوقفات، وأشارت إلى أن الوقفات والاعتصامات مستمرة رفضًا للاتفاق الذي لا يعبر عن وجدان الشعب المغربي.