08 - 14 نيسان/إبريل 2015
الثلاثاء 14 نيسان 2015 - 1:47 م 16883 1375 القراءة الأسبوعية |
قراءة أسبوعية في تطورات الأحداث والمواقف في مدينة القدس
تصدر عن إدارة الأبحاث والمعلومات
08 - 14 نيسان/إبريل 2015
لا تتوقف آلة التهويد الاسرائيلية على مختلف المسارات الدينية والديموغرافية، فتصاعدت خلال شهر آذار اقتحامات المستوطنين للمسجد الأقصى والاعتداءات على المرابطين فيه وعلى حراسه، كما شهد هذا الأسبوع محاولة من تجار القدس تحسين الأوضاع الاقتصادية لهذه الفئة العريضة من سكان المدينة، إضافةً لهدم الاحتلال بيوت المقدسيين وإحلال المستوطنين مكانهم لتغيير التركيبة السكانية في المدينة.
التهويد الديني:
يركز الاحتلال جل اهتمامه على تقسيم المسجد الأقصى المبارك مرحليًا وإحلال المعبد المزعوم مكانه على المدى البعيد، فبعد قيام قادة ونشطاء تنظيم "معهد المعبد" يوم الثلاثاء 7/4 بـ "قداس قربان الفصح" مع ما يحمله هذا الأمر من دلالات على الاستعداد لإعادة بناء "المعبد"، صرح وزير الإسكان "أوري أرئيل" أنه ينتظر توافر الظروف التي تسمح "ببناء "المعبد وتحقيق الخلاص للشعب اليهودي" في تزامن متسق مع تدريبات لما يسمى "جماعات المعبد" حول طرق وآليات البناء.
اعتداءات الاحتلال على المسجد الأقصى امتدت لتشمل أعمال الحفر التي تهدد أساساته، فقد كشفت صحيفة "هآرتس" يوم الإثنين 13/4 أن منظمة "إلعاد" الاستيطانية تدير نفقًا تحت حائط البراق، وهو أمر تم الكشف عنه بعد رفع قضية من منظمة إسرائيلية تدعى "عيمق شافيه" أمام المحكمة العليا ضد "إلعاد" حول إدارة النفق، وهي إشارة بالغة الخطورة حول تنافس هذه المنظمات وسباقها المحموم لإدارة مشاريع التهويد الديني فوق الأرض أو تحتها. ومع اختلافها أحيانًا إلا أنها تشترك جميعًا في رؤية استراتيجية واحدة تهدف لإحلال "المعبد" وتشييد أركانه في أقرب فرصة ممكنة وتغيير وجه القدس العربي والإسلامي.
يضاف إلى الانتهاكات السابقة ما يعانيه المسجد المبارك من اقتحامات يومية من المستوطنين وجنود الاحتلال والتي أصبحت تتصاعد لتطال المرابطين فيه وحراسه، وفي أحدث تقرير أصدره مركز معلومات وادي حلوة، ونشر يوم الخميس 9/4 سجل شهر آذار/ مارس ارتفاعًا في أعداد المقتحمين للمسجد الأقصى ويعتبر أكثر الأشهر الذي شهد اقتحامات منذ مطلع العام الجاري 2015، حيث اقتحمه 1064 متطرفًا، و73 من عناصر وحدة المخابرات والجنود، بينما اقتحم الأقصى خلال شهر فبراير 654 متطرفًا، و657 متطرفًا خلال شهر يناير. كما أبعدت السلطات بحسب التقرير 42 مواطنًا عن لفترات تراوحت بين 15 يومًا حتى 90 يومًا، بينما أبعدت خلال شهر فبراير الماضي 21 مواطنًا.
التهويد الديمغرافي:
الحصار الاقتصادي: يعاني المقدسيون من ضغوطات اجتماعية واقتصادية كبيرة، يهدف الاحتلال عبرها إلى دفع سكان المدينة للهجرة منها، ويحتل الحصار الاقتصادي مرتبة متقدمة في ممارسات الاحتلال، فقد صرح الباحث المقدسي فخري أبو دياب أن التجار المقدسيين يدفعون 35 % من قيمة مدخولهم كضرائب تفرضها عليهم سلطات الاحتلال، وأفاد بأن قيمة الضرائب المتراكمة على المقدسيين بحسب "دائرة الأجرة" الإسرائيلية حتى نهاية عام 2014 تبلغ حوالي 856 مليون شيكل، وهو أمر له تبعات خطيرة من مصادرة لأملاك المقدسيين بحجة استيفاء هذه الضرائب حيث تم إغلاق أكثر من 250 حانوتًا في البلدة القديمة لعدم تمكن أصحابها من دفع الضرائب وذلك بين عامي 1987 و2015، فيما يتهدد الإغلاق 57 حانوتًا ومحلاً آخرين، يضاف إلى ذلك اعتقال المتعسّرين عن السداد من تجار القدس حيث بلغ عدد المعتقلين من التجّار منذ بداية عام 2015 وحتى الآن قرابة 74 تاجرًا مقدسيًا.
هدم البيوت: وفي رصد لما يقوم به الاحتلال من حملات مسعورة لهدم منازل المقدسيين تم رصد عدد منها خلال هذا الأسبوع، حيث أغلقت القوات الإسرائيلية يوم الإثنين 13/4 المدخل الشمالي لقرية حزما شمال شرق القدس المحتلة، وقام موظفو الإدارة المدنية الإسرائيلية بتجريف أرض تعود للمواطن رافع الخطيب وبركس لأهالي القرية، وفي يوم الثلاثاء 14/4 سلم موظفو بلدية الإحتلال إخطارات هدم لعشرة منازل تقع في الجهة الجنوبية من قرية حزما، وفي اليوم نفسه هدمت آليات بلدية الإحتلال، مبنى سكنيًّا قيد الإنشاء مكونًا من 4 طبقات في حي وادي الجوز بحجة البناء من دون ترخيص، كما قامت بلدية الاحتلال بهدم بركس يعود للمواطن محمد شويكي في حي الأشقرية ببيت حنينا شمال القدس، وهو ثالث عقار يتم هدمه للشخص نفسه، الأمر الذي يؤكد منهجية هذه الممارسات وهشاشة الحجج التي يقدمها الاحتلال لمثل هذه العمليات.
وفي مقابل إفراغ المدينة من سكانها المقدسيين، واصل الاحتلال الإسرائيلي يوم الخميس 9/4 أعمال البناء والتوسع الاستيطاني في الجهة الشرقية لمستوطنة "معالي أدوميم" المقامة بالقوة على أراضي المواطنين شرق القدس المحتلة، حيث يتم إنشاء أكثر من 100 وحدة استيطانية موزعة على عدة مبان مطلة على أريحا والبحر الميت وسط غياب وسائل الإعلام.
التفاعل مع القدس:
يحاول المقدسيون مواجهة الاحتلال بما يمتلكونه من أدوات بسيطة ومقومات حياتهم اليومية، فعلى الصعيد الاقتصادي نجح مهرجان التسوق في القدس بشكل كبير في إنعاش الحركة التجارية في المدينة بمشاركة من المقدسيين وأهالي الـ 48 على الرغم من محاولات الاحتلال المتتالية إيقاف فعاليات المهرجان. تأتي هذه الحملة تحت رعاية جمعية التجار المقدسيين، حيث انطلقت فعالياته يوم السبت 4/4 واستمرت إلى السبت 11/4/2015، وقد شاركت فيه 180 حافلة من مختلف قرى ومدن الأراضي المحتلة عام 48 حتى عصر الخميس 9/4 بالإضافة إلى عشرات السيارات الخاصة التي حملت عائلات بأكملها للتسوق وزيارة معالم المدينة المقدسة، فيما شارك يوم السبت أكثر من 200 حافلة ضمن "مهرجان طفل الأقصى"، التي ترعاه مؤسسة البيارق ومؤسسة الأقصى للوقف والتراث.
وفي سياق تفاعل الفصائل الفلسطينية مع قضية القدس صرحت حركة حماس، بأن اقتحامات مستوطني وجنود الإحتلال المستمرة للمسجد الأقصى المبارك تمثل استفزازًا لمشاعر الأمة جمعاء، مشددة على أن الأقصى محور القضية الفلسطينية، والفتيل الذي سيشعل المواجهة الشاملة مع المحتل من جديد. داعية المسلمين دولًا وأفرادًا، للتحرك من أجل الدفاع عن الأقصى وبذل الجهود لحمايته بكل الوسائل المتاحة.
وفي الجانب الإعلامي تم توقيع اتفاقية لدعم مشروع "ذاكرة القدس" بين رئيس الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون والأمين العام للجنة الوطنية الفلسطينية للتربية والثقافة، ويهدف المشروع لجمع الأرشيف الفلسطيني من جميع أماكن تواجده في العالم للحفاظ على الذاكرة الفلسطينية من الضياع، وإظهار المكانة التي كانت تتمتع بها القدس قبل النكبة، وإتاحتها للنشء للتعرف إلى تاريخه بالإضافة الى الأكاديميين والباحثين والحقوقيين.
وعلى الصعيد الخارجي شاركت مؤسسة القدس الدولية فرع ماليزيا في مهرجان الثقافة الدولي الخامس عشر في جامعة العلوم الماليزية، بالتعاون مع رابطة الطلبة الفلسطينيين؛ حيث أقيم معرض للصور التي تحاكي آمال المقدسيين وهمومهم، فضلاً عن تجسيد صوري لما يعانيه المسجد الأقصى من اقتحامات يومية وانتهاكات لقدسيته. وقد تمّ توزيع بطاقات تعريفية عن مدينة القدس باللغتين الإنجليزية والمالوية.