27 كانون الثاني/يناير – 02 شباط/فبراير 2021
الأربعاء 3 شباط 2021 - 4:36 م 2980 القراءة الأسبوعية |
قراءة أسبوعيّة في تطورات الأحداث والمواقف في مدينة القدس
تصدر عن قسم الأبحاث والمعلومات
27 كانون الثاني/يناير – 02 شباط/فبراير 2021
إعداد: علي إبراهيم
الأقصى بين إبعاد حراسه واقتحامات المستوطنين
وشرطة الاحتلال تصعد استهداف تجار القدس المحتلة
تستمر أذرع الاحتلال في استهداف المسجد الأقصى، فمن اقتحاماته شبه اليومية، وصولًا إلى إبعاد حراسه. وشهد المسجد منع شرطة الاحتلال نشاطًا خاصًا بالأطفال من تنظيم مكتبة الأقصى، بذريعة "عدم التنسيق"، ما يشير إلى محاولات الاحتلال المتكررة للتدخل في إدارة الأقصى، وترسيخ الشرطة جهة إشراف ومتابعة. وعلى الصعيد الديموغرافي تتناول القراءة فرض سلطات الاحتلال غراماتٍ باهظة على تجار القدس في شارع صلاح الدين، على خلفية مخالفة قرارات الإغلاق. وفي هذه المادة نسلط الضوء على تصريحات للملك الأردني داعمة للقدس والأقصى، وعلى فتوى علماء موريتانيا بتحريم التطبيع مع الاحتلال.
التهويد الديني والثقافي والعمراني
تعمل أذرع الاحتلال على فرض المزيد من التضييق على الأقصى ومكوناته البشرية، ففي 27/1 أبعدت سلطات الاحتلال مسؤول وحدة الحرس المسائية في الأقصى صامد عسيلة والحارس يزن طقش عن الأقصى مدة أسبوع. وفي 2/2 أعادت سلطات الاحتلال إبعادهما عن المسجد مدة 3 أشهر.
وفي سياق متصل بالاعتداء على المسجد، تتابع أذرع الاحتلال اقتحاماتها للمسجد الأقصى بشكلٍ شبه يوميّ، ففي 28/1 اقتحم الأقصى عددٌ من المستوطنين بحماية قوات الاحتلال، أدوا طقوسًا تلمودية في ساحات الأقصى. وفي 31/1 اقتحم الأقصى 34 مستوطنًا، من بينهم 7 عناصر أمنية، ونفذ المقتحمون جولات مشبوهة في ساحات الأقصى. وكشفت شبكة القسطل أن 748 مستوطنًا اقتحموا الأقصى في شهر كانون الثاني/يناير 2021، وأبعد 6 مقدسيين عن الأقصى، ما بين أسبوع وستة أشهر.
وفي سياق الاعتداء على الأقصى، تصعد شرطة الاحتلال تدخلاتها في المسجد، ففي 31/1 منعت قوات الاحتلال نشاطًا خاصًا بالأطفال تنظمه مكتبة الأقصى في ساحات المسجد الخارجية، بذريعة "عدم التنسيق". وكشفت معطيات فلسطينية أن شرطة الاحتلال دققت في هويات الفتيان، ومن ثم منعت النشاط. وتؤكد هذه الاعتداءات أن الاحتلال يتعامل مع الأقصى على أنه شريك في إدارته، وأن أي نشاط يقام في جنباته يجب الاستحصال على إذن مسبق من قبله لتنفيذه.
وفي متابعة لمنع لجنة الإعمار من ترميم مصليات الأقصى، الذي أشرنا إليه في التقرير الماضي، تابعت طواقم لجنة الإعمار في 28/1 أعمالها في ترميم الأقصى وصيانته، في كسرٍ مباشر لقرارات الاحتلال، وشملت الأعمال مصلى قبة الصخرة والمصلى المرواني.
التهويد الديموغرافي
تصعد سلطات الاحتلال من إجراءاتها العقابية بحق المناطق الفلسطينية، ففي 27/1 اعتقلت قوات الاحتلال 18 فلسطينيًا من مخيم شعفاط، على خلفية رشق زجاجات حارقة وحجارة على شرطة الاحتلال. وتترافق هذه الاعتقالات بتعنيفٍ جسديّ ولفظي. وحول أعداد المعتقلين من القدس المحتلة، كشفت شبكة القسطل أن قوات الاحتلال اعتقلت 160 فلسطينيًا في شهر كانون الثاني/يناير 2021، ولفتت الشبكة إلى أن عددًا من المعتقلين تم تحويلهم إلى الحبس المنزلي، وآخرين ما زالوا قيد التوقيف، ومنهم من حُكم عليه بالسجن الفعلي بتهمة "مقاومة الاحتلال".
وفي سياق فرض العقاب الجماعي، شنّ موظفو بلدية الاحتلال في القدس بحماية قوات الاحتلال، حملة استهدفت المحال التجارية في شارع صلاح الدين في 1 شباط/فبراير، وتأتي هذه الحملة في إطار فرض المزيد من التضييق على التجار في المدينة المحتلة، وسطرت طواقم الاحتلال غرامات بحق بعض أصحاب المحال والباعة المتجولين، وصل بعضها إلى 5 آلاف شيكل (نحو 1500 دولار أمريكي)، بذريعة مخالفة قرارات الإغلاق وفتح المحال التجارية.
التفاعل مع القدس
في 30/1 أكد الملك الأردني عبد الله الثاني في مقابلةٍ مع وكالة الأنباء الأردنية الرسمية (بترا)، أن "القضية الفلسطينية هي القضية المركزية الأولى بالنسبة للأردن"، وشدد الملك الأردني على استمرار بلاده في حماية المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس المحتلة "من منطلق الوصاية الهاشمية التاريخية على هذه المقدسات"، وأشار إلى أن الأردن يكرس "كل إمكاناته لحماية المقدسات في القدس وحماية هويتها العربية الإسلامية والمسيحية".
وفي 1 شباط/فبراير أصدر 200 من العلماء والأئمة الموريتانيين فتوى تحرم التطبيع مع الاحتلال، وتعدّ العلاقة مع "الكيان الغاصب لأرض فلسطين والمحتل لبيت المقدس وأكنافه حرامًا ولا تجوز"، وأطلق العلماء هذه الفتوى في ندوة في العاصمة الموريتانية نواكشوط، وأكد العلماء فيها أن "التطبيع مساندة ودعم كامل للصهاينة الغاصبين على ما يقومون به من حصار وقتل وتدمير ولا يمت إلى الصلح بصلة"، وخلص العلماء إلى أن التطبيع من أعظم المحرمات.
وفي سياق تطبيع دول عربية مع الاحتلال، كشفت وسائل إعلام عبرية في 31/1 أن رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو سيزور دولتي الإمارات والبحرين، في منتصف شهر شباط/فبراير، ومن المتوقع أن يلتقي نتنياهو قيادات في الدولتين، وتأتي هذه المعطيات مع الكشف عن أن العلاقات التجارية بين دولة الاحتلال والإمارات تتصاعد، وقد بلغت في الأشهر التي تلت التطبيع عشرات ملايين الدولارات.