20- 26 كانون الثاني/يناير 2021
الأربعاء 27 كانون الثاني 2021 - 7:50 م 3587 297 القراءة الأسبوعية |
قراءة أسبوعيّة في تطورات الأحداث والمواقف في مدينة القدس
تصدر عن قسم الأبحاث والمعلومات
20- 26 كانون الثاني/يناير 2021
إعداد: علي إبراهيم
الاحتلال يمنع الأوقاف من ترميم مصليات الأقصى
ويخطط لتحويل منزل الحاج أمين الحسيني إلى كنيس
شهد المسجد الأقصى منع شرطة الاحتلال طواقم لجنة الإعمار من استكمال أعمال الترميم في أجزاء متعددة من الأقصى، وتكرر المنع أربع أيام متتالية في الأسبوع الماضي، ما يشير إلى محاولات الاحتلال فرض نفسه الجهة صاحبة الصلاحية، بالتزامن مع استمرار اقتحامات الأقصى بشكلٍ شبه يوميّ، وإلى جانب اعتداءات الاحتلال في الأقصى، كشفت وسائل إعلام عبرية عن مخطط لتحويل منزل المفتي الراحل أمين الحسيني إلى كنيس يهوديّ. وتسلط القراءة الأسبوعية الضوء على استهداف بلدة العيسوية، وما تقوم به قوات الاحتلال من اعتقال واقتحام.
التهويد الديني والثقافي والعمراني
تتابع أذرع الاحتلال اقتحاماتها شبه اليومية للمسجد الأقصى، ففي 20/1 اقتحم الأقصى 13 مستوطنًا، بحراسة مشددة من عناصر الوحدات الخاصة في شرطة الاحتلال، وحاول عددٌ من المقتحمين أداء صلواتٍ تلمودية قرب مصلى باب الرحمة، وأشارت معطيات مقدسية عن منع قوات الاحتلال الفلسطينيين من الوصول إلى الأقصى بذريعة الإجراءات الصحية. وفي 21/1 شهدت باحات المسجد الأقصى محاولات عدة لأداء صلوات تلمودية بحماية قوات الاحتلال. ولم تكتف سلطات الاحتلال بحماية الاقتحامات، ففي يوم الجمعة 22/1 اقتحم الأقصى عددٌ من عناصر الوحدات الخاصة، وقاموا بالتجول في باحاته. ويأتي الاقتحام بحسب متابعين للشأن المقدسي، في إطار فرض الاحتلال المزيد من التحكم بالأقصى، وقدرة الاحتلال على اقتحام الأقصى في جميع أيام الأسبوع. وفي 23/1 جددت شرطة الاحتلال اقتحامها للمسجد الأقصى، وشهدت أبواب الأقصى انتشارًا كثيفًا. وأشار مدير المسجد الأقصى الشيخ عمر الكسواني إلى إن الاحتلال يسعى لإفراغ الأقصى، إذ يمنع الفلسطينيين من الوصول إليه، فيما يسمح للمستوطنين لقادمين من أماكن بعيدة باقتحام المسجد.
وشهد أسبوع الرصد تصعيدًا آخر بحق المسجد الأقصى، ففي 23/1 منعت شرطة الاحتلال طواقم لجنة الإعمار التابعة لدائرة الأوقاف الإسلامية في القدس، من تنفيذ أعمال صيانة وترميم داخل المصلى المرواني. وفي 24/1 منعت عناصر في شرطة الاحتلال، طواقم اللجنة، من إكمال أعمال ترميم الرخام والدعامات الداخلية في مصلى قبة الصخرة داخل الأقصى، وبحسب مدير لجنة الإعمار المهندس بسام الحلاق، دهمت قوات الاحتلال المصلى، وأوقفت العمال بالاعتقال والإبعاد في حال استمرارهم بالعمل. ولم يقف المنع عند مصليات الأقصى فقط، ففي 26/1 منعت شرطة الاحتلال، طواقم اللجنة من تنفيذ أعمال الصيانة في جميع أنحاء الأقصى، وبحسب معطيات مقدسية جاء المنع على خلفية محاولات طواقم اللجنة إصلاح تسرّب للمياه من سطح المصلى القبلي، وهو عطلٌ خطير خاصة في الأجواء الشتوية التي تعيشها المناطق المحتلة، وإمكانية تضرر المصلى بشكلٍ أكبر في حال استمرار التسرب.
وأشار بيان صادرٌ عن مجلس الأوقاف أنّ شرطة الاحتلال تعمل على إيقاف أعمال مديرية الإعمار في الأقصى ونشاطاتها كافة، وتمنع ترميم مواقع أساسية داخل المسجد تحتاج الى ترميم فوري، وتعمل على تعطيل إدخال أبسط المواد الأساسية اللازمة للصيانة، مما عطل عمل مديرية مشروعات إعمار الـمسجد، التي لم تعد تستطيع ترميم أي عطل أو خلل يطال أبسط مرافق الـمسجد، إذ يتعرض موظفوها للملاحقة والتهديد بالاعتقال والابعاد. وتؤكد اعتداءات الاحتلال هذه إمعان أذرع الاحتلال في حرمانها المسجد الأقصى من الترميم اللازم، وضغطها على دائرة الأوقاف لأخذ موافقة مسبقة عن أي أعمال ترميم من قبل شرطة الاحتلال؛ ما يعدّ خطوة متقدمة لسحب صلاحيات الأوقاف، وتحويل هذه الصلاحيات من خلال فرض الأمر الواقع إلى الاحتلال وشرطته، إضافةً إلى اتساق هذه الحملة مع الحفريات أسفل المسجد الأقصى ومحيطه، لترك أبنية المسجد آيلة للسقوط، نتيجة عدم ترميمها وتصدع أساساتها.
وفي سياق آخر من التهويد الديني والثقافي، كشفت وسائل إعلام عبرية في 24/1 أن جمعية "عطيرات كوهانيم" الاستيطانية تخطط لتحويل منزل مفتي فلسطين الراحل الحاج أمين الحسيني إلى كنيس يهودي، إضافة إلى مضاعفة عدد الوحدات الاستيطانية في محيط القصر من 28 إلى 56 وحدة. وبحسب صحيفة جيروزاليم بوست سيتم تحويل المنزل إلى كنيس، وأشار متحدث في الجمعية الاستيطانية إلى أن الجمعية ستحافظ "على المنزل التاريخي الواقع، وإعادة استخدامه لتلبية الاحتياجات المجتمعية، بما في ذلك كنيس وربما مركز رعاية نهارية". وإلى جانب خطورة بناء الكنيس، يستهدف المشروع رمزية الحاج أمين الحسيني، ودوره في مواجهة المشروع الصهيوني.
قضايا:
تصعد سلطات الاحتلال استهدافها لبلدة العيسوية، ففي 20/1 شنت قوات الاحتلال حملة اعتقالات طالت عدة شبان وفتاتين. وفي 22/1 اندلعت مواجهات عنيفة في البلدة، على أثر اقتحامها من قبل قوات الاحتلال، التي أطلقت قنابل الصوت والغاز بشكلٍ كثيف. وفي 24/1 اقتحمت طواقم من مفتشي بلدية الاحتلال في القدس بحماية قوات الاحتلال بلدة العيسوية، للتنكيل بالسكان، وفرض غرامات بحقهم، ويأتي هذا الاعتداء على خلفية مواجهة الشبان لاقتحامات جنود الاحتلال.
التفاعل مع القدس
في 25/1 قالت وزارة الخارجية وشؤون المغتربين الأردنية أنها وجهت عبر القنوات الدبلوماسية، مذكرة احتجاج طالبت فيها "إسرائيل" بالكف عن انتهاكاتها واستفزازاتها بحق المسجد الأقصى، واحترام سلطة إدارة أوقاف القدس وشؤون المسجد الأردنية. وأدان بيان الوزارة في بيانها انتهاكات الاحتلال المتواصلة في الأقصى، وآخرها التعدّي على صلاحيات إدارة أوقاف القدس، وتعطيلها لأعمال الترميم في قبة الصخرة المشرفة.